لماذا العالم يكره «السعوديين»؟!
 

د. حمزة الحسن

د. حمزة الحسن / لا ميديا -
لماذا يكرهوننا؟! سؤال تكرر وكتبت حوله مقالات في الصحافة المحلية.
سؤال مشروع، ولكن الإجابة السعودية على السؤال "جبانة" و"خاطئة بشكل متعمّد".
نعم، تزداد مساحة الكره لبني سعود، وللسعودية كدولة، وهذا ينعكس بصورة أو بأخرى على كره المواطنين السعوديين أيضاً. لماذا يكرهوننا؟!
الجواب السعودي: حسد، نكران جميل، حقد... إلخ.
قبل عقدين أو ثلاثة كان سبب الكره في المجمل أن بني سعود عملاء للغرب وأمريكا ويمررون سياستهم، أنهم يتزعمون العالم الإسلامي ولا يخدمون المسلمين كما ينبغي (أي تقصير في الدفاع عن المسلمين ومصالحهم ومقدساتهم)، أنهم يشعلون الفتن... وهناك من يكره السعودية لأنها دولة تزعم تطبيق الشريعة وهي لا تطبقها.
باختصار: فيما مضى من عقود كانت الأموال السعودية هي التي تجيب على سؤال: لماذا يكرهوننا؟! أو بالأصح كانت القوة المالية السعودية هي التي تخفّف وطأة الهجوم على بني سعود، وتتحمل "غلاستهم". اليوم تغيرت الأحوال.
منذ ثلاثة عقود، تخففت الرياض من مسؤولياتها القيادية على مستوى العالم الإسلامي، وخففت الدعم المالي للدول والجماعات والمؤسسات الإسلامية، ولم تعد تعتبر من مسؤولياتها الدفاع عما كان يسمى "الأقليات الإسلامية" ولم يعد يهمها حتى "القضايا الإسلامية" بما فيه قضية فلسطين.
بعد 11 سبتمبر انعزلت الرياض، وبالتالي تخلت عن كرسي القيادة، أوقفت الدعم المالي والسياسي، انحازت للعدو الصهيوني كما في حرب تموز وحرب غزة، دعت إلى التطبيع، استخدمت قوتها الإعلامية ليس في ترويج الانحطاط الأخلاقي فحسب، بل والأهم: الانحطاط السياسي، والفتن السياسية.
أكبر قوة ناعمة لدى بني سعود هي المال!
ومادام توقف الدعم، فالسؤال: لماذا يكرهوننا؟! هو سؤال حمقى وأغبياء. فكيف إذا ما أضيف عليه: المنّ والأذى، وأطنان من الكذب عن دعم لم يحدث، ووطنية استعلائية عنصرية كاذبة؟!
السؤال الصحيح اليوم: لماذا يحب الناس بني سعود ومهلكتهم؟!

 كاتب ومعارض سعودي

أترك تعليقاً

التعليقات