علي الريمي

علي الريمي  / لا ميديا -
هانز غرودنبرغ قد يبدو اسما مغمورا في عالم السياسة الدولية بشكل عام، إلا أن الآمال كبيرة بأن يتمكن الدبلوماسي السويدي (المغمور) الذي عينته الأمم المتحدة مؤخرا ليكون مبعوثا أمميا جديدا إلى اليمن ليكون المبعوث الرابع للمنظمة الدولية للملف اليمني الذي استعصى حله بعد سبع سنوات من العدوان والحصار على اليمن واليمنيين عموما. 
يمكن القول بأن مهمة غرودنبرغ تبدو صعبة، لكنها في الوقت نفسه غير مستحيلة، ولكي يكتب لها النجاح المؤمل والمنتظر ليحقق غرودنبرغ ما عجز عنه المبعوثون الأمميون الثلاثة السابقون. فإن المطلوب من غرودنبرغ السفير السابق للاتحاد الأوروبي في اليمن والمبعوث الأممي الجديد لفك طلاسم المعضلة اليمنية ما يلي:
* أن يتحلى بالمنطق وبالواقعية في تعاطيه مع كل أطراف الصراع، وأن يكون على مسافة واحدة من الجميع، ليقدم النموذج الحقيقي والمهني كوسيط دولي هدفه الأول تحقيق النجاح له شخصيا ولبلده السويد وللمنظمة الدولية التي يمثلها.
* على المبعوث الأممي الجديد للمعضلة اليمنية الابتعاد ألف قدم من تيم ليندركينغ مبعوث الإدارة الأمريكية الديمقراطية الخاص إلى اليمن، نظرا لأن ليندركينغ أثبت خلال 8 أشهر من تعيينه في هذا المنصب أنه جاء كمسعر مشعل للحريق في اليمن، وليس كرجل إطفاء بؤر ذلك الحريق الذي بدأت شرارته الأولى من العاصمة الأمريكية واشنطن التي أعلن منها تدشين الحرب الملعونة والجائرة على الشعب اليمني إبان حكم الإدارة الأمريكية الديمقراطية أيضا برئاسة باراك أوباما ونائبه آنذاك جو بايدن الرئيس الحالي للولايات المتحدة الذي كان قد أعلن خلال حملته الانتخابية نيته أو رغبته في إنهاء الحرب العبثية في اليمن في حال فوزه ودخوله البيت الأبيض وعندما وصل بايدن للبيت الأبيض نسي أو تناسى تلك الرغبة الانتخابية وفشل في تحقيق ذلك الوعد الدعائي الكاذب بأنه سيعمل على إنهاء الحرب العبثية التي تسببت في أسوأ كارثة إنسانية شهدها ولايزال يشاهدها العالم.
* مطلوب من غرودنبرغ ألا يكتفي بدور ناقل الرسائل وتقمص دور الدبلوماسي الميسر فقط لتقريب وجهات النظر بين أطراف الصراع اليمني - اليمني وكأن المسألة صراع داخلي ولا يوجد أي مؤثر خارجي، فمثل هذا التوجه كفيل بفشل غرودنبرغ المبكر جدا في مهمته التي لم تبدأ بعد.
* إذا كان غرودنبرغ جادا ولديه الرغبة الحقيقية في النجاح في مهمته فلا بد من أن يكون طموحا أيضا في إثبات جدارته في سبيل تحقيق مثل هذا الهدف النجاح حتى لو وصل سقف ذلك الطموح إلى التفكير في إمكانية الحصول على جائزة نوبل للسلام التي تمنحها بلاده السويد سنويا في عدة مجالات كالأدب والطب وكذلك للمبرزين في إنهاء بؤر الحروب والصراعات في كافة أرجاء المعمورة.
* من المهم جدا جدا أن يعمل غرودنبرغ في مساعيه لإنهاء الحرب والصراع المحتدم في اليمن على مراجعة جادة وحقيقية لمكامن الإخفاق ونقاط الضعف التي وقع فيها سابقوه ابتداء من المغربي جمال بن عمر مرورا بالموريتاني إسماعيل ولد الشيخ وحتى البريطاني مارتن غريفيتث، وفي هذا الإطار نقترح على غرودنبرغ إجراء عملية تغيير شاملة للطاقم العامل في مكتبه بصنعاء، وفي المقدمة الاستغناء عن المدعو معن بشور، الذي عمل مساعدا للمبعوثين الثلاثة السابقين والفاشلين كما ثبت ذلك على أرض الواقع.
* سيكون على غرودنبرغ إثبات جديته وصدق نواياه في تحقيق السلام في اليمن بأقرب وقت ممكن، وفي هذا السياق على المبعوث الأممي الجديد هانز غرودنبرغ القيام بالعديد من الخطوات الميدانية، كأولويات يجب أن تكون على رأس قائمة خارطة الطريق التي يتوقع أن يكون قد أعدها، وعلى النحو التالي:
- سرعة البت بل وحسم موضوع مرتبات كافة موظفي الجمهورية اليمنية بحسب كشوفات العام 2014.
- ممارسة أقصى درجات الضغط على كل الأطراف المتصارعة لإنجاز ملف الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسرا بعملية تبادل شاملة.
- أن تكون المحطة الأولى الميدانية لغروندنبرغ القيام بزيارة الحديدة والاطلاع عن كثب على ما آلت إليه حالة خزان صافر الذي بات يهدد بحدوث كارثة بيئية في البحر الأحمر ستصيب جمع الدول المطلة عليه جراء عدم سماح تحالف العدوان بإجراء عملية الصيانة للخزان العائم.

أترك تعليقاً

التعليقات