اليمنيون من سيقررون نهاية المعركة
 

أكرم عبدالفتاح

أكرم عبدالفتاح / لا ميديا -

قبل 2000 يوم أعلنت دول الخليج حربها على اليمن من واشنطن، حينها كان حكام الخليج يبررون حربهم تحت مسمى «حماية الأمن القومي العربي»!
اليوم، وبعد 2000 يوم من العدوان، وفي واشنطن أيضا، تتدافع دول الخليج لتوقيع «اتفاقية سلام» مع الكيان الصهيوني الذي لم تكن أبداً في حالة حرب معه، بل إنها ورطت نفسها في اليمن لتحقيق مصالح تخصه أكثر مما تخصها.
اليوم، تبدو الرؤية واضحة دون التباس، فما كان مخفياً صار مُعلناً؛ تحالف خليجي صهيوني أهم أهدافه هو ربط باب المندب بمشروع صهينة البحر الأحمر، ابتداء من «تيران وصنافير» حتى «سقطرى» مرورا بالسودان.
المضحك أن حكام الخليج، ومن أجل تسويق اتفاقية التطبيع إعلاميا، يستخدمون شعارات «السلام، التسامح، الرخاء لشعوب المنطقة»! هذا في نفس الوقت الذي يمارسون فيه سياسة «العقوبات الجماعية» ضد الشعب اليمني بأكمله.
وبالمصادفة، كان هذا الأمر مطروحا للنقاش في اجتماع مجلس الأمن الأخير (قبل أيام) في نيويورك، حيث ناقش ما فعلته الحرب التي عجزت عن تحقيق أهدافها، ونجحت فقط في صنع «أكبر كارثة إنسانية في العالم» بغطاء أممي وبرغم ذلك، لا يفعل مجلس الأمن شيئا لإلغاء «تفويض الحرب» الصادر عنه، بل يحاول تدارك مأزق فشل القوة العسكرية والحصار البحري والجوي، بالتغاضي عن الإجراءات المستجدة لتشديد الخنق المعيشي وزيادة فعالية سلاح التجويع الموجه نحو المواطن اليمني مباشرة، عبر احتجاز سفن الواردات النفطية، والتنصل من التزامات الإغاثة الإنسانية التي توقفت معظم برامجها.
الملاحظ أن الاجتماع الأخير لمجلس الأمن جاء تحت عناوين إنسانية، في حين أن الغرض الأساسي له هو تشكيل ضغوط دولية تترافق مع الضغوط الاقتصادية على أمل أن يجدي ذلك في إيقاف عملية تحرير المنشآت النفطية في محافظة مأرب، كون استكمال العملية سيؤدي لحل أكبر المشاكل المعيشية لمعظم سكان اليمن؛ أزمة الوقود وأزمة الرواتب. وهو ما سيحرم التحالف الخليجي الصهيوني من أقوى أسلحته: سلاح التجويع.
لنتخيل: ماذا لو أن صنعاء توافق على الانضمام لمهرجان «التطبيع»؟ قطعاً ستتوقف الحرب فورا ويزول الحصار وتتدفق التعويضات من خزائن الخليج دون تأخير، وستوضع «الشرعية بكل مكوناتها» في مقلب نفايات الرياض.
على أية حال، الشرفاء في اليمن جديرون بالمواجهة وتحرير كل أراضيهم وجزرهم، وهم من سيقررون إن كانت الحرب ستتوقف ضمن حدود خريطة اليمن التاريخية، أم ستتواصل حتى عواصم الخليج.

أترك تعليقاً

التعليقات