الإخوان أقرب إلى «إسرائيل» من الأنظمة الفردية
- محمد محسن الجوهري الأحد , 5 يـنـاير , 2025 الساعة 12:08:47 AM
- 0 تعليقات
محمد محسن الجوهري / لا ميديا -
أثبتت جماعة الإخوان عمالتها للصهاينة في ثلاثة مواطن، آخرها في سورية، حيث أعلن الجولاني أن قتال «إسرائيل» ليس من أولوياته، رغم أن مليشياته غارقة في حرب إبادة ضد الشعب السوري بدواعٍ طائفية وأخرى انتقامية ضد قيادات وأفراد النظام السابق، وهو ما يتعارض مع ما أعلنه الجولاني من قبل عن سياسة التسامح وفتح صفحة جديدة مع كل السوريين.
أما الموطن الثاني فهو مصر، حيث حكم الإخوان البلاد لعامٍ كامل كانت «إسرائيل» فيه حليفتهم، وحافظوا خلالها على قنوات الاتصال بالقيادة الصهيونية، ولم يقدموا فيه أي شيء لغزة أو للقدس، وأبقوا الحصار قائمًا على القطاع، وعوضاً عن ذلك، أعلن الرئيس المخلوع محمد مرسي الجهاد في سورية وطرد سفيرها من القاهرة، وهو الأمر الذي طالبت به الجماهير ضد الكيان، إلا أنه كان أصغر من الاستجابة لها.
أما الموطن الثالث فهو تركيا، الشريك الأبرز لـ«إسرائيل» في المنطقة، ليس فقط على مستوى التبادل التجاري وحسب، بل امتد للقتال معاً في قطاع غزة. وقد أقر برلمانيون أتراك بوجود مرتزقة محليين ذهبوا للقتال ضد حماس والشعب الفلسطيني، وقد رفضت حكومة العدالة والتنمية اتخاذ أي إجراءات عقابية بحقهم.
هذه الشواهد وغيرها جعلت من جماعة الإخوان أقرب للكيان من الأنظمة الفردية العميلة، خاصةً أن الأخيرة تمثل نفسها وحسب، ولا تمثل الشعوب، فيما الإخوان يقدمون أنفسهم بأنهم الممثل الوحيد لكل شعوب المنطقة. ومن هنا تم القضاء على حلم الحرية والديمقراطية في بلاد العرب، وبات الناس يخشون سواطير الإخوان أكثر من سجون المستبدين، إضافةً إلى خيانتهم العلنية لكل الثوابت القومية والدينية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ومع ذلك، فإن خوف الشارع العربي من الإجرام الإخواني لا يمنع واشنطن و«تل أبيب» من دعمهم، للهيمنة على المزيد من البلاد وإسقاط أنظمة أخرى، خاصة في حال تحرك الكيان لتنفيذ مشروع «إسرائيل الكبرى»، وانتزاع المُلك من الأنظمة الفردية بقوة محسوبة على الجماهير. وما نراه في سورية يفتح شهية الصهاينة لتحقيق المزيد من التوسعات في الشام والعراق والحجاز، وليس سوى الإخوان يصلحون لتمهيد الطريق إليها.
كما أن تركيا، حليفة «إسرائيل»، لها مطامع استعمارية في الوطن العربي، ولها أبواق إعلامية تروّج لها في المنطقة، ويستطيع الكيان من خلالها الوصول إلى قلب الجزيرة، إلى بلاد الحرمين، وهو الحلم الذي تشارك فيه اليهود والعثمانيون منذ أكثر من مئة عام. وكان من أبرز أسباب فشله هو المقاومة اليمنية التي أسقطت الأتراك، وكسرت هيبتهم في كامل الجزيرة العربية.
من هنا تتضح الرؤية بأن القبول بالإخوان هو قبول مبطن باليهود. ونرى في اليمن كيف أن الإعلام الإخواني يتماهى كلياً مع الدعاية «الإسرائيلية» ويتبنى خطها التحريري، وكأن أفيخاي أدرعي يملي عليها سياستها الإعلامية بالحرف، حيث لا فرق بينه وبين دعاة الإصلاح وأدواته الرخيصة في العداء للشعب اليمني ونهجه التحرري الداعم لفلسطين وقضيتها العادلة.
المصدر محمد محسن الجوهري
زيارة جميع مقالات: محمد محسن الجوهري