عبد الإله محمد حجر

كشف حقائق مفاوضات السلام اليمنية

السفير عبد الإله محمد حجر
في الحلقة السابقة تحدثنا عن أنه تم تخصيص جلسة لمناقشة الوضع الإنساني في اليمن، قدم فيها الخبير الدولي عامر الداودي، العامل في مكتب الأمين العام المساعد للأمم المتحدة في نيويورك، تقريراً عن مدى سوء الحالة الإنسانية في اليمن، من عدم توفر المواد الأساسية وانهيار الخدمات ودمار البنية التحتية وانهيار القطاع الصحي، وصعوبة دخول المساعدات الإنسانية لجميع أنحاء اليمن، وطالب الداودي في تقريره باتخاذ عدة إجراءات عاجلة تتلخص في: 
1 - تسهيل تدفق المواد الإنسانية وبحيادية إلى جميع مناطق اليمن وإزالة كل العراقيل وتسهيل العمل الإنساني.
2 - حرية حركة المواطنين اليمنيين والسماح للمهجرين الذين بلغ عددهم 2.7 مليون بالعودة إلى قراهم ومساكنهم.
3 - السماح بوصول كافة المواد التجارية لليمن وإعادة الحياة للقطاع التجاري وتيسير عملية الاستيراد.
4 - دعم صندوق الرعاية الاجتماعية وحشد الأموال لمساعدة 7 ملايين يمني لشراء احتياجاتهم الماسة.
5 - إعادة إحياء القطاع الصحي وتسهيل دخول المواد الطبية إلى كل المناطق وتنفيذ حملة شاملة لتطعيم 5 ملايين طفل.
6 - حماية المدارس والبنية الأساسية للقطاع الصحي وإعادة تأهيلها، وتوفير أماكن أخرى للنازحين المتواجدين في المدارس.
واقترح الداودي تشكيل لجنة مصغرة للخروج ببيان (نوايا) إنساني لتنفيذ تلك الإجراءات المقترحة. وتحدث عبد الملك المخلافي بإسهاب ممل وغير مترابط؛ عن معاناة تعز، وطالب بإجراء فعال لدخول الاحتياجات إليها. وأجاب عليه عارف الزوكا بأنه يجب رفع أي خطر داخلي أو خارجي، ورفع الحصار البري والبحري والجوي عن اليمن بأكمله؛ وإيقاف الامتهان للمواطن اليمني في مدينة بيشة السعودية. وأوضح سليم المغلس أن هناك حصاراً شاملاً على اليمن بأكمله؛ وأن تعز تتكون من 23 مديرية تتوسع القاعدة في 3 منها، وهي التي تعاني من صعوبة وصول مواد الإغاثة الإنسانية. وطالب ياسر العواضي بتعزيز وقف إطلاق النار وفتح الموانئ لتسهيل دخول المساعدات والبضائع التجارية إلى المجتمع اليمني دون تمييز.
وانتقد محمد عبدالسلام تقرير الداودي، معتبراً أنه غير محايد، موضحاً أن القرار 2216 لا يجيز الحصار على اليمن، ولا يجيز تفتيش الطائرات في بيشة، وتساءل كيف يتحدثون عن حصار تعز في الوقت الذي تصل إليها الأسلحة والعربات العسكرية الإماراتية؟ كما أن لا أحد يتحدث عن نسف مدينة صعدة بالصواريخ وقصف الأعراس والمجمعات السكنية في كل أنحاء اليمن. وقال إذا أردتم وقف المعاناة الإنسانية فيجب وقف الحرب ورفع الحصار. وفي ضوء ذلك؛ تشكلت لجنة مشتركة مصغرة لمناقشة القضايا الإنسانية والخروج ببيان نوايا إنساني. وكان أعضاؤها عز الدين الأصبحي وفائقة السيد ومعين عبد الملك وعبدالإله حجر، وبمشاركة الأمم المتحدة ممثلة بكل من عامر الداودي، ورندا سليم، ويوهانز منسق العمليات الإنسانية في اليمن.
وتقدمت الأمم المتحدة بمشروع بيان إنساني يحوي النقاط الرئيسية التي أوجزها عامر الداودي في تقريره في الجلسة العامة، وتمت مناقشته باستفاضة خلال 3 اجتماعات. انسحب عز الدين الأصبحي من اثنين منها احتجاجاً، دون أن يقدم أي عذر، ومصراً على أنه يعتقد أن البيان المقترح سياسي وليس إنسانياً.. وتمسكه بأن يقتصر البيان على رفع القيود على دخول المواد والسلع الأساسية لتعز وإطلاق سراح المعتقلين الخمسة وأولهم الصبيحي.
في حين طالب كل من فائقة السيد وعبد الإله حجر إضافة 3 بنود إلى البيان المقترح من الأمم المتحدة، وهي: الالتزام بوقف أعمال التهجير القسري من بعض المحافظات، ورفع القيود والإجراءات التي فرضها التحالف على الركاب المسافرين على الخطوط الجوية التجارية، وعدم استهداف الشاحنات المحملة بالنفط والمواد الغذائية بالغارات الجوية. كما طالبا بأن يكون البند الأول رفع الحصار عن كل محافظات اليمن بما في ذلك محافظة تعز، بدلاً عن البند المقترح برفع الحصار عن تعز.
وقد تكفل فريق الأمم المتحدة بإعداد البيان في صورته النهائية بعد الأخذ في الاعتبار مقترحات الطرفين، لعرضه في الجلسة العامة للبت فيه. (أوردت في مقالي الأول الـ12 بنداً التي تضمنها البيان). وللأسف لم يكتب لهذا البيان الإنساني الصدور نظراً لحدوث انقطاع الجلسات بسبب التصعيد العسكري من قبل التحالف الذي تقوده السعودية.
(*) عضو الوفد الوطني لمفاوضات السلام اليمنية

أترك تعليقاً

التعليقات