بنيان الأنصار المتين
 

عدنان باوزير

عدنان باوزير / لا ميديا -
لن تفهم الأنصار حتى تصير منهم أو تتقمص على الأقل شخصيتهم.
لن تفهمهم إذا قعدت تحسبها بالأرقام مثل التجار. سوف تظن أنهم مجموعة مجانين مولعون بمقارعة الكبار، ويسبحون عكس التيار.
ولن تفهمهم إذا أخذتها بمعطيات السياسة وبمنطق الربح والخسارة وبمقارنة موازين القوى وتكافؤ الإمكانيات... إلخ.
فالسياسة فن الممكن، وهؤلاء لعمرك يطرقون بمشروعهم أبواب المستحيل.
قد تظن أن هؤلاء القوم مصابون بوهم القوة ويعانون من عقدة العظمة.
حسناً، لك ذلك؛ ولكن أنت تعرف ونحن نعرف أن شعارهم هذا هو نفسه الشعار الذي رفعوه منذ اليوم الأول، وهم لا يتعدون بضعة أنفار ولم يخرجوا بعد من الغار.
هل تريد حقاً أن تفهمهم؟ صدقني، لا تريد أن تفهمهم. أما إذا كنت مصراً فعلاً على هذا، فشد رحالك إلى متحف «وادي مطرة» بصعدة، ففي ذلك الواد المقفر الوعر غير ذي الزرع حفروا بئراً وشيدوا مسجداً ثم بنوا من حوله قريتهم الفاضلة بجهد تعاوني جماعي واعٍ ومذهل وبإمكانيات ذاتية في غاية البساطة، ولكن بإرادة تفل الحديد وعزم يهد الجبال ويقين راسخ لا يتزحزح قيد أنملة، فأنشؤوا به مؤسساتهم المتواضعة جداً التي كبرت فيما بعد وصارت دولة.
هناك أسسوا أساس بنيانهم المتين؛ المعنوي والإيماني والأخلاقي والعسكري والأمني والسياسي والإعلامي... إلخ.
سر وتتبع خطواتهم الأولى، فثمة تبلوروا وانصهروا وصُقلوا في ظروف غاية في القسوة، والقذائف تنهمر عليهم من كل حدب وصوب، حتى تكونوا وصاروا أنصار!

أترك تعليقاً

التعليقات