طارق عفاش يشكو من «الفَرْغة»
 

محمد محسن الجوهري

محمد الجوهري / لا ميديا -
"الفَرْغة" مرهقةٌ على المستويين البدني والنفسي، خاصة حين يكون صاحبها كطارق عفاش، الذي يعيش على هامش المشهد، لا يملك قراراً ولا احتراماً، ويتلقى أموال أسياده في أبوظبي مقابل مهمة واحدة فقط: حماية الممرات البحرية لصالح الكيان الصهيوني. غير أن فشله الذريع في أداء هذا الدور يجعله عرضة دائمةً للضغط والمهانة، ما يدفعه إلى استجداء الرضا من كفيله الإماراتي، تارةً باستعراض إعلامي، وتارةً أخرى بإنتاج بطولات وهمية لا وجود لها إلا في مخيلة إعلامه.
وفي ظل هذا العجز، لجأ طارق إلى تسويق صورة جديدة لنفسه: رجل الدولة "التنموي"، المهووس بالسفلتة؛ في محاولة يائسة لتبرير بقائه في مدينة المخا المحتلة، على حساب حكومة العليمي، التي لا تملك قراراً في الساحل. وقد حاول إعلامه تقديمه كـ"الرجل المسفلت"، ليُغطي على فشله في إدارة معركة حقيقية واحدة، رغم ما تروّجه أبواقه عن انتصارات لا تتجاوز حدود الكاميرا وصفحات الفيسبوك.
وعندما لم تنطلِ هذه الصورة على الرعاة في أبوظبي، انتقل إلى فبركة "نصرٍ" آخر، عبر زعم ضبط شحنة أسلحة إيرانية على زورق خشبي، وهو ادعاء أقرب إلى المسرحيات الرديئة من أن يكون إنجازاً استخبارياً حقيقياً. فطارق أضعف من أن يوقف شحنة سلاح فعلية، ولو فعل لكان الرد أثقل من أن تتحمله بنيته السياسية والعسكرية، بل ولتكبدت الإمارات نفسها ثمناً لا يمكن احتماله، وربما تحوّلت دبي إلى "إيلاتٍ" أخرى على خارطة الصراع البحري.
لقد بات من الواضح أن مشاريع طارق ليست سوى تغطية على واقع "الفَرْغة" الحقيقي، وأن كل تحركاته -من السفلتة إلى فبركة الانتصارات- ليست إلا وسيلة للإبقاء على "الإعاشة الإماراتية"، التي يرتبط بها رزقه ورزق أولاده، ولو جاء ذلك على حساب الدم اليمني والسيادة الوطنية.
وما لا يفهمه طارق عفاش أن زمن التستر بالمال الخليجي يوشك على الانتهاء، وأن الصمت عن بيع السواحل لم يعد ممكناً. فالمخا ليست ملكاً لمموليه، ولا البحر الأحمر ساحة لتجارب إخفاقاته. وإن ظل مرتهناً للإمارات فستلفظه الجغرافيا كما لفظه التاريخ، ولن تنفعه سفلتة الطرق ولا فبركة "الزوارق الإيرانية"، حين يأتيه الطوفان من حيث لا يحتسب.

أترك تعليقاً

التعليقات