البحث عن الذات على طريقة حكام الإمارات!!
 

علي الريمي

علي الريمي / لا ميديا -
- هي الإمارات الدويلة والنظام، فقد خرجا على كل البروتوكولات، ولا يوجد أي مؤشر إلى أن هؤلاء المنفلتين والأغبياء قد يعودون إلى لغة العقل أو المنطق لكي يراجعوا أنفسهم (الأمارة بالسوء). هؤلاء الأشقياء يواصلون السير في طريق وعر جدا، وكل يوم نجدهم مستمرين في ابتداع كل ما هو خارج على النص!!
ـ "شيدنا العمارات وأضعنا الإمارات". ربما كانت هذه الجملة أو العبارة هي الأصدق التي نطق بها المدعو ضاحي خلفان، القائد السابق لشرطة دبي، الذي تحول مؤخرا إلى تقمص دور المتحدث أو الناطق (شبه الرسمي) لسيده محمد بن زايد، من خلال سيل التغريدات شبه اليومية عبر "تويتر"، فقد تحدث في إحدى تغريداته عن الخطر "الديمغرافي" الذي بات يهدد دويلة الإمارات بإماراتها السبع، من خلال ذلك التواجد المخيف لأصحاب الجنسيات الآسيوية ممن باتوا يشغلون أهم المواقع التجارية والاقتصادية في مختلف مؤسسات الدولة، الرسمية منها أو التابعة للقطاع الخاص، حيث يتواجدون بأعداد مرعبة في أبرز المناصب التنفيذية للعديد من الشركات الناشطة في مختلف المجالات التجارية والصناعية ناهيك عن البنوك الرسمية أو المنضوية تحت مسمى الاستثمار.
ـ وفي موضوع التطبيع (المفتوح على مصراعيه) يمضي حكام الإمارات، وعبر الحاكم المطلق محمد بن زايد، في خطوات متعددة مع الكيان الصهيوني المحتل الغاصب لفلسطين والجولان وغيرهما من الأراضي العربية، وهي خطوات لم يكن يتوقعها حتى الصهاينة أنفسهم، حيث عمل النظام الإماراتي على التوسع فعلا في الانفتاح غير الطبيعي مع الكيان الصهيوني سياسيا واقتصاديا وأمنيا وسياحيا... إلخ.
بل ووصل الأمر إلى منح الجنسية لأكثر من 5 آلاف "إسرائيلي" يتواجدون بأعداد كبيرة منذ سنوات طويلة في أبوظبي ودبي وغيرهما.
المسلسل الإماراتي المنفلت العيار (دينيا وعربيا وقوميا) مستمر في عرض حلقاته العابرة والمتجاوزة للقيم والمبادئ وغير الآبهة للمقدسات أو الحقوق العربية، ويبدو أن بث وعرض تلك الحلقات (الحماقات) سيتواصل دون رادع أو أي وازع من أي نوع!!
- يكثف النظام الإماراتي مساعيه وجهوده ونفوذه للبحث عن موطئ قدم له في العديد من الأماكن في دول وقارات العالم، من خلال السيطرة على الموانئ والممرات المائية وتشييد القواعد العسكرية أو حتى الاقتصادية، لكي يثبت حضوره كطرف فاعل (عربيا وإقليميا وحتى على الصعيد الدولي). مثل هذا التوجه الطموح وإن كان غير قابل للتحقق يمكن القبول به نسبيا إن كان فيه فائدة حقيقية للشعب الإماراتي (المغلوب على أمره) والعاجز كليا عن التعبير عن ذاته في العيش الكريم في ظل وجود حرية حقيقية وديمقراطية وتداول سلمي وسلس للسلطة التي باتت حقا حصريا وملكا شخصيا لعيال نهيان ممثلين في الوريث غير الشرعي محمد بن زايد، مع بعض الصلاحيات المحددة والمحدودة لأسرة مكتوم وقليل من الفتات لبقية المشائخ هنا أو هناك.
أما عن التاريخ والبحث عن حضارة (غير موجودة من الأساس) فأمر آخر ولا يمكن الحصول عليه عبر شراء الآثار، أو سرقتها بالأصح من هذا البلد أو ذاك، وحتى اقتناء أشهر اللوحات الفنية واستنساخ المتاحف مقابل الملايين أو المليارات من الدراهم والدولارات من المستحيل أن تجلب تاريخاً (وإن مزيفاً) أو حضارة (وإن مصطنعة)، فالأهرام هي الأهرام المرتبطة بالحضارة الفرعونية، وشجرة "دم الأخوين" يمنية سقطرية وستبقى كذلك إلى قيام الساعة.
ـ أخيراً: طال الزمن أو قصر لن ينجح حكام الإمارات في شيء مما يقومون به للوصول إلى الأهداف والغايات التي يسعون لتحقيقها بالطرق المشروعة -على قلتها- أو بالوسائل غير المشروعة - على كثرتها؛ فهل بالإمكان أن يعود النظام الإماراتي إلى رشده ويعي حقائق التاريخ؟!

أترك تعليقاً

التعليقات