عقيق
 

مهدي علواني المشولي

تكابر قوى العدوان السعودي الأمريكي، وفي مقدمتها مملكة الشر، في استمرار عدوانها على اليمن، رغم إدراكها جيداً أنها لن تحقق أكثر مما قد منيت به من هزائم سياسية وانكسارات عسكرية سابقة.. أكثر من 500 يوم عدوان، فشلت فيها قوى الهيمنة في تحقيق أي نصرٍ عسكري أو إنجاز أي هدف سياسي.. عدا قتلها للمدنيين والأطفال، وتدميرها لبنية دولة مدنية منشودة.. ولحضارة يمنية ومدن ومعالم تاريخية بما فيها عسير ونجران وجيزان وبقية المدن اليمنية الممتدة بتاريخ جغرافيتها حتى تخوم عروش مملكة الشر الخاوية.
ميدانياً، تلاحق قواتها العدوانية هزائمها العسكرية في مختلف جبهات هذه المناطق التي تدمر الآن مدنها ومعالمها التاريخية، بسلاح طيران العدوان السعودي الأمريكي، مثلها مثل بقية المدن اليمنية، بعد أن استطاع الجيش واللجان الشعبية تدمير مواقعهم العسكرية بعمليات قتالية نوعية تستحق أن تدرس في المدارس والأكاديميات العسكرية. وفي الجبهات الداخلية تتوالى انكسارات زحوفات مرتزقتها في كل جبهة على طول وعرض التراب اليمني.. وسياسياً، فشلت عصابة ومرتزقة مجموعتها السياسية في فرض مسارات مراوغاتها وأجندتها السياسية، ففي كل محفل تشاوري، كان يتجلى حضور باهت ومنطق هزيل لمفاوض مرتزق لا يمتلك قراره، فتنتهي كل جولة بهزيمة جديدة له، وتعرٍّ سياسي فاضح لقوى العدوان أمام كل الأمم ومن يقف خلفها.
فما لم تستطع كل هذه القوى تحقيقه عسكرياً، حتماً لن يستطيع أزلامها فرضه سياسياً، ولو اشترت لهم كل القرارات الأممية، بل وذمم كل الأمم المتواطئة.. كذلك كانت مشاورات جنيف والكويت، مكابرة ورفضاً ومحاولة فرض شروط استسلامية، واستمرار مملكة الشر في عدوانها، وحين تلاقي نفس الصمود ونفس الهزائم المتلاحقة ميدانياً، بل وتضرب في عمقها السعودي، تعاود الاستنجاد بأمريكا لإنقاذها سياسياً بعد أن فشلت ترسانتها العسكرية في حمايتها. وما تصريحات كيري قبل أيام، ودعوته لعودة المشاورات اليمنية في إطار خطة القبول أولاً بتشكيل حكومة توافقية، وهو ما كانت رفضته السعودية وأزلامها في مشاورات الكويت، ما هي إلا إنقاذ لمكابرة مملكة الشر ولعجزها سياسياً وعسكرياً.. وفي المقابل تتجلى انتصارات المواقف الوطنية سياسياً وعسكرياً وشعبياً، والمتمثلة في تشكيل المجلس السياسي الأعلى، وملء الفراغ السياسي دستورياً، وصمود شعبنا في وجه مسوخ الاستكبار وقواهم العدوانية، واستبسال قواتنا المسلحة واللجان الشعبية في ميادين العمليات القتالية في الجبهات الداخلية، وما حققته في العمق السعودي من انتصارات ميدانية وبطولات مرغت وجه الاستكبار، وأصبحت محل فخر.. لوطن ينتصر..!

أترك تعليقاً

التعليقات