عقلية المحارب
 

مالك المداني

مالك المداني / لا ميديا -
لقد أدار حزب الله معركته الأخيرة بعقلية «بطل ملاكمة»، لا خبير عسكري‎!‎
هل شاهدتم نزال بطل العالم للوزن الثقيل‎ ‎جورج فورمان ومحمد علي ‏كلاي من قبل؟! لقد استمر هذا الأخير في تلقي الضربات، وخسارة كل ‏جولة دون أن يظهر أية ردة فعل تذكر، كل ما فعله هو «الوقوف» والسماح ‏لفورمان‎ ‎بإيساعه ضرباً طيلة سبع جولات كاملة، والهمس في أذنه‎ :‎هل ‏هذا كل ما لديك أيها المغفل؟!‏
ما الذي يفعله علي؟! حتى فورمان لا يعرف!‏
‏«هُزم علي، فقد عزيمته، انتهت مسيرته، سيقع في أي لحظة»، هذا ما كان ‏يردده الجميع، حتى قرع جرس الجولة الثامنة وقام بتفجير المفاجأة: بوووم.. ‏ثلاث لكمات مباغتة وخطافة، سقط فورمان، لم يسقط بمفرده، بل ‏اصطحب معه جميع التوقعات، فقط محمد علي وحده من لم يسقط ليلتها، ‏لم يكن نزال ملاكمة فحسب، بل اختبار تحمّل، وحرباً نفسية تلقى فيها ‏جورج فورمان هزيمة ساحقة، رغم تفوقه الجسدي آنذاك‎!‎
هذا بالضبط ما قام به حزب الله. لم يكن متحضراً كفاية، تلقّى الضربات، ‏تعرض للإصابات، ربما خسر جولة أو اثنتين، لكنه لم يبدِ أي انفعال، ‏حافظ على ثباته الذهني‎!‎
هتافات «رابطة مشجعات إسرائيل» لم تؤثر عليه، امتص الهجمة، استغل ‏زخمها، ثم فجأة: بووووم! فجّر المفاجأة وحسم نتيجة النزال.‏
حزب الله لم يسحق الكيان الصهيوني فحسب، بل قام بسحق جماهيره ‏كذلك.
يمكننا شن مائة غارة في الليلة الواحدة! مثير للإعجاب، لكن هل يمكنك تحمل عشر؟‎!‎
هذا نزال ملاكمة، وأنت تتحدث عن كرة الطاولة، عليك المواكبة إن أردت ‏النجاة.
الشهيد إبراهيم عقيل ورفاقه خسارة ثقيلة، لكن من الواضح أن سجلات ‏حزب الله تُخفي الكثير من المفاجآت المخيفة، والحمقى كعادتهم يسيئون ‏التقدير.

أترك تعليقاً

التعليقات