«لا» 21 السياسي -
في أوائل ثمانينيات القرن العشرين كان الخونج ينشطون في توزيع أشرطة كاسيت للخطيب الإخواني المصري الشهير السيد كشك على المساجد والمدارس والجامعات والمعاهد والأسواق في عموم محافظات اليمن الشمالي حينها، وبالأخص المحافظات الوسطى التي كانت تشهد صراعاً عسكرياً وفكرياً وثقافياً وتعليمياً بين الخونج واليساريين في الجبهة الوطنية.
أحد أشهر تلك الأشرطة التي تم توزيعها بكميات هائلة، ذلك الذي يشتم فيه كشك ويسب الفنان اليمني أيوب طارش عبسي، لغناء الأخير أغنية يقول فيها: «صابر صبر أيوب»، وكانوا يرددون على مسامع صغار التلاميذ ورواد جلسات تحفيظ القرآن الكريم ذلك السباب وتلك الشتائم بكل ثقة وطمأنينة وأريحية، مُنهين ذلك بهتاف: «الله أكبر ولله الحمد».
ما الذي اختلف ليشن الخونج أنفسهم حملة شعواء على الخطيب الإخوانجي عبدالله العديني، لنعته الفنان أيوب بلفظٍ واحدٍ غير لائق؟!
العديني يمثل النسخة الأصلية والمكررة لكشك ولفكر الإخوان المسلمين الحقيقي، والمعبر الصادق عن كينونتهم العقدية والفكرية والثقافية والحركية أيضاً، فيما إخوانج اليوم لا يريدون إظهار تلك الحقيقة، فقد عُمل عليهم لعقود ثلاثة مضت من أجل البروز كجماعة سياسية معاصرة وحديثة. زمن كشك ادّعوا أنهم النسخة الأصلية من الإسلام، وفي زمن العديني يقدمون أنفسهم كنسخة إسلامية أصلية أيضاً ولكن معدلة وراثياً ومعتدلة ظاهرياً!
أتفهّم البعض الآخر خارج الخونج ممن انبروا دفاعاً عن أيوب طارش كأيقونة فنية ووطنية. وما لا أفهمه هو أن أولئك البعض أنفسهم يصدقون غيرة الإخوان على أيوب وعلى الوطنية. ودعونا جميعاً أن هؤلاء الذين كفّروا د. حمود العودي على كتاب له قبل أربعة عقود، هم أنفسهم من هللوا وروجوا ورحبوا بكتاب لطفلهم المدلل مروان الغفوري كرسه في سب وذم الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام. وبغض النظر عن أن العودي صار مداوماً على صفحات توكل كرمان الإجتماعية مادحاً ومباركاً تهريجها المدولر، يمكنكم سؤاله: لماذا كفّروك؟!!