محمد محسن الجوهري

محمد الجوهري / لا ميديا -
قبل عدة أشهر، نشرت قناة «الجزيرة» تقريراً مفصلاً عن حجم التجارة بين تركيا والكيان الصهيوني، مؤكدةً أن حجم ‏التجارة بين الطرفين تراجع بنسبة 30%، بسبب عقوبات معينة فرضتها أنقرة على «تل أبيب»، وبذلك انخفضت الرحلات ‏التجارية التركية إلى «إسرائيل» إلى ثمان في اليوم الواحد‎.
وبحسب تقرير «الجزيرة»، فإن حجم التجارة أيضاً بين تركيا و»إسرائيل» تراجع بنسبة 13%، وأن الأخيرة استقبلت ‏بضائع تركية بقيمة 5.2 مليار دولار خلال الأشهر الستة الأولى من العدوان على غزة، أي بفارق 709 ملايين دولار، ‏وأن الواردات القادمة من الموانئ التركية تشمل الحديد والأسمنت ووقود الطائرات وزيوت المحركات والزيوت المعدنية ‏والماكينات المختلفة‎.
وفي أبريل من العام الحالي، نشرت قناة «روسيا اليوم» تقريراً مماثلاً، أكد أن حجم التجارة بين الطرفين لم يتأثر أكثر من ‏الـ13%، والتي كانت نتاجاً طبيعياً للحرب الدائرة في فلسطين المحتلة، والتي أضرت كثيراً بالتجارة الصهيونية، ‏موضحةً حقيقة العقوبات التركية على الكيان، وأن السفن التركية هي أكثر من يدعم الصهاينة في المرحلة الحالية بعد ‏أميركا وبريطانيا‎.
لاحقاً، في مايو الماضي، نشرت قناة «الجزيرة» تقريراً آخر جاء فيه بالنص: «اتخذت تركيا جملة من الإجراءات ‏الاقتصادية ضد إسرائيل منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تمثلت في تقييد تصدير بعض المنتجات إلى ‏إسرائيل وإلغاء الخطوط الجوية التركية الحجز الإلكتروني المسبق لرحلاتها إلى إسرائيل حتى مارس 2025، والإعلان ‏عن تعليق خطط للتعاون مع إسرائيل في مجال الطاقة».
كان واضحاً سعي قناة «الجزيرة» لتلميع صورة تركيا وأردوغان بطريقة مبتذلة، فإلغاء الخطوط الجوية التركية للحجز ‏الإلكتروني ليس فيه أي ضرر على الكيان. كما أن تخفيض عدد الرحلات البحرية من 11 إلى 8 لا يشكل أي عقوبة ‏عليه أيضاً. كما أن حجم التعاون والدعم الذي تقدمه أنقرة لـ»تل أبيب» يكشف عن تواطؤ تركي معلن في إبادة سكان ‏غزة، وهذا يتناقض مع ما تدعيه تركيا من دعمها للقضية الفلسطينية.
ولم تكتفِ أنقرة بكل ذلك، بل نشرت مؤخراً سفناً عسكرية في محيط باب المندب بهدف حماية السفن الصهيونية، وأي ‏سفن أخرى داعمة للصهاينة، وفي ذلك تأكيد آخر بأنها لا تزمع وقف التعاون التجاري مع «إسرائيل»، وأنها عازمة ‏على خوض معارك عسكرية لدفع الضرر عن التجارة العربية، ولو كلف الأمر سقوط ضحايا من الجيش التركي‎.
ولا غرابة في ذلك، ففي غزة اليوم يشارك ما بين 4000 إلى 10000 جندي تركي في القتال إلى جانب الجيش الصهيوني، ‏بمن فيهم الجنرال المسؤول عن إدارة وتشغيل نظام القبة الحديدية. والتف الإعلام الإخواني على هذه الحادثة، وركزت ‏منصاته على مناقشة البرلمان التركي لمشروع قانون يدعو إلى سحب الجنسية من هؤلاء الجنود، وهو ما لم يُنفَّذ حتى ‏اليوم‎.‎

أترك تعليقاً

التعليقات