ثقافة مغلوطة
 

أشرف الكبسي

د. أشرف الكبسي / لا ميديا -
كيف تعرف أن ثقافتك مغلوطة؟!
• إن كنت لا تفرق بين الرأي والقناعة والاحتمال والحقيقة، وغاية برهانك ظنك، وكل دليك «قالوا»، وغالب حجتك إرثك، وكان منطق سببك ونتيجتك تقليدا، ما وجدت عليه آباءك، أو تغريبا، ما استنسخته من أعدائك.
• إن غرتك نفسك، فسرت في الأرض مختالا فخورا وكنت بين الناس جبارا عصيا، تسلبهم دنياهم لتبني دنياك الفانية، أو تسوقهم بعصا الدين إلى الجنة كالماشية، وتقذف بهم إلى النار وكأنك الزبانية!
• إن كان أكبر همك ومبلغ علمك تتبع صغائر عيوب الناس وسقطاتهم والنظر إليها بعدسة التكبير، مع تناسي مساوئك وعيوبك والنظر إلى كبائر خطاياك بعين التصغير!
• إن كنت تعامل زوجتك كجارية، وابنك كعبد مملوك، وابنتك كعار مخبوء، وموظفك كأجير حقير، وصاحبك كتابع خانع، وجارك كظل كريه!
• إن كنت فض الطبع، غليظ القلب، فاحش اللسان، شحيح الوجدان، مغلول اليد، باسط الأذى، كثير النزق، سريع الغضب، سخي العتب!
• إن كنت تقيس الفضيلة باللحية والغُنّة، والرذيلة بالرداء والسحنة، والعلم باللقب والشهرة، والجهل بالصمت والعزلة، والوفاء بالمديح والطبلة، والنصر بالتعصب والغلبة، والحق بالهوى والكثرة!
• إن كنت لا تقرأ، وإن قرأت لا تفهم، وإن فهمت لم تنصف، وإن أنصفت فلك لا عليك، ومنهم لا من نفسك وذويك وخاصتك... هذا ولا فرق عندي بين احتقار القراءة واحتكارها!
• أن تقول ما لا تفعل، وتحب أن تُحمد بما لم تفعل، فيظل سعيك في الحياة وأنت تحسب أنك كنت وماتزال وسوف تُحسن صنعاً وثقافة!
من منا يخلو كلياً أو جزئياً من ثقافة مغلوطة؟!

أترك تعليقاً

التعليقات