‏‏إنما هي جولة
 

مراد شلي

مراد شلي / لا ميديا -
كفكفوا دموعكم وطببوا أوجاع فقد سيد المجاهدين؛ فالمعركة ما تزال قائمة ‏ومفتوحة.‎ وتذكروا أنه طوال تاريخ المواجهة مع الكيان الصهيوني، كان السيد حسن ‏نصر الله المنتصر دوماً، وسيذكر التاريخ أن معركة دحر "الجيش الإسرائيلي" ‏من جنوب لبنان هي أقسى خسارة له منذ نشأة جيش الكيان المحتل‎.‎
إنما هي جولة في معركة مفتوحة خسرنا فيها قائداً عظيماً بقدر السيد حسن ‏نصر الله؛ لكنها ستعلمنا أن نواصل السير على نهجه والاقتداء بمنهجه ‏وتنفيذ وصيته‎.‎
إنما هي جولة تجعلنا نتذكر بإيمان الصابرين أن السيد حسن نصر الله، ومنذ ‏تأسيس المقاومة الإسلامية في لبنان، وهذه هي أمنيته العظيمة، وعلى خطى ‏عشقه الإيماني الحسين (عليه السلام) قالها السيد حسن نصر الله: "هذا ‏الطريق سنكملُه، لو قُتلنا جميعا، لو استُشهدنا جميعا، لو دُمّرت بيوتنا على ‏رؤوسنا، لن نتخلّى عن خيار المقاومة الإسلاميّة".‎
لهذا ستكون وصاياه وتضحياته سيلاً يجرف مشروع الباطل، وموجهات ‏لعناصر حزب الله ليثبتوا على النهج ذاته ويواصلون الدرب ذاته‎.
إنما هي جولة يحاول العدو استغلالها لكسر الثبات الجمعي لجمهور ‏المقاومة، يريد أن يهزمنا نفسياً، يريد أن يذهب بنا للتشكيك في محور المقاومة‎.
ثمة عمل إعلامي ممنهج سيقوم به العدو باغتيال آخر للسيد حسن نصر ‏الله لتشويه صورته وتشتيت موقفنا كجمهور للمقاومة وزحزحة صلابة ‏توجهنا. سيعمد لتقليل انتصاراتنا وتضحياتنا‎ طوال ثلاثة عقود.‎
كيف كانت خطاباته، تحركاته، عملياته، إيماءاته، ابتساماته... انتصارات تقتل العدو وتؤرقه.‎
سيحاول حرف تاريخ انتصارات السيد الشهيد وتقزيمه في جولة واحدة‎.‎
إنما هي جولة ضمن معركة مفتوحة لن يعود فيها نازحو الشمال، ولن ‏يتوقف الموقف الثابت لحزب الله في الانتصار لمظلومية أهلنا في غزة ‏وإسناد المجاهدين في غزة‎.‎
إنما هي جولة علمتنا أن "إسرائيل" تجاوزت الخطوط الحمراء، وتجاوزت كل ‏الأعراف، وعليها أن تتهيأ للمعادلة ذاتها‎.‎
إنما هي جولة. وهيهات منا الذلة! هيهات منا الذلة.

أترك تعليقاً

التعليقات