استثنائي في زمن المتشابهين
- أنور عون الأحد , 26 نـوفـمـبـر , 2023 الساعة 6:37:51 PM
- 0 تعليقات

أنور عون / لا ميديا -
من خيوط الشمس يحوك أشعة قصائده المترعة بأوجاع وطن مثخن بالجراح، وعروبة تلاشت في زمن الخرفان! ومن ضياء القمر ونور الفجر يغزل أبياته مثل عاشق خط سطراً في الهوى ومحا. الشاعر الملهم صلاح الدكاك، أو طائر العنقاء، نسج من روحه تراتيل رحيل أمه التي فارقها ولم يبلغ أشده، واكتوى بنار غيابها، فظل يبحث عن حضنها الدافئ في مرافئ العمر الحزين لعله يستريح من وجع الفراق وغربة النفس وقلق المراحل!
معاناة حارقة عاشها طفل وإنسان مرهف الحس متقد الفؤاد فجّرت بداخله طوفان إبداع لا حدود لمداه ومدى لعنفوانه، وأنجبت ثائراً يهوى الانتصار ويأبى الانكسار.
أعوام مرت، ولا يزال -رغم الحواجز- يعزف بقوافيه ألحان الخلود والعشق والكرامة، يعبر بها مدن الأحزان ويحلّق في فضاءات التفرّد والتوهّج، تتعبه التفاصيل ويؤرقه طول المسافات، فيستريح على ضفاف الحلم والأمل، كمحارب نبيل يهدهد أحزانه ويلملم آلامه، ثم يعاود حربه الضروس كجنرال يرسم استراتيجيات معاركه بسهام القوافي، يمتطي الريح ويستل وميض البروق ويتشح بهزيم الرعود، ينقش مفرداته على المجرات شهباً متلألئة وجمرات غاضبة، وأحياناً ابتهالات وترانيم وأبجديات خالدة.
سنوات ونحن ننتظر ميلاد كوكبه الدرّي، وبزغ بعد سنين العناء وعواصف الأنواء، وها هو اليوم يعانق النجوم في سماء دمشق العروبة والعزة والكرامة، يعلن ميلاده وتوأمه الشعري "ألف ليلي وليلى" و"هذه الأبجدية أمي" وسط حفاوة كبيرة.
وعندما تحتضنه عاصمة عربية تقف على هرم الأدب العربي ويحتفي به أدباء كبار فاعلم أن صلاح الدكاك شاعر استثنائي يسير على خطى الراحل العملاق عبدالله البردوني.
عفواً يا صديقي إن شردت من ملعبي الرياضي إلى مملكتك الشعرية؛ فقصائدك المخملية تستفزني وتعمد إيماني المطلق بأن مثلك لا يتكرر مرتين، وأنك استثنائي في زمن المتشابهين!










المصدر أنور عون
زيارة جميع مقالات: أنور عون