خفايا دهاليز مفاوضات السلام 13
 

عبد الإله محمد حجر

غادر الوفد الوطني صنعاء في 15 يوليو 2016، في طريقه إلى الكويت مروراً بصلالة، حيث التقى بالسيد يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العمانية، والذي استمع إلى شرح موجز من الوفد الوطني عن المفاوضات.
بدأت جلسات الجولة التفاوضية الثانية في الكويت في 16 يوليو 2016، وتم التمديد لها أسبوعاً، لتصبح 3 أسابيع، وتنتهي في 6 أغسطس.. تميزت هذه الجولة باجتماع الوفدين على طاولة المفاوضات مرة واحدة فقط، وهي الجلسة الافتتاحية، عقبها عقدت عدة اجتماعات لرؤساء الوفود ونوابهم مع المبعوث، وقد تغيب عن هذه الجولة اثنان من أعضاء وفد الرياض، ليحل محلهما كل من نصر طه مصطفى وصخر الوجيه، واللذين وصلا إلى الكويت متأخرين عن الوفد بأيام، ولم يتسنَّ لهما حضور الجلسة الافتتاحية أو جلسة المباحثات المشتركة، ربما لأنهما ينتميان لحزب الإصلاح الذي يتنافس معه عبدالملك المخلافي، في حين انضم الى الوفد الوطني كل من الأخوين عبيد بن ضبيع وعبد الله أبو حورية.
أكد الوفد الوطني أثناء الجولة التفاوضية، كما هو الحال في جميع الجولات السابقة، أهمية الالتزام بوقف الأعمال العسكرية التي تشنها السعودية وما يسمى الجيش الوطني، وذلك للوصول إلى حل سلمي شامل ينهي المعاناة الإنسانية والعقاب الجماعي للشعب اليمني، ويتضمن تشكيل مجلس رئاسي وحكومة توافقية ولجنة عسكرية وإجراءات أمنية مشتركة، وإنهاء الحصار ووقف الامتهان للمسافرين جواً في بيشة، وخروج القوات الأجنبية، وإعادة الإعمار، ومكافحة الإرهاب وإخراج اليمن من طائلة الفصل السابع.
في حين أكد وفد الرياض أنه جاء إلى الكويت بعد جهود حثيثة من المبعوث واتصالات من دول مجلس التعاون، وذلك للبدء في مشاورات جديدة لا يضيع فيها الوقت كما تم في الـ70 يوماً من الجولات السابقة، وأنه عاد للتأكيد على دعم الأمم المتحدة لتطبيق القرار 2216 والقرارات ذات الصلة ومعالجة الأوضاع الاقتصادية وتثبيت وقف إطلاق النار. 
وقد قدم المبعوث الأممي في الأيام الأخيرة من هذه الجولة خطة تتضمن الجوانب الأمنية والعسكرية فقط دون تقديم الخطة السياسية، مخالفاً ما تم الاتفاق عليه في نهاية الجولة الثالثة وفي لقائه بالوفد في صنعاء، وبتدبير وتنسيق مسبق معه أعلن وفد الرياض موافقته وتوقيعه على ما تمت تسميته اتفاقاً أمنياً قدمه المبعوث، ثم انسحب وفد الرياض من المفاوضات وغادر الكويت بحجة عدم موافقة الوفد الوطني على الاتفاق المقدم من المبعوث، ثم ما لبث أن عاد عبدالملك المخلافي مع أحد أعضاء الوفد لتوديع الدولة المضيفة، بعد أن وجهت له الانتقادات التي انصاع لها أخيراً.. ففعل ذلك، وعلى أمل حضور جلسة ختامية بروتوكولية للمفاوضات مع بعض أعضاء الوفد الوطني والذي أصر على حضور كافة أعضاء الوفدين.
وفي حقيقة الأمر أنه لم يكن هناك اتفاق أمني وعسكري متوافق عليه، بل كان هناك مشروعا اتفاقين متزامنين؛ أحدهما أمني وعسكري، والآخر اتفاق سياسي، ولا يمكن تنفيذ أحدهما إلا بوجود الآخر. وقد أعلن المبعوث الأممي نهاية جولة المباحثات، مشيراً إلى أنها ستستأنف بعد شهر في المكان الذي يتفق عليه وكان ذلك بمثابة إعلان فشل مفاوضات الكويت.
وغادر الوفد الوطني الكويت في 6 أغسطس 2016 إلى مسقط عمان، وظل فيها مدة 68 يوماً إلى 14 أكتوبر، حيث منعت السلطات السعودية عودته إلى صنعاء بإغلاق المطار، وعدم منح الطائرات العمانية تصريحاً بالهبوط، في إجراء تعسفي، وبما يمثل استخفافاً فظيعاً بالأخلاق والقيم الإنسانية، وتحدياً واضحاً للمبادئ والأعراف الدولية.

أترك تعليقاً

التعليقات