غزة تكشف أدعياء الدين
 

عدنان الشامي

عدنان الشامي / لا ميديا -
ركزوا معي، ففي خلال ثلاثة أيام فقط، تكشفت الوجوه، وانفضحت الأقنعة. جماعة الفكر التكفيري الوهابي والإخوان -أولئك الذين يدّعون حمل راية الدين- صمتوا عاماً وشهرين على الإبادة الجماعية التي تعرض لها إخوتنا في غزة. آلاف الأطفال والنساء سفكت دماؤهم. مئات المجازر الجماعية ارتُكبت. أحياء سكنية دُمِّرت حتى اختفت من الخريطة.
سبحان الله! غزة فضحت كل الوجوه. خلال ثلاثة أيام فقط، سمعنا تهديد نتنياهو لسورية، فكانت الاستجابة السريعة من «المعارضة» المدعومة من الصهيونية؛ «النصرة» و»داعش»، أدوات القتل والدمار، تحركوا ليس لنصرة غزة، بل لخدمة عدوها وعدو الأمة الإسلامية!
عام وشهران من الحصار والتجويع. لا غذاء ولا دواء يصل إلى غزة، بينما قذائف الموت الصهيونية تفتك بالأبرياء. ومع ذلك، لم نسمع من هؤلاء أدعياء الدين أي كلمة حق، ولم نرَ موقفاً ثابتاً يدافع عن غزة، ولم تُخصص منابرهم الإعلامية لنشر مظلومية غزة، ولم يُحرضوا الشعوب على التحرك أو يدينوا العدو الصهيوني، بل اختاروا الصمت المريب، ووجهوا جهدهم نحو الخلافات الداخلية، زرعوا الفتنة، وحرضوا على الأحرار الذين يرفضون الخضوع لدول الاستكبار.
رأينا إعلام الإخوان والوهابية يترك جرائم الصهاينة في غزة ويصب جام جهده على الفتنة في سورية. رأينا كيف ادّعوا أن المعركة هناك هي «معركة الحق والباطل»، بينما الحقيقة أن هدفهم تمزيق الأمة ونسيان العدو الحقيقي.
هؤلاء لا يوجهون إعلامهم إلا ضد أمتهم. خطاباتهم مليئة بالطعن والكراهية، ولا تعرف للحق طريقاً.
أخيراً، غزة كشفت حقيقتكم يا دعاة الفتنة. أنتم مع دين اليهود، لا دين محمد والإسلام. تاريخكم مكتوب بالخيانة، ودماء أهل غزة في أعناقكم. لكن الحق سينتصر، والأمة ستتجاوز خيانتكم، وستُحاسبون يوماً على صمتكم وتآمركم.

أترك تعليقاً

التعليقات