عادل بشر / لا ميديا -
دخل العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم الثلاثاء يومه الخامس وسط تصعيد متواصل وموجات من الهجمات القوية المتبادلة، نجحت من خلالها إيران في ضرب مواقع عسكرية حساسة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، في خطوة تشير إلى تحول نوعي في طبيعة الرد الإيراني.
وتؤكد مؤشرات الساعات الأخيرة أن الجمهورية الإسلامية انتقلت بعمليات «الوعد الصادق 3» إلى مرحلة جديدة ضد العدو «الإسرائيلي» رافعة سقف المواجهة بما يمكن وصفه بمرحلة «كسر العظم»، خصوصاً بعد استهداف مراكز للاستخبارات العسكرية لـ»الجيش الإسرائيلي» (أمان) في هرتسيليا، ومركز تخطيط عمليات الاغتيال في «تل أبيب»، إضافة إلى قواعد ومطارات عسكرية صهيونية، واستخدام صواريخ جديدة تعجز منظومة الرادارات والدفاعات الجوية لكيان العدو على رصدها أو صدها.
في المقابل يسعى كيان الاحتلال إلى تحويل العاصمة الإيرانية طهران إلى ساحة مواجهة إعلامية ونفسية عبر ضرب منشآت حيوية، بهدف الإيحاء بانهيار قدرة الدولة على حماية مركزها السياسي والاقتصادي، تزامناً مع تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب اشترط فيها خضوعا إيرانيا مطلقا فيما يتعلق ببرنامج طهران النووي.
وقال ترامب للصحفيين، اليوم، إن ما يريده هو «رضوخ كامل» من إيران، دون أن يوضح ما إذا كان يعني تخليها عن برنامجها النووي أو غير ذلك، مجدداً تحذيره لطهران من التعرض للقوات أو المصالح الأميركية، وتوعد «سنرد بقوة شديدة، لن يكون هناك أي رادع».
توازياً مع ذلك تناقلت وسائل إعلامية عن مسؤول سياسي إيراني رفيع قوله إن طهران لا تفكر مطلقا في رفع الراية البيضاء، بل مستعدة للذهاب إلى أقصى مدى إذا فُرض عليها ذلك، وإنها تملك نفسا طويلا لخوض معركة طويلة الأمد.
وقال المسؤول إن إيران لن تدخل في أي مفاوضات قبل أن تستكمل ردها على «إسرائيل».
وترى طهران بأن «تل أبيب» هي من أعلنت الحرب، وبالتالي فإن الجمهورية الإسلامية هي من ستكون صاحبة التوقيع على الضربة الأخيرة في هذه المواجهة.

القادم أعنف
إلى ذلك أعلن مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني، أحمد وحيدي، أنّ طهران «مستعدة لحرب طويلة وشاملة، والأيام القادمة ستُظهر وجهاً جديداً من الإبداع العسكري الإيراني».
وأشار وحيدي، في تصريح لوكالة «تسنيم» الإيرانية اليوم، إلى أنّ «القوات المسلحة الإيرانية لم تستخدم بعد قدراتها الصاروخية الحديثة، وتنتظر اللحظة المناسبة للكشف عن الجيل الجديد من الصواريخ والتجهيزات المتطورة».
وأضاف: «لقد أخذنا في الحسبان جميع الاحتمالات، واستعددنا لأي سيناريو محتمل في ساحة المواجهة. قواتنا المسلحة جاهزة لخوض حرب بكل أبعادها، ولسنا قلقين إطلاقاً من طول أمدها».
وأكد أنّ «العدو سيُفاجأ بما نحمله من قدرات وخطط ميدانية»، لافتاً إلى أن «ميزان القوى يتحول يوماً بعد يوم لصالح إيران، وقد نلجأ إلى استخدام قدرات أخرى أيضاً».
وشدّد وحيدي على أنّ «لدى إيران اليد العليا في إيلام الكيان الصهيوني»، مضيفاً: «في القريب العاجل، سيرى الجميع حجم القوة والاقتدار الذي تتمتع به القوات المسلحة الإيرانية في مختلف المجالات».
وفي ما يخص القدرات الصاروخية، قال وحيدي إنّ «الحديث عن تراجع مخزوننا الصاروخي محض مزحة»، مؤكداً أنّ «إيران لم تستخدم بعد ترسانتها الصاروخية بشكل استراتيجي، وعندما يحين الوقت المناسب، سنُدخل معداتنا الحديثة إلى الميدان، وهي لا تقتصر على صواريخ الجيل الجديد فقط، بل تشمل منظومات متطورة أخرى أيضاً».

تصعيد
وفي سياق متصل، أعلن قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، كيومرث حيدري، انطلاق موجة جديدة من العمليات الهجومية بالطائرات المسيرة صباح اليوم ضدّ مواقع حساسة في الكيان الصهيوني، مؤكداً أنّ هذه الهجمات استهدفت مواقع عسكرية واستراتيجية في تل أبيب وحيفا.
وأوضح أنّ «عشرات الطائرات المسيّرة الهجومية من طراز (آرش) بعيدة المدى، والمزوّدة برؤوس حربية ذات قدرة تدميرية عالية وبدقة إصابة نقطوية، تمّ إطلاقها خلال الساعات الماضية باتجاه أهداف استراتيجية داخل الأراضي المحتلة».
وأضاف أنّ «الهجمات الأخيرة أدّت إلى تدمير واسع في منشآت عسكرية وتسليحية داخل العمق الصهيوني، في تل أبيب وحيفا، وساعات التصعيد القادمة ستكون أشد وأوسع».
وشدّد حيدري على أنّ العدو يجب أن يُدرك «أنّ هذه الهجمات بداية مرحلة جديدة من الردع العسكري»، وقال: «قواتنا المسلحة، وخاصة القوة البرية في الجيش، بدأت موجة جديدة من الهجمات بالأسلحة الحديثة والمتطورة، والقادم سيكون أعنف».
بدوره، أفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية العميد رضا طلائي، استخدام أحد الصواريخ للمرة الأولى في هجوم القوات المسلحة الإيرانية، صباح اليوم.. مشيرًا إلى أن الكيان الصهيوني لم يدرك ذلك، وأنهم سيشهدون المزيد من المفاجآت في المستقبل.

ضربات متواصلة
على الصعيد الميداني أعلن التلفزيون الإيراني، مساء اليوم الثلاثاء، انطلاق الموجة العاشرة من الصواريخ ضمن عملية «الوعد الصادق 3» ضد كيان الاحتلال.
ولفت التلفزيون، إلى أنّ الموجة الجديدة شملت صواريخ ومسيّرات وأطلقت من عدة مناطق.
كما عرض مشاهد إطلاق الصواريخ من الأراضي الإيرانية إلى الأراضي المحتلّة.
وقالت وسائل إعلام عبرية، إن صفارات الإنذار دوت في مناطق واسعة من فلسطين المحتلة، ولاسيما «تل أبيب» الكبرى والقدس المحتلة، بالإضافة إلى «ديمونا» وبئر السبع و»نيفاتيم» في النقب المحتلّ.
وعصر اليوم، تحدث الإعلام العبري عن موجة من الهجمات الصاروخية الإيرانية، تراوحت بين 20 إلى 30 صاروخاً، استهدفت مناطق عدة في الأراضي المحتلة.
وصباحاً أعلن حرس الثورة في إيران، استهداف مركز الاستخبارات العسكرية  «لجيش» الكيان الصهيوني المعروف باسم «أمان»، ومركز تخطيط عمليات الاغتيال والشرور التابع لـ»الموساد» في «تل أبيب».
وأكّد الحرس، في بيانه الثامن عن عملية «الوعد الصادق 3»، أن مقاتلي القوة الجو فضائية التابعة لحرس الثورة نفذوا هذا الاستهداف من خلال عملية مؤثرة، ورغم وجود أنظمة دفاع جوي متطورة للغاية.
وأفادت مصادر دفاعية إيرانية بمقتل عدد كبير من الضباط والقادة الكبار في أجهزة الاستخبارات التابعة للكيان الصهيوني، وذلك إثر الهجوم الصاروخي على مراكز أمنية واستخباراتية في شمال «تل أبيب».
ونقلت وكالة «تسنيم» للأنباء بأن صاروخًا متطوّرًا جديدًا استهدف بنجاح مركزين استخباريين رئيسيين تابعين للعدو، وهما «أمان» (شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية) و»الموساد» (جهاز العمليات والتجسس الخارجي).
وبحسب مصادر مطّلعة، فقد أسفر الهجوم عن سقوط عدد كبير من ضباط الصف والضباط الكبار في تلك الأجهزة، من بينهم شخصيات رفيعة المستوى تنتمي إلى القيادة الأمنية والاستخبارية العليا في الكيان الصهيوني، وسط تكتم «إسرائيلي» شديد على نتائج هذه الضربة.
وفي السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن صاروخًا إيرانيًا سقط على قاعدة «جيليلوت» العسكرية شمال «تل أبيب»، وهي القاعدة التي تضم وحدة الاستخبارات العسكرية 8200، إحدى أبرز وحدات التجسس الإلكتروني في كيان العدو.
وبالتزامن مع الموجة الجديدة من الهجمات الصاروخية الإيرانية، ذكرت المصادر العبرية أنه جرى تفعيل صفارات الإنذار في معظم أنحاء فلسطين المحتلة، لا سيّما في تل أبيب وهرتسيليا. وقد أُفيد لاحقًا بسقوط عدد من الصواريخ في مناطق متعددة من «تل أبيب»، من بينها صاروخ أصاب مركزًا حساسًا لم تُكشف تفاصيله بعد.
وشهد ليل أمس الاثنين انطلاق موجة تاسعة من عملية «الوعد الصادق 3»، التي أعلن حرس الثورة في إيران أنها ستستمر بشكل متواصل حتى فجر اليوم الثلاثاء.
واستهدفت الصواريخ الإيرانية القاعدة التي انطلق منها العدوان على مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون.
وكان مصدر إيراني مطّلع قد صرح لوكالة «فارس» أنّ مُسيّرة إيرانية خفية دمّرت منظومة دفاع «إسرائيلية» بعيدة المدى، مشيراً إلى أنّ إيران نفّذت 550 عملية بطائرات مسيّرة منذ بدء عملية «الوعد الصادق 3»، واستهدفت الأراضي المحتلة من دون انقطاع.
في المقابل، زعم «جيش الاحتلال» أنه قام بتصفية علي شادماني رئيس الأركان الجديد للجيش الإيراني، بهجمات جوية على طهران.
كما أعلن أنه استهدف خلال الغارات عشرات البنى التحتية في إيران، حد قوله.