مـقـالات - رئيس التحرير - صلاح الدكاك

الآن فقط تأكد لي أنك مت بالفعل يا آخر الرفاق...ما الذي جعلك توصي بدفنك في مسقط رأسك ومسقط رأسك تحت الاحتلال وصبيان الإمارات والسعودية والإمام والمصلون وهابيون والرفاق الذين كانوا رفاقاً يخبئون خناجر الغل والضغينة المسمومة تحت بيرق الحمامة والسنبلة بانتظار أن تصل ليشبعوا جثمانك طعناً بعد أن أعجزتهم في حياتك شرفاً وموقفاً وكنت أشبه بشهيد حي تجلدهم أنفاس ضميرك الحارة الكاوية وتطيح بأقنعتهم وتعريهم..!. وكما كانت صنعاء قبلة جبينك الحر فإنها كانت مثواك اللائق حيث محبوك وأشياعك ورفاقك الأصلاء من أبناء الأرض الذين لم يلتحقوا بكراج النفط ولم تتلوث ضمائرهم بشحوم القار والروث والبترودولار......كانت صنعاء حفية بك وعارفة بقدرك دون غيرها من مدن ضاقت طرقاتها بالشرفاء ذوي الجباه العالية المدعوكة بالنيازك واتسعت في المقابل لمدرعات غلمان النفط وأحذية الجنجويد ونزوات جلاوزة السجون السرية...

صلاح الدكاك / لا ميديا - أن يخص سيد الثورة الإمارات في معرض تحذيراته مرتين بالذكر في خطاب المستجدات (رمضان الفائت) وفي الخطاب الأخير، فهذا يعني أن تكتيك المدير التنفيذي الأمريكي والبريطاني بات عتيقاً وساذجاً وأعجز من أن يحقق عبره ما يتوخاه من مكاسب التفافية في الميدان وفي السياسة.. يعتمد تكتيك المدير التنفيذي - برأيي- على تعدد أدوار ومهام دول العدوان في المسرح اليمني بما يتيح له استفراغ ثقل الخيبات والهزائم خارج تقديم تنازلات جادة للطرف الوطني في العسكرة والسياسة كما ويتيح له تكويم الريوع الإيجابية للعدوان في يده حصرياً لا في قبضة ذراع من أذرعته التنفيذية وهكذا فإن الإمارات تبدو اللاعب بالانفراد فلا هي محصورة تحت مايسمى (الشرعية) كيافطة ذرائعية للتحالف ولا هي محصورة كيافطة عسكرية في نطاق الجنوب المحتل كما أن مجاميعها من مرتزقة الجنوب وغيرهم هم خليط بلا هوية سياسية لا جنوبية انفصالية ولا شمالية إقليمية بل تكوينات داعشية مفتوحة على أي مسرح يشير إليه المدير التنفيذي كوجهة لنشاطها وباختصار هم القوام الذي يعول عليه في مشروع الفوضى الخلاقة التي لا مناص منها في حساباته لشرذمة الجنوب والأراضي المحتلة من جهة وتضييق الخناق على الجغرافيا الوطنية والقوى الثورية فيها لاحقاً كما وتجزئة العملية التفاوضية في الراهن بحيث تتحوصل في نطاق الاشتباكات المباشرة بما يجعل الجنوب خارج طائلة صنعاء كأمر واقع ودعوى مضادة لها على طاولة السياسة...

جلسة بيرة على فراش نتنياهو

قال مظفر النواب يوماً إن (من باع دمشق لن يشتري القدس). وحملاً على ذات المعادلة، فإن من باعوا وشرعوا مخادع نومهم في اليمن بالبخس لعلوج الإمارات والسعودية والجنجويد والـ(بلاك ووتر) والـ(داين جروب)، لن يغلوا من قيمة القدس وشرف القضية الفلسطينية في مخادع (تل أبيب) المفتوحة على عدسات الـ(بورنو العربي العبري) في بث مباشر لمجريات عهر باتت فوق سرير العلانية بعد زوال لزوميات حقبة التواري كتكتيك مرحلي. دهست أحزاب العمالة في اليمن على اختلاف يافطاتها (قومية، ناصرية، اشتراكية، وإسلاموية)...

كان نخبة مثقفي (الحزب الاشتراكي اليمني) بالأمس القريب يمركسون كساحهم وقعودهم عن خوض معترك النضال في اليمن، بالقول: (حيث لا طبقة بروليتارية عمالية فإنه لا صراع!). وهكذا فإن الحزب لا يعفي نفسه -فحسب- من أكلاف الانحياز إلى المسحوقين والكادحين، والنضال بهم ومعهم في سبيل عدالة اجتماعية ممكنة، بل إن كساحه وقعوده يغدو حينها عين النضال وذروته، بمقتضى هذا المنطق النافي للصراع. أكثر من ذلك فإن دور الحزب المحوري ومهمته المقدسة تغدو منحصرة في انتظار خروج (البروليتاريا من سرداب التغييب)، ...

شراكة أنصار الله، كحركة ثورية طليعية، ينبغي أن تكون مع المكونات والشخصيات الثورية الناضجة تحت شمس النضال، والمتخلقة من رحم مشروع رفض الإقطاع والوصاية، والواعية بمنابع طيف المظلوميات التي أنتجتها السلطة البائدة واستثمرت في تنميتها جنوباً وشمالاً ووسطاً وشرقاً... هذا هو مسرح الحركة الحيوي الذي يمنحها زخم المشروعية الاجتماعية في اللحظة ومستقبلاً، ويمكنها من المضي بالمشروع الوطني التحرري قدماً صوب الحضور الوازن والفاعلية والتأثير بعيد الريوع في محيطها الواسع إقليمياً ودولياً....