380 شهيدا وجريحا فلسطينيا في غزة خلال 24 ساعة
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
في زمن لم يعد فيه للإنسانية موطئ قدم، تتحرك غزة بين فكي الموت والجوع، لا تعرف طعمًا للأمان ولا للسكينة. 65 شهيدًا أمس، ليسوا مجرد أرقام، بل قصص مؤلمة كان كثير منهم يبحثون عن رغيف خبز، أو قنينة ماء.
وتتواصل آلة الجريمة الصهيونية في حصد أرواح الفلسطينيين المدنيين في قطاع غزة، دون توقف، لتضيف أمس الأحد فصلاً جديدًا من المجازر، باستهداف ممنهج للباحثين عن المساعدات الإنسانية.
ففي وقت تُنتزع فيه أرواح الأبرياء من بين الركام وتحت أنقاض الجوع، سقط 26 شهيدًا فلسطينيًا في سلسلة من الغارات والقصف المدفعي التي طالت مناطق توزيع المساعدات، ليتحول البحث عن الخبز إلى موعد مع الموت.
تفاصيل المجزرة
بدأت ساعات فجر الأمس بإعلان استشهاد 3 فلسطينيين قرب نقطة توزيع المساعدات في «نتساريم» وسط القطاع، أعقبها استشهاد 2 آخرين في رفح، خلال محاولتهما الوصول إلى نقطة مشابهة. لكن المشهد الأكثر قسوةً كان في السودانية شمال غرب غزة، حيث استُهدف مسار دخول الشاحنات، فاستشهد 5 فلسطينيين.
في بيت لاهيا، حيث كانت مجموعة من المدنيين تتجمع على أمل الحصول على بعض المعونات، استهدفتهم نيران الاحتلال ليسقط 3 شهداء آخرين، بينما استقبل مجمع ناصر الطبي 12 جثمانًا إضافيًا من مناطق متفرقة، في مشهد مألوف من وباء الموت الصهيوني الذي يلاحق الغزيين في كل مكان.
وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أعلنت في تقريرها اليومي أن العدوان الصهيوني المتواصل منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، رفع حصيلة الشهداء إلى 55,362 شهيدًا، بينهم 65 شهيدًا سقطوا خلال الساعات الـ24 الأخيرة فقط، بينهم الـ26 شهيدًا في مناطق توزيع المساعدات. كما وصل عدد الجرحى إلى 128,741 إصابة، بينهم 315 أصيبوا يوم أمس. في حين لاتزال آلاف الجثامين تحت الركام وفي الطرقات، بسبب عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم، في ظل القصف المتواصل والانهيار شبه الكامل للبنية التحتية.
ومنذ استئناف العدوان في 18 آذار/ مارس الماضي، سُجّل 5,071 شهيدًا جديدًا و16,700 إصابة، ما يعكس حجم الكارثة المستمرة في ظل صمت دولي يكاد يرقى إلى التواطؤ.
تحذير متكرر في وجه التجاهل
في السياق ذاته، جددت منظمة اليونيسف تحذيراتها من أن أطفال غزة يواجهون خطر الموت جوعًا.
وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم المنظمة، في تصريحات أدلى بها من خان يونس، إن العائلات لم تعد تجد سوى «وجبة واحدة كل عدة أيام» لأطفالها، في وقتٍ تدخل فيه القنابل أكثر مما يدخل الغذاء. واعتبر أن الحالة «مروعة ومحطمة للآمال»، مؤكدًا أن الوضع الصحي والتغذوي للأطفال في غزة بلغ مستويات كارثية.
وأشار إلدر إلى أن بصيص الأمل الذي لوح في الأفق مؤخرًا بإمكانية دخول المساعدات قد تلاشى سريعًا، إذ عادت «إسرائيل» إلى فرض الحصار الكامل وحرمان القطاع من الماء والغذاء والدواء، فضلًا عن الانقطاع المتكرر للإنترنت والاتصالات، ما يعمّق عزلة الضحايا عن العالم الخارجي.
الكرامة لا تموت بالصواريخ
في مقابل هذا المشهد الدموي، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية الرد في الميدان رغم الهجمات الوحشية الشاملة ولكن الفاشلة. كتائب القسام بثّت مشاهد لاستهداف قوة صهيونية داخل منزل في العطاطرة باستخدام قذيفة TBG، أدت إلى مقتل وإصابة الجنود المتحصنين، في عملية جرت بتاريخ 27 أيار/ مايو الماضي. كما استهدفت قوة راجلة من سبعة جنود بقذيفة مضادة للأفراد في العملية ذاتها.
وفي عملية أخرى، أعلنت الكتائب عن قنص سائق جرافة صهيونية شرق حي الشجاعية بتاريخ 8 حزيران/ يونيو الجاري، واستهداف دبابة «ميركافاه» بقذيفة «تاندوم» في خان يونس.
وفي أحدث عملياتها قالت القسام إنها استهدفت دبابة بقذيفة «تاندوم» شمال مفترق أبو شرخ بمنطقة «البطن السمين» جنوب مدينة خان يونس جنوب القطاع، إلى جانب تنفيذ كمين مركب ضد القوات الصهيونية في منطقة الزنة شرق خان يونس جنوبي القطاع، وأكدت وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجنود.
بدورها، نشرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مشاهد لقصفها تجمعات الاحتلال بقذائف هاون من عيار 60 في محيط كف القرارة شمال خان يونس، بالتعاون مع كتائب شهداء الأقصى -لواء العامودي، ضمن سلسلة عمليات «حجارة داود».
وفي السياق ذاته، اعترف العدو الصهيوني بمقتل جندي من لواء كفير خلال الاشتباكات الدائرة جنوب غزة، كما نقلت القناة 13 التابعة للعدو عن مصادر عسكرية إصابة ضابطين رفيعي المستوى من شعبة الاستخبارات خلال معركة أمس الأول في المنطقة ذاتها.
دائرة لا نهائية من الإبادة
هذا ودخل عدوان الإبادة يومه الـ90 منذ استئناف العدوان والـ617 منذ انطلاقه، ولاتزال صور المجازر تتكرر بوتيرة يومية. قصف جوي وبري وبحري لا يهدأ، والموت يلاحق السكان في الأسواق، وفي محطات المساعدات، وفي غرف النوم. بينما يعيش القطاع تحت وطأة مجاعة خانقة، وانهيار خدماتي وصحي تام، وانقطاع مزمن للكهرباء والماء والاتصالات.
وفيما تحذر المنظمات الدولية من أن الوضع في غزة «خارج السيطرة»، يواصل الاحتلال فرض معادلة النار والموت والتجويع على أكثر من 2.2 مليون إنسان، معظمهم من الأطفال والنساء. إنها ليست مجرد «حرب»، بل إبادة جماعية.
المصدر لا ميديا