صراع الديوك في صرح الإمبراطور
- أنور عون الجمعة , 18 أكـتـوبـر , 2024 الساعة 7:39:44 PM
- 0 تعليقات

أنور عون / لا ميديا -
أهلي صنعاء نادٍ كبير يعد من أهم أركان الرياضة اليمنية، ومن يجرؤ على إنكار حقيقة دامغة وتاريخ معمد بالأرقام والإنجازات والعمل الممنهج، فمنذ التأسيس قاده رجال عمالقة بمكانتهم وأفكارهم: حسين المسوري، عبدالملك عقبة، ناصر الطهيف، محمد المقداد، صالح صوفان، عبدالجبار غنيمة... مثالاً لا حصراً، هم من أرسوا قواعد مجده وجعلوا منه نموذجا في كل شيء، ورسموا صوراً مشرقة لناديهم وكانوا بأخلاقهم ومواقفهم وأفعالهم وتصرفاتهم قدوة وأباطرة، حتى في خلافاتهم إن حدثت في النادر، لا تخرج عن أسوار الأهلي ولم ينشروا غسيلهم قط، فلم نسمع أن أحدهم شتم الآخر بألفاظ مشينة أو تعمد إهانته لأي سبب كان!! لأنهم هامات وقامات أدركوا أن الرياضة أخلاق، ولأنهم كذلك يحترمون أنفسهم ومكانتهم واسم "أهلي صنعاء"، وهي صفات ومناقب وأفعال زادت من بريق ولمعان وجماهيرية الإمبراطور، فأصبح نادياً يقود لا يقاد كما هو حاصل في السنوات الأخيرة، لكن أولئك العظماء ترجلوا في محطات السنين المتتالية كأمر واقع وسنة حياة لا بد منها؛ بيد أن الألفية الثالثة لم تأت بالأحسن.
من تولوا زمام النادي في العقدين الأخيرين معظمهم لخبطوا أحوال الأهلي بقصد وبدون قصد، وزادت الصراعات وتصفية الحسابات الطين بلة، وللأسف أصبح الإمبراطور مرتعاً للشتائم وحقلاً للمماحكات والوعود الكاذبة. تخيلوا وصل الأمر إلى انعدام رواتب العمال واللاعبين والمدربين، وهو النادي الاستثماري الذي يتربع على رئاسته أشخاص يتمتعون بإمبراطوريات مالية بمقدورها تحويل الأهلي لأفضل نادٍ عربي، وليس نادياً يعجز أحياناً عن سداد الالتزامات، والسبب صراعات بين الأقطاب.
أحد هؤلاء الأقطاب يعد ولا يفي إلا نادراً وبالنزر اليسير، يطلق إعلانات منتجاته على أرجاء النادي وفوق الشعارات، وعند المطالبة بالمستحقات والتجهيزات يتهرب ويتنصل ويماطل، استغل اسم الأهلي أيما استغلال. هذه المواقف جعلت خصما له يشن عليه غارات كلامية وفي الوقت ذاته يضخ أموالاً طائلة؛ لكن الحلو ما يكملش!
بينما الآخر دائماً ما يخضع دعمه لمزاجه الشخصي، إن كان مزاجه "غربي" تأتي الملايين، وإن كان "شرقي" فهو خطر ممنوع الاقتراب منه. كل هذا الصراع والمهندس الأهلاوي محمد رزق الصرمي مختفٍ مثيراً ألف علامة استفهام.
نداء أخير لهؤلاء ولكل أهلاوي أصيل: نتمنى اجتماع كل الفرقاء على طاولة نبذ الخلافات ووضع الأهلي فوق كل الاعتبارات والمصالح الضيقة والأحقاد الشخصية، لكي يعود كما كان كياناً كبيراً يقود ولا يقاد، بقيمه ومبادئه وإنجازاته، ما لم فليرحل كل من في قلبه مرض، فالأهلي لن يتوقف عند أي شخص، مهما كانت مكانته وأمواله.










المصدر أنور عون
زيارة جميع مقالات: أنور عون