نحتاج أن نتأمل
 

أمة الرزاق جحاف

عندما خاطب المولى عز وجل  المؤمنين بقوله: (انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)، هل كان خطابه الآمر موجهاً فقط للمؤمنين أيام رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، أم هو موجه للمؤمنين في كل زمان ومكان يتعرضون فيه للعدوان من أي معتدٍ مهما كان؟
وعندما عاتب الله سبحانه وتعالى المؤمنين المتقاعسين عن الجهاد عتاباً شديداً في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ)، هل كان ذلك العتاب موجهاً للمتقاعسين عن الجهاد مع رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، أم هو عتاب موجه للمتقاعسين عن الجهاد ضد المعتدين على المؤمنين في أي زمان ومكان؟
وعندما هدد الله سبحانه أولئك المتقاعسين بقوله تعالى: (إلا تنفروا يعذبكم عذاباً شديداً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً والله على كل شيء قدير)، هل هذا التهديد موجه لأولئك المتقاعسين عن الجهاد أيام رسول الله فقط، أم هو موجه لكل قادر على الجهاد ومتقاعس عنه؟
وعندما وضح القرآن الكريم أن المتقاعسين عن الجهاد هم المنافقون الذين يقدرون على الجهاد ويعتذرون عنه، في قوله تعالى: (لو كان عرضاً قريباً وسفراً قاصداً لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم والله يعلم إنهم لكاذبون)، هل كان يقصد المنافقين أيام رسول الله صلوات الله عليه، أم أن الخطاب موجه لكل قادر على الجهاد ضد من يعتدون عليه وعلى أرضه ووطنه، ويتهرب منه؟
لقد تعلمنا من محاضرات القائد الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي، أن بإمكان كل منا أن يعرف هل هو فعلاً مسلم مؤمن ينتمي الى هذا الدين العظيم من خلال المقياس القرآني، فيقوم بعرض نفسه على آيات الله ومدى توافقه معها والتزامه بها، وبهذا المقياس سيعرف إن كان من الناجين أو الهالكين.
#انفروا_خفافا_وثقالا

أترك تعليقاً

التعليقات