مـقـالات - عبدالمجيد التركي

كلُّ شيء تلامسه شفتاها يطير

عبدالمجيد التركي / لا ميديا- ما الذي سوف نبقيه للعقل والمنطق المتبعثر بين جنون يدينا لتبرير هذا اللقاءِ الذي ليس تحويه أسطورةٌ أو كتابٌ تحرَّرَ من سطوة العقل والنقل؟! سيدتي! كيف تلغين كلَّ النواميسِ؟! كيف تقولين للَّيلِ كنْ فيكونُ؟! أنا حطبٌ...

جنود من عسل

عبدالمجيد التركــي / لا ميديا - إن أسوأ ما في المتدينين أنهم يتسامحون مع المفسدين ولا يتسامحون مع المفكرين. هكذا تحدث عبدالله القصيمي، وكأنه يعيش الوضع الراهن، لأن ما يجري هو امتداد لتاريخ طويل من الدجل السياسي المتأسلم. المتدينون يتسامحون مع الفاسدين، لأنهم مستفيدون منهم، ولا تستبعد أن يسرد أحدهم فضائل هذا الفاسد بأحاديث يخرجها من كيسه، كما كان يفعل بعض الرواة. لكنهم لا يتسامحون مع المفكرين، لأن المفكر في نظرهم "عاطلٌ يفكر"، وبالتالي لن يستفيدوا من المفكرين، ولن يسلموا من حدِّ ألسنتهم. هكذا تقتضي المصلحة التي تجمع بين رجال السياسة ورجال الدين، كما يقول المثل المصري: "شيـِّلني وأشيِّلك"، رغم أن رجال الدين أغدر من رجال السياسة في كل عصر...

رئيس الفندق

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - أخيراً أيقن الكثير من أنصار الشرعية أن نزلاء الفنادق ليسوا سوى عصابة تتآمر مع التحالف ضد اليمن. كان علي محسن الأحمر لصاً مكشوفاً كالشمس، فحولته الثورة إلى بطل. وكان هادي سلبياً وضعيفاً وتافهاً في قراراته، وفي شؤونه كلها، فكيف صدقتم أنه سوبر مان؟! كيف راهنتم على حصان خشبي؟! أربع سنوات منذ بدء عدوان التحالف، ما الذي فعله هادي لأجل اليمن طيلة هذا الوقت؟! هل ننتظر أربع سنوات أخرى مثلاً، ليأخذ هذا الأمر منا ثماني سنوات؟! وهل بقي في عمره أربع سنوات أخرى ليقضيها لاجئاً في فندق؟! أربع سنوات ضعفت فيها الشرعية مع كل الدول التي تقف بجانبها، بينما قويت شوكة الحوثي أكثر، وأصبح شرعياً أكثر من الشرعية....

العرضي ونيوزيلندا

عبدالمجيد التركي / لا ميديا- لم يكن مريضاً ولا مختلاً قاتلُ نيوزيلندا، بل كان جاهزاً لتنفيذ الجريمة ومستعداً لتصوير الفيديو. كان بغيضاً ومدفوعاً بنزعة عنصرية تجاه الإسلام. كثيرون فرحوا لأن القاتل مسيحي -كي يبعدوا عنهم تهمة الإرهاب- أكثر مما حزنوا على القتلى لأنهم مسلمون. أما العميقون فقد تأثروا من خبر جريمة نيوزيلندا، وحين يرون جثث أطفال يمنيين ونساء بقصف سعودي حاقد يرددون دائماً: ضربة خاطئة، أو يقولون: قيادات حوثية، كما حدث في جريمة حافلة ضحيان. قصف مسجد النور في نيوزيلندا أهون بكثير من قصف القاعة الكبرى، ومن قصف قاعة سنبان، وقصف مستبأ وقنبلة عطان، وقصف الحديدة، وتعز، وذمار، وصنعاء، ومتاحفها وبيوتها ومؤسساتها وجسورها ومصانعها! كل هذا التباكي لأنهم قصفوهم في مسجد، ولو أنهم قصفوا في مكان آخر لما كسبوا كل هذا التعاطف الذي ينحاز للمساجد والحجارة أكثر من انحيازه للإنسان الذي هو أقدس الموجودات. ما حدث في نيوزيلندا هو جريمة بكل المقاييس، سواء كانت الجريمة في مسجد أو في كنيسة. لكن الملاحظ في مواقع التواصل الاجتماعي أن أكثر المتعاطفين مع القتلى نابع من أن الجريمة حدثت في مسجد، مع أن الإنسان هو الإنسان، والإرهاب هو الإرهاب....

علي صالح عباد

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - علي صالح عباد (مقبل) مات يمنياً شريفاً.. كونوا مثله فقط، بدلاً من تدبيج المنشورات ورصّ الدموع على هذا الفيس بوك الذي تحول إلى حائط مبكى. توقفوا عن البحث عن جنازة لتشبعوا فيها لطماً؟ ماذا فعلتم لهذا الرجل حين كان مريضاً.. هل فكرتم بزيارته إلى بيته ذات يوم؟ كله يهون ولا الإصلاحيين اللي بيبكوا على مقبل. يا إخواننا في الله، علي صالح عباد مات في (صنعاء) نظيفاً كقطعة ثلج، ولم يمت مرتزقاً، ولم يبع وطنه بصحن كبسة. على أيش تبكوا وتذكروا نزاهته ونظافته وقد تحولتم إلى مستنقعات وأدوات رخيصة! فاكرين يوم أهدرتم دماءه ودماء كل الاشتراكيين "الملحدين" بفتوى الديلمي الشهيرة؟...