الشهيد القائد.. رؤية قرآنية لمستقبل الأمة
- عدنان الشامي السبت , 1 فـبـرايـر , 2025 الساعة 12:16:57 AM
- 0 تعليقات
عدنان الشامي / لا ميديا -
في زمنٍ كثرت فيه التحديات والمخاطر التي تهدد الأمة، كان الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، يقرأ الواقع بعين بصيرة، ويتطلع إلى مستقبل مشرق للأمة الإسلامية. لم يكن الشهيد القائد مجرد قائد عسكري فحسب، بل كان صاحب رؤية استراتيجية عميقة تستند إلى الكتاب والسنة، مستلهماً منهما قوة الأمة وقدرتها على الوقوف في وجه أعدائها.
كان الشهيد القائد يرى بوضوح أن الأمة بحاجة إلى صحوة حقيقية، ترتكز على قيم القرآن الكريم ومفاهيمه التي تجعل من المسلمين أمة قادرة على مواجهة التحديات. وقد بدأ بتوجيه اهتمامه إلى الوسائل التوعوية القرآنية، مُعتمداً على تفعيل خطاب قرآني يرفع الوعي ويشعل الحماسة في نفوس الأمة، ليحركها نحو المقاومة والتصدي للمشاريع الاستعمارية التي تهدف إلى إفساد المجتمعات واستعباد الشعوب.
لقد كان يعلم أن أعداء الأمة، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية و«إسرائيل»، يسعون جاهدين للهيمنة على البلدان العربية والإسلامية، ليس فقط من خلال التدخل العسكري والسياسي، بل عبر نشر ثقافة الفساد والانحلال. وكانت هذه المخاطر في نظره تتطلب مشروعاً حضارياً ينهض بالأمة ويعيد لها عزتها وكرامتها.
كانت رؤية الشهيد القائد تتجاوز الحاضر، بل كان يعي تماماً أن بناء أمة قوية يتطلب إعداداً شاملاً على جميع الأصعدة. بدأ مشروعه الكبير ليس فقط بتشكيل قوة عسكرية قادرة على الدفاع عن الأرض والكرامة، بل كان تركيزه الأهم على بناء أمة قوية روحياً وفكرياً، أمة تستمد قوتها من تعاليم القرآن الكريم.
شدد الشهيد القائد على ضرورة استنهاض الأمة من سباتها، فكان مشروعه التوعوي القرآني هو أساس تحريك الأمة، ليجعلها أكثر وعياً بمخاطر الأعداء ومشاريعهم التخريبية. كان يعتقد أن التعليم الصحيح والوعي الكامل بالواقع سيُمكن الأمة من بناء الجبهة الداخلية المتماسكة التي تستطيع أن تصد أي خطر يهدد سيادتها وكرامتها.
كان الشهيد القائد يرى أن المعركة ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل هي صراع فكري وعقائدي. كان يعلم أن أمريكا و«إسرائيل» لم يكونا يسعيان فقط للسيطرة على البلدان العربية والإسلامية عبر القوة العسكرية، بل أيضاً عبر نشر ثقافة التفكك والانقسام، وتفكيك البنية الاجتماعية والروحية للأمة.
لذلك، كان مشروعه المقاوم يتضمن تصدياً شاملاً لهذا المشروع الأمريكي الصهيوني، عبر تعزيز الروح الوطنية والإسلامية في قلوب الأمة، وتوجيهها نحو بناء قوى من داخلها قادرة على مواجهة هذه الهجمات الثقافية والسياسية. كان يؤمن بأن القوة الحقيقية للأمة تكمن في فهمها العميق لدينها، وتطبيق قيم القرآن الكريم في حياتها اليومية.
لقد ترك الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، إرثاً عظيماً في تاريخ الأمة، إرثاً لا يزال حياً في نفوس الأحرار والشرفاء الذين يسيرون على نهجه، يحملون راية القرآن في وجه قوى الاستكبار. مشروعه لم يكن مجرد رد فعل على أحداث الحاضر، بل كان رؤية مستقبلية تُراهن على بناء أمة قوية قادرة على التصدي لأعدائها، وعلى إفساد مخططاتهم التي تهدف إلى استعباد الشعوب وإفسادها.
إن المشروع القرآني الذي طرحه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي لا يزال يمثل أملاً للأمة في مواجهة أعدائها. فكما كان الشهيد القائد يرى أن الأمة تستطيع أن تقف في وجه أعدائها إذا تحركت بقوة إيمانها ووعيها، فإن الطريق نحو النصر والمجد ما يزال مفتوحاً لمن يسيرون على نهجه، رافعين راية الحق في كل ميدان، محققين وعد الله بالتمكين والفتح.
المصدر عدنان الشامي
زيارة جميع مقالات: عدنان الشامي