نايف حيدان

نايف حيدان / لا ميديا -
قال الله سبحانه وتعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}. توجيه رباني واضح ولا يحتاج للتأويل أو التفسير أو الدراسة. آيات واضحة وبينة ومفهومة. فقط ما تحتاجه الأمة المسلمة هو التطبيق الفعلي لهذا التوجيه.
كشفت أحداث اليمن وبوضوح مخطط تحالف العدوان لتمزيق وتفكيك اليمن، فالسعودية بدأت بتنفيذ هذا المخطط من قبل أن تشن حربها على اليمن، فاشترت ولاءات المشائخ والعملاء والمرتزقة، وشجعت على التناحر والتمزق والفرقة داخل المجتمع اليمني، حتى تأكدت أن معظم القوى أصبحت كالخاتم بيدها تستخدمها ضد من يرفض الرضوخ لسياساتها، وها هي الحرب قائمة وسياسة التفكيك والتمزيق مستمرة، وخير شاهد على ذلك ما تشهده المحافظات الجنوبية من تناحر وتنافر وتكوين جماعات ومليشيات وتدريبها ليحارب بعضها بعضا، فتظل الحروب ولا تقوم لليمن قائمة.
ونتيجة وخلاصة لكل هذه الأحداث كشف قائد الثورة عن هذه المخططات ونتائجها وخطورتها علــــــى الأمة. وأمام ذلك انطلقت حملة «إعصار اليمن» التي تشمل كل محافظات اليمن لمزيد من التلاحم ورص الصفوف وتحصين الجبهة الداخلية من أي اختراق، مع استمرار بذل المحاولات لعودة المغرر بهم ليسلموا من شر المؤامرة التي تحاك عليهم أولاً وعلى اليمن والأمة ثانياً.
فالوعي والبصيرة التي تتمتع بها القيادة الثورية والسياسية بالحرص على وحدة الصف اليمني ووحدة الصف العربي والإسلامي جعلت السياسة اليمنية قائمة على طي ملفات الماضي ونسيان آلامه وجروحه، ومدت اليد للجميع في اتفاق «السلم والشراكة»، وبعدها للمؤتمر بقيادة عفاش، واليوم اليد ممدودة لكل من يقاتلنا للعودة لجادة الصواب وتفويت وإفشال مؤامرات أعداء الأمة. وأيضاً عندما أعلنت السعودية حربها على اليمن لم يأتِ الرد اليمني إلا بعد 40 يوماً، والإمارات لم تتلق الرد إلا بعد سبع سنوات. وهذه السياسة لها رسالتها وحكمتها ولم تأت بالمصادفة أو بالعشوائية، فالنظرة أبعد والهدف كبير جداً حفاظاً على وحدة الأمة وتحصينا لها من مؤامرات التمزيق والتشرذم التي يعتمد عليها الأعداء وتسهل لهم تنفيذ مخططاتهم.
اليوم بـ»إعصار اليمن» لا بد من أن يزداد التلاحم والتراص ورفد الجبهات بالرجال والمال وبكل الوسائل لتعزيز الثبات والصمود، ولا بد من أن تبذل الجهود الكبيرة لدعوة المغرر بهم للعودة لحضن الوطن، وبهذا تكون الفرصة الأخيرة لهم لتطبق على من يستمر في غيه وضلاله العقوبات الرادعة والعادلة بعد إقامة الحجة عليهم.
فبوحدة الأمة العربية والإسلامية ورص الصف في مجابهة الأعداء يكون الخلاص منهم وإفشال مخططاتهم الخبيثة.

أترك تعليقاً

التعليقات