مـقـالات - عبدالمجيد التركي

مرجام الغيب 2-2

عبدالمجيد التركي / لا ميديا أي سفاهة أكثر من هذه؟! وأي تبريرات أسخف من تبريرات المرتدين جلباب الدين؟! الطائرات المسيرة صنعتها الحاجة لردع العدوان، وليست تمكينا إلهيا كما يردد البعض، فهناك من صنع طائرات بسرعة الصوت وليس له أي علاقة بالدين، ولم يسمع يوما عن التمكين الإلهي. كل ما هنالك أننا كنا مسالمين وتعرضنا لأبشع عدوان عرفته البشرية، ولا بد من وجود وسيلة للدفاع عن أنفسنا، وحين نقوم بتصنيع طائرات بسيطة فنحن لسنا أقل شأنا ممن رزقهم الله عقولا تفكر وتنتج وتصنع. فكانت حاجتنا هي سبب اختراعنا لها لنرد الحجر من حيث جاء....

مرجام الغيب 2-1

عبدالمجيد التركي / لا ميديا ذات يوم تم الإعلان عن تصنيع طائرات وصواريخ محلية بأيادٍ يمنية. وأثار هذا الخبر الكثير من السخرية على كافة مواقع التواصل الاجتماعي. وحين بدأ البعض برؤية مفعولها وبدؤوا يصدقون أن هناك طائرات مسيرة فعلاً نسبوا تصنيعها إلى خبرات إيرانية ولبنانية تابعة لحزب الله. أتذكر جيداً يوم أطلق المقاتلون اليمنيون صاروخاً إلى خميس مشيط، استيقظ سام الغباري ووقف على نافذة غرفته ليصور الشارع الذي يسكن فيه، وكتب تعليقاً على الصورة يؤكد أنه في خميس مشيط، وأن الحوثيين يحلمون أنهم أطلقوا صاروخاً، وأن صواريخهم كلها ليست سوى صواريخ في ألعاب البلاستيشن. لكن سام الغباري لم يتحدث بعدها عن لعبة البلاستيشن التي بثتها قناة (العربية) على أنها ضربة حصدت مئات الحوثيين، ولم يتحدث عن البارجة الإماراتية التي تم قصفها وتم بث فيديو بلاستيشن أيضاً لتغطية الفشل الذي كان محرجاً لدول العدوان تجاه هذا الصاروخ الذي كان له وقع الطعنة في قلب الإمارات والسعودية....

كن حذاءً

عبدالمجيد التركي / لا ميديا قال لي: إن ما في يديك أكبر مما في طموحاتهم. لقد نسجوا في مخيِّلاتهم ثوباً سندسياً يحاولون ارتداءه، فكلما اتَّسعوا ضاق، وكلما اتَّسع ضاقوا. أما أنتَ، فلست محتاجاً إليه -لملازمته إياك- حتى وإن كنت عارياً. قال لي: تنصَّل من النظر واتحد مع الرؤية، فلأَنْ يذيبك اليقين خير من أن تريبك الظنون. وقل لمن يخلع وجهه كلَّ مساء: إن شوكة الميزان لم تعد تحتمل تطفيف السراب. قال لي: دع الآخرين يبحثون فيك عن ذواتهم المفقودة. ولا يفعلون إلا لأنهم رأوك فردوساً يحقق لهم خرافات منشودة. فبما أنك تقرأ أعماقهم, أو بالأصح تراها، فإنهم بحاجةٍ إلى القليل من مائك ليكتحلوا به، علَّهم يرونك....

أم الدنيا

عبدالمجيد التركي صنعاءُ.. مدينةٌ رابضةٌ في قلبِ التاريخ، ومضيئةٌ في صفحاتِ الجغرافيا.. إنها سيدةُ المدائن، وجوهرةُ الخريطة. صنعاءُ.. أولُ مدينةٍ تُبنى بعد الطوفان، وأولُ حضارةٍ عربيةٍ تطلُّ برأسها من الخارطة.. حين استقرت سفينةُ نوح في أعالي جبال نهم، قَدِمَ سامُ بن نوح لبناءِ المدينة، فسُمِّيت صنعاءُ (مدينة سام)، وفي كتابه (صفة جزيرة العرب) يشيرُ بديعُ الزمانِ أبو الحسن الهمداني إلى أنَّ المدينة أُسِّست على يدِ سام بن نوح. حين تتجوَّل في حاراتها العتيقة تكادُ تسمعُ تسابيحَ الأجدادِ محفوظةً في ذاكرةِ الآجُر، وتكادُ ترى التاريخَ يمدُّ يدَه من النوافذِ والجدرانِ ليصافحك. من مناظرها ومفارجها ترى التاريخَ مسنداً ظهرَه على سورِها، ينسجُ حكايةً طويلة، قوامُها الإنسانيةُ والفنُّ والتراثُ والمحبة والترابط الذي يجعل البيوتَ كلها تبدو بيتاً واحداً، والمدينةَ كلَّها تبدو كأنها أسرةٌ واحدة....

وهم الإمارات

عبدالمجيد التركي تدرك الإمارات جيداً أنها لن تجرؤ على طلب الانسحاب من جزرها الثلاث المحتلة من قبل إيران. لكنها استجمعت شجاعتَها دفعةً واحدةً وطلبت من اليمنيين الانسحاب من سواحلهم! وقبل ذلك لعبت دور المحتل، ونزلت بجنودها في جزيرة سقطرى، وكأنها تريد تجريب شعور الغازي والمحتل، لتغطِّي على عُقد نقصها وتتخلَّص من دونيتها ولو لأيامٍ معدودة، فقد تعرفُ معنى الزهو الذي سيزيدها انتقاصاً، وهي بذلك كالطاووس الذي يتبختر ويزهو، ثم يولول حين ينظر إلى قوائمه الخلاسية القبيحة. منذ أول أيام الحرب على اليمن، والإماراتُ عينُها على عدن ومينائها، بينما عينُ السعودية على ميناء الحديدة، ظناً منهم أنهم سيتمكنون من إحكام قبضتهم على غذائنا ولقمة عيشنا، فبعد أن فشلوا في حربهم على اليمن عسكرياً لجؤوا إلى الحرب الاقتصادية، وقد حاولوا قبل ذلك حصار المطارات والموانئ، وساوموا على ميناء الحديدة مقابل تسليم الرواتب!!...