خفايا دهاليز مفاوضات السلام 15
 

عبد الإله محمد حجر

حقائق عن جولة مفاوضات الكويت2
السفير عبد الإله محمد حجر

أداء المبعوث الأممي ولد الشيخ
من المعروف أن المبعوث الموريتاني الجنسية خلفيته العلمية والعملية لا تؤهله للقيام بمهمة إدارة تفاوض، فهو حاصل على ماجستير في تطوير الموارد البشرية، وعمل ممثلاً خاصاً لبعثة الأمم المتحدة لمواجهة مرض الحمى النصفية (إيبولا)، ثم نائب ممثل مقيم لبعثة الأمم المتحدة لدعم ليبيا، ثم منسقاً مقيماً لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن عام 2012، وتم اختياره من قبل السعودية كبديل للمبعوث السابق جمال بن عمر، في أبريل 2015، أي بعد بدء العدوان على اليمن بشهر.
وعلى خلاف قدرات المبعوث السابق بن عمر السياسية والدبلوماسية، فإن ولد الشيخ لا يملك قدرة وكفاءة للقيام بدور وسيط محايد، وكذلك لإدارة مفاوضات بين طرفي نزاع محتدم وطويل المدى، وللتدليل على ذلك نورد بعض الأمثلة:
 لم يقدم المبعوث مشروع ورقة عمل يتفاوض عليها الوفدان طوال جولات التفاوض حتى نهاية جولة مفاوضات الكويت، وبعد إلحاح من الوفد الوطني، ناهيك عن عدم اهتمامه بالوصول الى إقرار جدول أعمال وبرنامج عمل قبل بداية التفاوض، كما لم يصدر بيانات مشتركة عن نتائج كل جولة، تتضمن ما تم التفاوض عليه وما تم الاتفاق عليه أو الاختلاف.
 اعتاد المبعوث على التغيير الدائم لمساعديه من الموظفين والخبراء التابعين للأمم المتحدة، سواء أثناء فترات التفاوض أو خلال زياراته لصنعاء، مما يعني عدم إتاحة الفرصة للتراكم المعرفي لدى أولئك الموظفين الذين كان أغلبهم شباناً وشابات صغار السن قليلي الخبرة، كما يلاحظ عدم وجود تسجيل محاضر الاجتماعات المفتوحة والمغلقة، وعدم تعميم نصوص مكتوبة على أعضاء الوفود للبيانات التي تلقى في جلسات الافتتاح الرسمية من قبل المسؤولين ورؤساء الوفود، وكذلك اجتماع الأمين العام بالوفود.
 تميزت إحاطاته لمجلس الأمن بأنها تمثل غطاء لانتهاكات السعودية، كما أنه يصدر بيانات بصفته ممثلاً للأمين العام الأمم المتحدة، يدين وينتقد فيها بعض الإجراءات التي تتخذ في صنعاء، مثل (تشكيل المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطنية)، والتي هي من شأن الشعب اليمني، وتمثل ضرورة لإدارة أمور البلاد، في حين أنه لم يقم بنفس الفعل تجاه الطرف الآخر، حيث لم يصدر أي بيانات تنديد بمخالفات وانتهاكات السعودية وعملائها الجسيمة للقانون الدولي الإنساني من قتل للمدنيين من الأطفال والنساء وقصف المباني المدنية والأسواق والمنازل بالغارات الجوية اليومية على كل محافظات الجمهورية، كما لم يدن نقل البنك المركزي إلى عدن، وإغلاق مطار صنعاء، وعدم تمكين الوفد المفاوض من العودة إلى صنعاء لأكثر من شهرين، وعدم السماح بنقل جرحى جريمة قصف الطيران السعودي الصالة الكبرى، وكذلك رفض هادي خطة السلام الأممية، وكذلك خطة كيري في ما بعد، ولم يشر إلى تمكن القاعدة وداعش من التوسع في المحافظات الجنوبية، وغير ذلك من التصرفات والأفعال التي تستوجب التنديد.
 قدم المبعوث في الجولة الرابعة، وبتنسيق واضح مع السعودية، مشروع اتفاق أمني منفرد وافق عليه وفد الرياض قبل أن ينسحب من المفاوضات، في حين أن المتفق عليه أثناء التفاوض تقديم رؤية متوافق عليها تتضمن مشروع اتفاق سياسي إلى جانب اتفاق أمني، وهو ما أكدت عليه في ما بعد خطة (كيري).
 لم تتم دعوة المبعوث الأممي إلى الاجتماع الذي عقده الوزير الأمريكي مع وفد أنصار الله في سلطنة عمان، بوجود الوزير العماني يوسف بن علوي، وهو ما يعد إشارة واضحة إلى ضعف أداء ولد الشيخ، والشكوك حول تحيزه للطرف اليمني المتواجد في الرياض، كما أنه غُيب حتى عن حضور اللجنة الوزارية الرباعية التي عقدت اجتماعات عديدة.
(*) عضو الوفد الوطني لمفاوضات السلام اليمنية

أترك تعليقاً

التعليقات