هدف العدو الصهيوني من تدمير سورية
- عدنان الشامي الأربعاء , 11 ديـسـمـبـر , 2024 الساعة 12:26:01 AM
- 0 تعليقات
عدنان الشامي / لا ميديا -
يسعى العدو "الإسرائيلي" لتحويل سورية إلى قاعدة متقدمة لمشروعه التوسعي في المنطقة. أدواته التكفيرية، كـ"داعش" و"النصرة" والجماعات الممولة خليجياً، مهدت الطريق لتدمير سورية واستنزافها، ولم يعد العدو "الإسرائيلي" بحاجة إلى العمل في الظل أو تمرير أوامره عبر أوراق خفية.
السيناريو القادم هو وجود "إسرائيلي" علني داخل سورية، وسيطرة عسكرية مباشرة، واختراق شامل للمؤسسات العسكرية والمدنية، وتفتيت مفاصل الدولة، والسيطرة على كل جوانب الحياة في سورية، من الاقتصاد إلى الأمن، لضمان بقاء البلاد في حالة ضعف دائم.
إلا أن ما يحدث ليس مجرد احتلال عسكري، بل مشروع لتغيير هوية سورية بالكامل، وتحويلها إلى قاعدة "إسرائيلية" تخدم أهدافه في المنطقة، وتدمير نسيجها الاجتماعي، وجعلها مسرحاً لتصفية الحسابات بين القوى الكبرى على حساب الشعب السوري.
العدو "الإسرائيلي" لا يعتمد على أدواته إلا كجسر للعبور. وحين ينتهي هذا الجسر، سيظهر هو بنفسه بوضوح ليحكم السيطرة على سورية كلياً. المعركة القادمة لن تكون فقط مع جماعات تكفيرية أو أنظمة عميلة، بل مع عدو مكشوف يتقدم بجيشه وسيطرته على كل مفاصل الدولة، وبالتالي فإن سورية تواجه خطراً وجودياً لا يترك مجالاً للتهاون أو التغاضي.
العدو "الإسرائيلي" يدرك أن حزب الله هو التحدي الأكبر والعقبة أمام مشروعه للهيمنة على "الشرق الأوسط"، فهو القوة التي وقفت في وجهه وأفشلت خططه رغم استهدافه عسكرياً واقتصادياً، لذلك لجأ إلى استراتيجية جديدة تتمثل في استنزاف حزب الله من الداخل والخارج.
فبعد السيطرة على سورية، سيعمل العدو "الإسرائيلي" وأدواته التكفيرية على تحويل سورية إلى منطقة معادية لحزب الله، لعرقلة تدفق الدعم للحزب، وإعادة توجيه أدواته التكفيرية من سورية إلى لبنان لاستهداف بيئة حزب الله، واستهداف الشعب اللبناني بالضغوط الاقتصادية والسياسية لإضعاف دعمهم للمقاومة، وممارسة ضغط دولي وإقليمي على الحكومة اللبنانية لدفعها إلى محاولة تجريد حزب الله من سلاحه تحت ذريعة "السلام والاستقرار". وبعد محاولات العزل السياسي والاقتصادي، سيعود العدو إلى خيار الحرب المباشرة، واستهداف جنوب لبنان مجدداً، في محاولة لإضعاف حزب الله عسكرياً، مع الحفاظ على أدواته التكفيرية كخطوط أمامية في الصراع.
لكن رغم الحصار والضغوط، سيبقى حزب الله القوة المحورية في وجه المشروع الصهيوني، حيث يعتمد على قوة إيمانية وصلابة تنظيمية تجعله يتجاوز أعاصير المؤامرات والعمالة. كما يتمتع بالقدرة الكافية لمواجهة الاحتلال "الإسرائيلي" المباشر، وفي الوقت ذاته أدواته التكفيرية، مستعيناً بعقيدته وإرادة الله التي لا تُهزم.
العدو "الإسرائيلي" يضع خططاً تعتمد على استغلال أدواته من الجماعات التكفيرية والأنظمة العميلة؛ لكنه لا يدرك أن المقاومة تستمد قوتها من الله وإرادة الشعوب الحرة. هذه المعركة ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل هي صراع وجودي ستنتصر فيه الأمة، مهما طال الزمن، لأن الحق أقوى من الباطل، والله لا يخذل عباده المؤمنين. والنصر قريب بإذن الله تعالى.
المصدر عدنان الشامي
زيارة جميع مقالات: عدنان الشامي