حركة الجهاد: عودة أبناء غزة رد عملي على الحالمين بتهجير شعبنا.. لبنان عائدون إلى الجنوب.. غزة عائدون إلى الشمال
- تم النشر بواسطة لا ميديا

تقرير / لا ميديا -
مجبراً يغادر الدخيل الصهيوني المحتل بجنده وآلات جريمته أرض غزة ولبنان ليعود إليها أهلها وأبناؤها كالأبطال المنتصرين، ولتكون خيامهم المنصوبة على ركام منازلهم كالحصون المنيعة أمام كل جرائم الإبادة والتهجير الصهيوني.
وما إن انقشع الغبار الصهيوني عن شمال غزة وقرى جنوب لبنان حتى عاد مئات الآلاف سيرا على الأقدام وعلى المركبات في سيول بشرية عائدة الى ديارها، مارةً من فوق رفات مواقع ومحاور العدو الصهيوني العسكرية التي فككها مرغماً بعد أن فشل في كسر المقاومة والصبر الفلسطيني.
في قطاع غزة، عند الساعة السابعة من صباح أمس الاثنين، بدأت عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، وذلك بعد انسحاب قوات العدو الصهيوني مما سمي «محور نتساريم»، وذلك عقب انتهاء ذرائع العدو والتوصل إلى تفاهمات بشأن الإفراج عن الأسيرة أربيل يهود، والتي حاول العدو الصهيوني استغلال غموض مصيرها عقب قصفه لها مع آسريها من المقاومين في عرقلة سير الاتفاق.
وفي اليوم التاسع من «اتفاق وقف إطلاق النار» في غزة، بدأ آلاف المواطنين النازحين العودة إلى مدينة غزة وشمالي القطاع عبر شارعي صلاح الدين والرشيد الساحلي، بعد عام وأربعة أشهر من النزوح القسري والمساعي الصهيونية الفاشلة لخطف شمال القطاع.
وسار النازحون مشياً على الأقدام وهم يكبرون وينشدون ويغنون لغزة والقدس وكل فلسطين من منطقة «تبة النويري» غرب مدينة النصيرات، مروراً «بمحور نتساريم»، بعد انسحاب قوات الاحتلال منه. وبدت علامات الفرحة والابتهاج على وجوه النازحين العائدين إلى ديارهم.
حماس: اليوم فشل العدو
مواكبة لهذا اليوم التاريخي اعتبرت حركة حماس في بيان، أن «عودة النازحين انتصار لشعبنا، وإعلان فشل وهزيمة الاحتلال، ومخططات التهجير». ولفتت إلى أن «مشاهد عودة الحشود الجماهيرية لشعبنا إلى مناطقهم التي أجبروا على النزوح منها رغم بيوتهم المدمّرة، تؤكد عظمة شعبنا ورسوخه في أرضه، رغم عمق الألم والمأساة».
وأشارت حماس إلى أن «هذه المشاهد المفعمة بفرح العودة، وحبّ الأرض، والتشبّث بها، هي رسالة لكل المراهنين على كسر إرادة شعبنا وتهجيره من أرضه».
بدورها حركة الجهاد الإسلامي، قالت: «في مشهد أسطوري، يعود مئات الآلاف من أهلنا النازحين إلى شمال قطاع غزة الذي حوّله الإجرام الصهيوني إلى ركام».
وأضافت في بيان: «هذه العودة تأتي رداً على كل الحالمين بتهجير شعبنا بعد أن تم تجاوز مشكلة الأسيرة أربيل يهود».
وأكدت بهذه المناسبة، أن «صمود شعبنا سيقضي على أي أحلام صهيونية لسرقة الفرح من قلوبنا وسيكسر قيد السجان والاحتلال».
إذاعة الاحتلال: حماس حققت ما تريد
النكسة الصهيونية اليوم بدورها توازي حجم الفرحة والنصر الفلسطينيين بهزيمة الإبادة وخطط التهجير، وحول عودة النازحين الفلسطينيين أمس نحو شمال قطاع غزة قال مراسل «إذاعة الجيش الإسرائيلي» دورون كدوش: «باختصار، حماس حققت هذا الصباح ما تريد، استعادت السيطرة الكاملة على شمال القطاع، سيعود شمال غزة ليكون مكتظًا بالسكان بأكثر من مليون ونصف شخص».
وأضاف: «هذا سيصعب على إسرائيل العودة للقتال في الشمال إذا أرادت ذلك بعد المرحلة الأولى من الاتفاق».
واعتبر أن «العودة للقتال داخل منطقة مكتظة بالسكان مثل مدينة غزة ستكون مهمة شبه مستحيلة».
بدوره من يسمى «وزير الأمن القومي الإسرائيلي» السابق، إيتمار بن غفير علا صراخه أكثر وقال إن «عودة السكان إلى شمال قطاع غزة صورة لانتصار حماس وجزء مهين آخر من الصفقة غير الشرعية».
وأضاف: «ليس هذا ما يبدو عليه النصر المطلق، بل هو الاستسلام التام؛ جنودنا لم يقاتلوا ولم يضحوا بحياتهم في غزة للسماح بهذه الصور.. يجب أن نعود للحرب».
يذكر أن حركة حماس أعلنت أمس أنها سلمت الوسطاء المعلومات المطلوبة عن قائمة الأسرى الذين سيُطلق سراحهم طوال المرحلة الأولى من «اتفاق وقف إطلاق النار». فيما أعلن مكتب رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو، أن «إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن ستة محتجزين إسرائيليين، بينهم أربيل يهود، مقابل السماح للمهجرين الفلسطينيين بالعودة إلى شمال القطاع».
طرد الاحتلال من القرى اللبنانية
العدو المكسور في غزة مهزوم في لبنان كذلك، واستكمالا لمسيرة التحرير الشعبية في استعادة القرى اللبنانية التي لايزال يحتلها العدو الصهيوني، شهدت أراضي الجنوب زحفاً شعبياً ومواجهات وارتقاء شهداء خلال حراك طرد قوات الاحتلال.
وتأتي هذه المواجهات الشعبية المقاومة بعد شهرين من الانتظار والصبر في اختبار الدبلوماسية في ظل خروقات الاحتلال المتواصلة طوال هذه الفترة وإصراره على البقاء في بعض قرى الجنوب اللبناني.
وتوافد أهالي القرى الحدودية الجنوبية، يساندهم مواطنون من مختلف المناطق اللبنانية، نحو الحافة الأمامية للدخول إلى قراهم، وطرد الاحتلال منها.
وخلال محاولة أهالي عيترون التقدّم إلى الساتر الترابي الذي أقامه الاحتلال في البلدة، أطلق الاحتلال الرصاص عليهم في محاولة لترهيبهم.
كما أطلق الاحتلال الرصاص في أحياء بلدة ميس الجبل بالتزامن مع تجمّع الأهالي عند المدخل الغربي، فيما ألقت مسيرة صهيونية قنبلة صوتية بالقرب من المدخل الغربي أيضاً في محاولة لمنع المواطنين من دخولها.
وفي حديث لوسائل الإعلام أكد أهالي ميس الجبل أنّهم سيدخلون إلى البلدة قائلين: «سندخل إلى البلدة ولو استشهدنا أو جرحنا.. ونحن لا نهزم».
في السياق ذاته تمادى العدو الصهيوني لليوم التالي في جريمته بحق الأرض والإنسان واستشهد لبناني وأصيب عدد آخر من النازحين بنيران قوات الاحتلال لدى عودتهم ودخولهم إلى البلدات التي انتشر فيها الجيش اللبناني.
وفي السياق قالت قناة المنار التابعة لحزب الله إن هناك تحضيرات أهلية وشعبية لتنظيم عملية دخول شعبي لتحرير ما تبقى من قرى الجنوب، بعد تعثر الجهود السياسية والدولية في إلزام الاحتلال بالانسحاب من الأراضي اللبنانية.
ونقلت قناة «المنار» عن مصادر لبنانية أن رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي أجريا اتصالات مع الفرنسيين والأمريكيين للضغط على الكيان الصهيوني، لكن من دون الحصول على النتيجة المرجوة.
حزب الله: لن نقبل المهلة وسنرد بما نراه مناسبا
من جانبه أكد الأمين العام لحزب الله اللبنانيّ، الشيخ نعيم قاسم، في كلمة ألقاها مساء الاثنين، وذلك مع استمرار وقف إطلاق النار بين حزب الله والعدو الصهيوني، في ظل خروقات العدو المتواصلة، المهددة بتفجير الاتفاق والتي أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات؛ أنه يتوجّب على العدو الصهيوني الانسحاب من لبنان، وأن الحزب «لن يقبل تمديد المهلة يوما واحدا».
وقال الأمين العام لحزب الله، إن لدى الحزب الحقّ في الردّ على رفض الانسحاب الصهيوني، وقال: «نحن أمام احتلال يعتدي، ويرفض الانسحاب، والمقاومة لها الحق في أن تتصرف بما تراه مناسبا، حول طبيعة وشكل المواجهة».
وأضاف الشيخ نعيم قاسم أن «حزب الله، فكّر عدة مرات في الردّ على اختراق إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار»، مشيرا إلى أن إسرائيل «تتصرف بطريقة انتقامية في جنوب لبنان، ردا على هزيمتها وخسائرها».
وتابع الشيخ قاسم أن «على لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته وكل القوى السياسية، تحمّل مسؤولية إخراج المحتل وحماية سيادة البلاد».
كما أكد الشيخ قاسم على أن «مشهد الخروقات الإسرائيلية مؤلم، لكننا اخترنا أن تتحمل الدولة اللبنانية المسؤولية».
وذكر قاسم أن «العدوان الإسرائيلي على لبنان، كان بدعم عالمي أمريكي غربي، لا يخضع لقوانين ولا ضوابط».
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن المقاومة في لبنان «وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار لأننا لم نكن من بدأ الحرب، ولم نكن المعتدين ولأن الدولة قررت التصدي لحماية الحدود».
وأضاف قاسم: «التزمنا بالكامل بعدم خرق الاتفاق، ولكن إسرائيل قامت بخرقه نحو 1350 مرة».
وأضاف قاسم أن «إسرائيل وأمريكا أرادتا إنهاء المقاومة في لبنان، ولكننا تصدينا لهم بثبات وشجاعة».
وشدّد الأمين العام لحزب الله على أن «المقاومة خيار سياسي ووطني وإنساني لمواجهة الاحتلال وتحرير الأرض المحتلة».
وأوضح أن «العدو الإسرائيلي لم يستطع أن يتقدم في الجبهة، ولم يقدر على إحداث فتنة بين الطوائف اللبنانية والخسائر في صفوفه كبيرة».
وبين أن «إسرائيل طلبت عبر الولايات المتحدة وقف إطلاق النار، بعد الخسائر الكبيرة في صفوف قواتها»، مضيفا: «وافقنا مع الدولة اللبنانية، وهذا انتصار للمقاومة».
وتعهد الشيخ قاسم بأن «المحتل سيخرج من أرضنا رغما عنه ومقاومتنا قوية وثابتة».
وشدّد على أن «خرق إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار، يؤكد حاجة لبنان إلى المقاومة لمواجهة العدو».
كذلك بارك الشيخ قاسم «للشعب الفلسطيني المجاهد على إنجاز وقف إطلاق النار، ونصر غزة هو نصر للشعب الفلسطيني ولكل شعوب المنطقة التي ساندت، ولكل أحرار العالم الذين أيدوا ودعموا غزة وفلسطين».
يأتي ذلك فيما أعلن البيت الأبيض، تمديد ترتيبات اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والعدو الصهيوني حتى 18 شباط/ فبراير المقبل، وبدء محادثات بوساطة أمريكية بشأن إعادة المعتقلين اللبنانيين الذين تم أسرهم بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بعد عدم التزام العدو بالموعد النهائي لسحب قواتها من الجنوب اللبناني.
وبموجب الاتفاق، كان أمام القوات الصهيونية حتى الأحد الماضي لتنسحب من مناطق لبنانية حدودية توغلت فيها خلال العدوان على لبنان. لكن العدو أكد الأسبوع الماضي أن قواته ستبقى إلى ما بعد المهلة، بينما اتهمها الجيش اللبناني بـ»المماطلة».
من جانبها، أعلنت الحكومة اللبنانية، أمس الاثنين، أنها وافقت على تمديد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع العدو الصهيوني حتى 18 شباط بعد وساطة أمريكية.
المصدر لا ميديا