الفشل في اليمن.. سُلّم أممي لمناصب عليا!
- علي الريمي الأثنين , 12 يـولـيـو , 2021 الساعة 7:56:11 PM
- 0 تعليقات
علي الريمي / لا ميديا -
أعلن مكتب أمين عام الأمم المتحدة تعيين السويدي هانس جراندبيرج مبعوثاً أممياً جديداً إلى اليمن ليخلف المنتهية ولايته البريطاني مارتن غريفيتث الذي فشل كسابقيه المغربي جمال بن عمر والموريتاني إسماعيل ولد الشيخ في إحداث أي انفراج في الملف اليمني الذي بات -فيما يبدو- مستعصيا على الحل!
اللافت في هذا الموضوع أن اختيار جراندبيرج جاء من بين سبعة أسماء كانت الأمم المتحدة قد رشحتهم لاختيار واحد منهم لخلافة المبعوث الأممي الثالث مارتن غريفيتث، اثنان منهم يحملان الجنسية العربية، وهما: اللبناني غسان سلامة المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا، علما بأنه فشل فشلا ذريعا في مهمته تلك، والعماني يوسف بن علوي بن عبدالله الذي شغل منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية في سلطنة عمان لفترة زمنية قاربت العقدين تقريبا.
أما المرشحون الخمسة الآخرون فأغلبهم كانوا سفراء سابقين لبلدانهم في اليمن، وهم:
ـ جانمارك جرجوران، سفير فرنسا السابق في اليمن.
ـ مايكل أرون، سفير بريطانيا السابق في اليمن.
- هانس جراندبيرج، السفير السابق للاتحاد الأوروبي في اليمن، وهو سويدي الجنسية.
- بيتر سيمنبي، المبعوث الخاص للسويد إلى اليمن.
- كاتسو يوشي هاشي، سفير اليابان السابق في اليمن.
ومن القائمة الموسعة للمرشحين لخلافة البريطاني مارتن غريفيتث في منصب المبعوث الأممي إلى اليمن وقع الاختيار على السويدي جراندبيرج، وقد سبق له العمل في بلادنا كسفير للاتحاد الأوروبي.
ويمكننا القول، بل ويتضح جليا أن مثل هذا الموقع (الأممي) بات مغريا جدا جدا للكثير من الشخصيات السياسية، باعتباره جسر عبور لتولي وشغل مناصب أرفع لدى منظمة الأمم المتحدة، وما أدراك ما الأمم المتحدة وما تمنحه من مزايا للمبعوثين الأمميين وطواقمهم الذين يتم تعيينهم في مختلف الدول التي تشتعل فيها الحرائق وتتمدد الأزمات لسنوات وسنوات من دون إخماد تلك الحرائق أو معالجة تلك الأزمات.
وللتدليل على أهمية موقع المبعوث الأممي للملف اليمني فقد تم مؤخرا تعيين أول مبعوث للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر ليكون مستشارا لأمين عام الأمم المتحدة لشؤون النزاعات. أما آخر مبعوث: مارتن غريفيتث فقد تم تعيينه مؤخرا مساعدا، وليس مستشارا، أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
أما الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ، أو "ولد الشيك" كما كان يطلق عليه عندما كان مبعوثا أممياً إلى اليمن، فقد عين مطلع العام الجاري وزيرا للخارجية في الحكومة الموريتانية.
وكما هو واضح فقد بات الفشل في الملف اليمني بمثابة جسر عبور وتأشيرة مرور معتمدة لدى المنظمة (الأممية) التي يبدو أنها لم تعد معنية بحلحلة الأزمات أو إطفاء الحرائق المشتعلة (بفعل فاعلين) بقدر ما تحول دور هذه المنظمة إلى ما يشبه الجمعية الخيرية التي تعنى بترقية بعض العاملين فيها، حتى وإن ثبت فشلهم الذريع في المهام المؤكلة إليهم، كما هو حال المبعوثين الأمميين الثلاثة السابقين للملف اليمني، وكذلك الحال في بعض الملفات الأخرى المماثلة: ليبيا، سورية... إلخ.
وباليمني الفصيح: "أرزاق، مشيه على البكارة".
المصدر علي الريمي
زيارة جميع مقالات: علي الريمي