مـقـالات - راسل القرشي

العرب في العام 2018

راسل القرشي / لا ميديا كشفت الأنظمة العربية خلال العام 2018 سوآتها بشكل واضح وبدت أكثر انقساماً وتشتتاً من ذي قبل. تعاظمت الانقسامات العربية بشكل أكبر مما كان. ونجد كلاً منهم يغني على ليلاه، الأسود المليء بالأزمات والصراعات والانتهاكات الداخلية، وكشفوا عن وجوههم القبيحة أمام العالم. واصلوا أعمالهم التدميرية العربية - العربية، واصلوا حروبهم التي يشنونها على أشقائهم في اليمن وسوريا وليبيا ولبنان وغيرها من البلدان العربية، وما خفي كان أعظم! يواصلون نشر غسيلهم المليء بالنتانة والتآمر على بعضهم البعض. حروب سياسية وعسكرية واقتصادية لا تهدأ أو تنام أدت في مجملها إلى مقتل مئات الآلاف من أبناء الشعوب العربية وتشريد وتهجير الملايين، وتجويع وتلاعب بالاقتصادات، أدت في مجملها إلى انهيار اقتصادي ومعيشي في كثير من البلدان ومنها اليمن....

العرب ومصارعة طواحين الهواء!

راسل القرشي بعد مرور 8 سنوات على ما يسمونها الثورة التونسية، أين هي تونس اليوم؟ وهل تجاوزت بثورتها مجمل الإشكالات التي أشعل الشعب التونسي ثورته من أجلها..؟! 8 سنوات من هذه الثورة، ولا زال التونسيون يعيشون نفس الأوضاع التي عاشوها في ظل نظام بن علي..؛ لم يتغير شيء، وقد يكون الوضع اليوم أسوأ من السابق.. المصور التونسي عبدالرزاق رزقي الذي يعمل في قناة تلفزيونية خاصة، أقدم الثلاثاء الماضي على إضرام النار في جسده وسط (ساحة الشهداء) بمحافظة القصرين التونسية، احتجاجاً على وضعه الاجتماعي، كما تناقلت وسائل الإعلام المختلفة.. ليُذكّر بالشاب محمد البوعزيزي الذي أشعل النار في جسده منتصف ديسمبر 2010م، ومثّل شرارة الثورة الشعبية التونسية ضد نظام بن علي....

راسل القرشي معظم اليمنيين ظلوا طيلة انعقاد مشاورات السويد يترقبون ويأملون أن تخرج تلك المشاورات بنتائج طيبة تعزز إجراءات بناء الثقة بين الأطراف اليمنية، والخروج بحلول ومعالجات لكل الإشكالات الماثلة والمتوقعة، والمضي على طريق إيقاف العدوان والصراع الداخلي القائم منذ قرابة 4 سنوات.. اليمنيون لم يعد بمقدورهم تحمل تبعات هذا العدوان وهذه الحرب إن استمرت وطالت، كونها أثرت على حياتهم في كافة مناحي الحياة، وتسببت بتدمير كلي للبلاد واستشهاد عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين عموماً، كما تسببت في تهجير ونزوح الملايين من المدنيين عن منازلهم ومدنهم، إضافة إلى حدوث أكبر كارثة إنسانية لم يشهد لها العالم مثيلاً. جاءت مشاورات السويد لتعيد الأمل إلى نفوس اليمنيين، والتفاؤل بتعزيز إجراءات الثقة بين المتحاورين، ودفعهم للتوصل إلى وضع المعالجات والحلول بما ينهي الأوضاع الكارثية التي يعيشها اليمنيون....

هل ينجح غريفيث في ما أخفق فيه ولد الشيخ؟

راسل القرشي سأبدأ هنا بطرح السؤال الذي أراه مهماً ويصب في خدمة المشاورات الحالية المنعقدة في السويد، وتلافي الأخطاء التي شابت مفاوضات الكويت وجنيف.. وهو: ما الأسباب التي أدت إلى فشل جولات المفاوضات السابقة؟! الإجابة بالتأكيد تقول: إن التخبط والعشوائية للمبعوث الأممي السابق وعدم قدرته على إدارة المفاوضات بثقة، وعودته للأطراف الخارجية، وجعل صوتها أقوى من الصوت اليمني، كان من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى فشل المفاوضات.. إضافة إلى أسباب أخرى مثل لجوء وفد الرياض اليمني إلى تبني وجهة نظر الخارج دون التفكير بالوطن والداخل الوطني....

في تعز..حاميها حراميها!

راسل القرشي / لا ميديا لا ندري ما الأسباب الحقيقية وراء هذا الانحدار أو الانفلات الأمني الذي تعيشه تعز منذ أكثر من أسبوعين؟! مليشيات وعصابات مسلحة تتحرك بكل أريحية، وتغتال هذا، وتستولي على أملاك ذاك، وتهدد هذا وتتوعد ذاك، وتقطع الطرقات وتفرض الإتاوات دون أي وجود للجهاز الأمني، بل كأن تعز تعيش بعيداً عن الدولة التي تدعيها ما تسمى (الشرعية)! ما يحدث في تعز ليس طبيعياً، لاسيما وأن هناك كما يقال محافظاً وسلطة محلية وجهازاً أمنياً وجيشاً. أين هؤلاء جميعاً في ظل هذا العبث المتواصل منذ أكثر من أسبوعين..؟ هل يشعرون بما يشعر به المواطن البسيط وما يواجهه من خطر هذه العصابات؟! المواطن ضاق ذرعاً من هذا المشهد الدامي والمخيف، ولا حيلة له.. فأين أنتم يا دولة.. يا من تسمون بالأمن والجيش و(الشرعية)؟! ...