تنظيف مؤسسات الدولة من المندسين!
 

نايف حيدان

نايف حيدان / لا ميديا -
النخر من داخل الجبهة الداخلية أخطر بكثير من مواجهة العدو في الجبهات الأخرى. وباعتقادي إنه أكثر تأثيرا وضررا، وعبره يستطيع العدو تحقيق أهدافه. وسبق أن حذرنا مرارا وتكرارا من الاختراق ومن أفعاله الخطيرة على جبهتنا الداخلية. وكانت هناك ردود تجابه هذا التحذير وتشكك بمن يطلقون هذه التحذيرات وتطلق عليهم أوصافاً كثيرة تسيء لهذا التوجه الحريص على سلامة سير المواجهة وصد العدو.
اليوم وبعد إطلاق هذا التحذير من قبل قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي نستطيع القول إن الخطر الذي يمثله المندسوزن والمتلاعبون داخل مؤسسات الدولة أصبح واضحا للجميع، إن لم نقل يهدد وبشكل كبير مستقبل اليمن ويضعف معنويات القوى الوطنية الصابرة والمواجهة للعدوان، حيث إن تلك الاختراقات أو ذلك التلاعب الذي يحدث داخل مؤسسات الدولة المختلفة ليس نتيجة إرث سيئ من قبل النظام السابق فقط، بل معد بإتقان ومخطط له ويدار من مطبخ واحد ويسير بخطط موحدة وله هدف خبيث وكبير أقله تشويه أنصار الله وتصويرهم لعامة الشعب بأنهم وراء كل السلبيات التي تحدث أو الأخطاء التي ترتكب بحق المواطنين.
فالفساد الذي ينتشر بشكل مخيف رغم التوجه والعمل الجاد على محاربته مظهر من مظاهر هذا الاختراق أيضاً. التوجيهات القيادية التي تطلق بين الوقت والآخر وعدم تطبيقها على أرض الواقع أيضا مظهر من مظاهر هذا الاختراق، وعمل متعمد لتثوير الشارع وإيجاد احتقان وغضب ضد الثورة والقيادة. فعلى سبيل المثال: التوجيهات التي تصدر مرارا بضبط الأسعار وتحديد وضبط المهور بمختلف المحافظات وكذلك منع إطلاق الأعيرة النارية في المناسبات... نجد المخالفات ترتكب عمدا، فتكون التوجيهات في واد وما يحدث على الواقع في واد آخر.
واليوم، يجب أن تتحرك كل القيادات الوطنية تحركاُ جاداً لتنفيذ توجيهات قائد الثورة بتنظيف مؤسسات الدولة من المندسين والمتلاعبين، بعيدا عن الانتماءات أو الألقاب، لما فيه الصالح العام والمصلحة الوطنية.
بقاء فاسد أو مندس في مؤسسة من مؤسسات الدولة أو التغاضي عن أفعاله يشكل خطرا على كل المؤسسات، لأنه إذا لم يردع فإن باب الانضمام إليه يصبح مفتوحا ومتاحا، كون الفساد يدر على ممتهنيه أموالا كثيرة إلى جانب المكافآت أو الإغراءات التي قد يحصلون عليها من قبل الداعمين والممولين لزعزعة أمن واستقرار البلد.
وهنا لا بد من التنبيه بألا تستخدم هذه التوجيهات لتحقيق أهداف رخيصة والانتقام من الكفاءات والقدرات الوطنية تحت ذريعة محاربة المندسين. فلوبي الفساد ومطبخ الاختراق يمتلك قدرات عالية وخبرات كبيرة، وهو متفنن في أن يظهر بمظهر الوطني المخلص ليصور من يحارب الفساد كمرتزق ومندس وطابور خامس، وهنا تصبح الكارثة أعظم والخطر أكبر.
العمل بمبدأ الثواب والعقاب هو الطريق الأمثل لتنظيف مؤسسات الدولة، إضافة إلى عدم التهاون أو التغاضي عن الأخطاء الصغيرة التي تكتشف، فالأخطاء الصغيرة هي عنوان للأعمال الكبيرة المخطط لها. وبإصلاح القضاء وتنظيفه من الفاسدين كخطوة أولى نستطيع أن نضمن تنظيف كل مؤسسات الدولة من المندسين والفاسدين والمتلاعبين، ونستطيع أن نكسب ثقة المواطن بعد أن يلمسها ويعايشها بنفسه على أرض الواقع.
القيادة الثورية والسياسية جادة في اقتلاع الفساد من جذوره وتخليص وتنظيف اليمن من كل أدوات الشر التي تعمل لخدمة العدو بتصرفاتها الشيطانية، وما على البقية إلا السير على طريق وتوجه القيادة نفسه، بخطوات ثابتة وبعمل صادق وأمين وبما يرضي الله ويرضي الضمير.


عضو مجلس الشورى.

أترك تعليقاً

التعليقات