طريق العزة والكرامة
 

شهاب الشامي

شهاب الشامي / لا ميديا -
تعتبر ذكرى المولد النبوي الشريف من المناسبات العظيمة التي تحمل ‏دلالات عميقة وأهمية كبيرة في قلوب المسلمين، فهي ليست مجرد احتفال ‏بذكرى ولادة رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله، بل هي تعبير ‏عن المحبة والتعظيم والولاء لشخصه الكريم، وعن الدفاع عنه من كل ‏حملات التشويه التي يشنها أعداء الإسلام من اليهود والغرب الكافر.
إن ‏الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة يعد محطة سنوية للتزود من عطائها ‏وبركاتها بما يحقق الارتقاء الإيماني ويزيد الثبات على الموقف الحق ‏والتمسك بتعاليم الإسلام.
المولد النبوي يمثل أيضاً مناسبة هامة لإعلان تمسكنا العميق بالرسالة ‏الإلهية التي جاء بها الرسول الكريم، وإيماننا الراسخ بالقرآن الكريم كمنهج ‏ودستور حياة، وبرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله كقدوة وأسوة حسنة ‏وقائد نقتدي به كما ورد في قوله تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ ‏حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"، من خلال هذه ‏الذكرى نجد فرصة سانحة للتوحد ونبذ كل مظاهر التشتت والتفرق، ‏والوقوف صفاً واحداً لمواجهة قوى الطاغوت المتمثلة في السياسات ‏الأمريكية و"الإسرائيلية"، ونصرة إخواننا في فلسطين المحتلة والدفاع عن ‏حقوقهم المشروعة.
تأتي هذه المناسبة أيضاً كفرصة للتجسيد الفعلي للانتماء الإيماني الأصيل ‏للشعب اليمني، ذلك الانتماء الذي أشار إليه النبي محمد صلوات الله عليه ‏وعلى آله بقوله: "الإيمان يمان والحكمة يمانية".
إن الاحتفال بهذه الذكرى ‏المجيدة يعكس الروح الحقيقية للشعب اليمني وعلاقته الوثيقة بالإسلام ‏وتعاليمه. ومن هنا فإن ذكرى المولد النبوي تمثل رسالة قوية لكل العالم بأن ‏الاقتداء والاتباع لخاتم النبيين محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم هو ‏السبيل الأمثل الذي يضمن للإنسان حفظ إنسانيته وكرامته ويعيد للأمة ‏الإسلامية عزتها ومكانتها بين الأمم.
لذلك فإن إحياء ذكرى المولد النبوي في اليمن لا يقتصر على الطقوس ‏والاحتفالات، بل يمتد ليكون دعوة لتعميق الإيمان وتقوية الوحدة بين ‏المسلمين وتعزيز الهوية الإسلامية والهوية الإيمانية الحقة التي ترفض كل ‏أشكال الظلم والطغيان وتؤكد على قيم العدالة والكرامة والحرية.

أترك تعليقاً

التعليقات