للمرة الثالثة خلال أيام تصدر بيانات من قبل مكونات الحراك الجنوبي، تتضمن ما يمكن وصفه بأنه “صحوة جنوبية” وإدراك للخسائر السياسية التي تعرضوا لها جراء انخراطهم دون شروط في التحالف السعودي وقبولهم بتواجد حكومة هادي والاعتراف بها من قبل بعض المكونات وكذلك خطأ ارسال مقاتلين جنوبيين للقتال في الشمال وجبهات الحدود والذي وجد الجنوبيون أنه ضرب القضية الجنوبية ضربة قاصمة كون قضيتهم نشأت بسبب تعرضهم لهجوم قوات “شمالية” في الفترات الماضية.

وشهدت محافظة لحج،امس الخميس، انعقاد مؤتمر “مجلس الحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب” بحضور قيادات جنوبية بارزة وتحت شعار ” معا نحو دولة جنوبية مستقلة، وذات سيادة وطنية متكاملة”.

وصدر عن المؤتمر بيان، والذي اعتبر الحرب المستمرة في الشمال بمواجهة  قوات هادي والتحالف انعكست بالسلب على القضية الجنوبية، مشيراً إلى أن التحالف لم يقدم للجنوب أي رسالة تتضمن تطمين للجنوبيين حول قضيتهم.

ومن خلال البيان يمكن القول أن الحراك الثوري الجنوبي توصل إلى أنه سيكون قادر على لفت الانتباه للقضية الجنوبية واجبار التحالف على الاعتراف بها من خلال تأكيده على عدم اعترافه بشرعية هادي والذي يضع الأخير في موقف حرج بعد توسع الأطراف التي لا تعترف بشرعيته لتصل لأطراف منخرطة في التحالف.

كما توصل مؤتمر الحراك الثوري إلى أن استمرار انخراطه مع التحالف السعودي دون شروط شجع دول التحالف على تجاهل القضية الجنوبية وتغييبها حتى في مفاوضات الحل السياسي التي جرت في الكويت واستمرت لعدة أشهر ولم تتطرق إلى القضية الجنوبية أو يكون هناك ممثلين لها في المفاوضات.

ونص البيان على ” الواقع اليوم أثبت أن الحرب الدائرة بين قوى الشمال من جهة وقوى التحالف وما يسمى (حكومة الشرعية) من جهة أخرى بأنها تنعكس سلباً على مستقبل القضية الجنوبية من حيث تغييبها رغم كل ما صنعه الجنوبيون في سبيل التحالف ومصالحه فلم يبعث ذلك التحالف رسالة تطمين للجنوب عدا فتات من مناصب شكلية تستمد شرعيتها من مرجعيات داخلية وخارجية تصب في مجرى أمراء حروب صنعاء” مضيفا أن ذلك “يؤكد على دفن القضية الجنوبية للأبد وليس أدل على ذلك المفاوضات التي جرت في بعض عواصم الدول والذي كان الحراك الجنوبي السلمي وقضيته في حكم العدم فيها”.

واعتبر البيان ان الحرب المستمرة تشكل عائقاً للجنوب من خلال عدة نقاط حددها البيان على النحو التالي:

1- في ظل الوضع العسكري الناتج عن الحرب، كل سبل الحياة في الجنوب مغلقة إلا سبيل واحد هو سبيل الزج بالشباب الجنوبي في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

2- مضى على تحرير الجنوب كما يزعمون (عام ونصف) زادت فيها صعوبة الحياة الاقتصادية والمعيشية وغابت كليا الخدمات العادية عن أبناء الشعب، (كهرباء، مياه، نفط، صحة،رواتب، بطالة…).

3- لم تستطع ما يسمى حكومة الشرعية منذ عودتها من فرض الامن وبسطه على أرجاء الوطن العزيز، وبقي الناس أسرى صراعات أجنحة تلك السلطة، وأصبح اللعب بمصير الوطن من خلال التسويات مع القوى الارهابية ثم إظهارها مرة أخرى وفق حاجة أجندات لم تعد خافية على أحد.

4- ازدياد الصعوبات على شعب الجنوب جراء شبه الحصار المفروض عليه جراء العقبات على السفر والغلاء الفاحش للرحلات الجوية بالإضافة الى حصر رحلات الطيران الى عاصمتين عربيتين فقط.

5- منع الجنوبين من الاستفادة من خيراتهم خصوصاً النفطية منها وإدخال هذا القطاع في دائرة الصراع بين أجنحة ما يسمى الشرعية، وابقاء مواطنيه تحت رحمة المعونات الاجنبية، رغم قلتها.

6- استفحال الفساد في المؤسسات الحكومية، ووجود منظومات وعصابات داخلها تعمل على نهب أموال الشعب وحقوقه بشكل منظم ومدروس ومحمية من أعلى دوائر القرار في البلد.

7- الغياب التام لحقوق الانسان سيما أن الحرب أفرزت حالة من الاعتقالات التعسفية والقسرية، كما ان الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب يضع الشعب في حالة الفقر والعوز وفقدان الكرامة الانسانية.

وأكد البيان على جملة من الأمور تلخصت في 8 نقاط جاءت على النحو التالي:

1_ قيام السلطة (شرعية هادي) بالعمل على تشتيت القوى الوطنية المخلصة وتقوية القوى المتطرفة (حزب الاصلاح، وبقايا الماضي…).

2_تغييب القضية الجنوبية ومطالب شعبنا العادلة في استقلال الجنوب عن كل المحافل الاقليمية والدولية والمفاوضات التي جرت بين قوى ما يسمي الشرعية وقوى الشمال، بشكل متعمد ومقصود.

3_ العمل على إلزام الجنوبين بالموافقة على مخرجات الحوار (المنقعدة في صنعاء) والمنبثقة عن المبادرة الخليجية التي لا تعترف بالقضية الجنوبية، وما تمسك به هادي ونائبه الأحمر بالأقاليم الستة إلا دليل على ذلك.

4_ المحاولات الدائمة والمتكررة لتقسيم الجنوب مناطقياً من خلال تغذية النزاعات بين ابناء الجنوب وتشكيل القوى العسكرية والامنية على أساس مناطقي، بدل أن تشكل تلك القوى في جيش منظم.

5_ الوقوع في نفس الخطيئة التي وقع فيها الشمال من خلال دخولهم الى الجنوب، حيث يشكل الشباب الجنوبي الرافعة الاساسية لقوى التحالف العربي في جبهات الشمال سواءً في الساحل الغربي أو في جبهة البقع، مما يحمل الجنوب مسؤولية أخلاقية وسياسية، ويزيد من فتح الجروح بين الجنوب والشمال .

6- تشريع دخول قوى (خارجية)، بدون ضمانات وجعل أرض الجنوب منطلقاً لصراع القوى الأجنبية بكل ألوانها التي باتت تدعم كل منها مليشيات تابعة لها وجماعات متطرفة وهو الأمر الذي سيؤدي الى عرقلة مشروع الاستقلال وتشويه الجنوب وستؤثر مستقبلاً على دولة الجنوب.

7 _ يجدد مجلس الحراك الثوري تمسكه بقيادته المتمثلة في الزعيم حسن احمد باعوم وموقفه المتوازن والذي يضع نصب عينية الجنوب وشعبة بعيدا عن حروب الوكالة والمقاولات
8_ يحذر مؤتمر المجلس الثوري بمحافظة لحج من قيام بعض الاشخاص من انتحال صفات قيادية على مستوى الجنوب كالناطق الرسمي وأمانة السر وغيرها والتى لم يتم انتخابها بعد ولن يكون ذلك الابمؤتمر عام لمجلس الحراك الثوري نسعى الان لتحقيقه بعد الانتهاء من مؤتمرات المحافظات ونؤكد أن هؤلاء لا يمثلون المجلس الثوري.

 المراسل نت