الصهيونية في ثوبٍ إسلامي!
- عدنان الشامي الثلاثاء , 11 فـبـرايـر , 2025 الساعة 12:55:39 AM
- 0 تعليقات
عدنان الشامي / لا ميديا -
عندما يتحول الدين إلى قناع، والسياسة إلى وسيلة للعمالة، والمواقف إلى مزادٍ علني، فاعلم أنك أمام حزب الإصلاح، الوجه الآخر للصهيونية، ولكن بنكهة عربية.
خيانة فلسطين لم تكن عَرَضاً في مسيرة هذا الحزب، بل كانت جزءاً من عقيدته السياسية، فهو داعمٌ غير مباشرٍ للتطبيع، ومتواطئٌ في تصفية القضية، ومحاربٌ لكل مقاومٍ شريفٍ يسعى لتحرير الأرض والمقدسات. أما في اليمن، فقد كان اليد التي تبرر العدوان، والسلاح الذي يُشهره تحالف الهيمنة ضد كل من يرفض الخضوع لأمريكا و"إسرائيل"، وخادماً وفيّاً لبني سعود بلا تردد أو خجل.
حزبٌ لا يتحرك إلا حيث تشير بوصلته الخليجية، فتُصنع قراراته في واشنطن، وتُمول في الرياض، وتُبارك في "تل أبيب". ليس سراً أن الإصلاح يسارع لإرضاء بني صهيون، ليس فقط عبر المواقف السياسية، بل حتى في عقيدته ومنهجه، فمن تبرير التطبيع إلى ترويج خطاب يخدم المشروع الأمريكي، إلى لعب دور الوسيط بين العملاء، كل ذلك يجعله النسخة العربية من الصهاينة، لكن بقناعٍ إسلاميٍ زائف.
لم يكن حزب الإصلاح يوماً حزباً إسلامياً حقيقياً، بل كان مشروعاً وظيفياً يستخدم الدين كوسيلة، ويبيع القيم مقابل المال والسلطة. لكنه، مهما سارع في مرضاة بني صهيون، لن ينجو من مصير الخونة، فالتاريخ لا يرحم، والقناع سيسقط أمام الأمة.
الولاء في هذا الحزب لم يكن لله ولا للأمة، بل لمن يدفع أكثر، ومنذ نشأته لم يكن سوى خادمٍ للنفوذ الصهيو-أمريكي في المنطقة. تحالفه مع بني سعود لم يكن تحالفاً اضطرارياً، بل كان تحالفاً وجودياً، فهو ابن الوهابية التكفيرية التي صنعتها بريطانيا، ورعتها أمريكا، وأطلقتها السعودية لضرب أي مشروع تحرري داخل الأمة.
لم يكن حزب الإصلاح يوماً ضد أمريكا، بل كان ذراعها في اليمن. منذ غزو العراق وأفغانستان، كان الإصلاح يقدم خطاباً يُرضي واشنطن، فالجهاد عنده مشروطٌ بمصالح الغرب، والعدو الحقيقي عنده ليس "إسرائيل"، بل كل من يرفض الهيمنة الأمريكية.
الصهيونية ليست مجرد احتلال عسكري، بل مشروع متكامل لإنتاج العملاء، ومنظومة فكرية تستخدم أدوات محلية لتدمير الأمة من الداخل. أي كيان يبرر التطبيع فهو صهيوني، وأي جهة تحارب قوى التحرر فهي خادمة للصهاينة، وأي حزب يتحالف مع أعداء الأمة فهو امتداد للمشروع الصهيوني. حزب الإصلاح يحقق كل هذه المعايير، ما يجعله امتداداً للمنظومة الصهيونية، حتى لو تحدث بالعربية ورفع شعارات إسلامية.
قد يتلون حزب الإصلاح، ويرفع الشعارات؛ لكن جوهره مكشوف. فالتاريخ شاهد على سقوط كل عميل خائن، ومزبلة الخيانة مليئة بأمثاله. أما اليمن، فسيبقى حصناً منيعاً، وسيدوس العملاء تحت أقدام الأحرار!
المصدر عدنان الشامي
زيارة جميع مقالات: عدنان الشامي