«لا» 21 السياسي -
على مدى 7 سنوات لم ينقطع إنفاق السعودية على جماعات الضغط والمتخصصين في العلاقات العامة في الولايات المتحدة، للتغطية على الحقائق المروعة للحرب على اليمن والحفاظ على تدفق مبيعات الأسلحة.
ووفقاً لإيجاز قدمته الدكتورة أنيل شيلين، وهي زميلة في أبحاث الشرق الأوسط في معهد «كوينسي»، فإن الغارات الجوية السعودية المسؤولة عن مقتل المدنيين كانت إما مسبوقة وإما متبوعة بفعاليات لجماعات الضغط التي تعمل لصالح السعودية، وذلك للترويج لتحسين وتدقيق الاستهداف أو التزام السعوديين بالسلام أو الجهود الإنسانية السعودية في اليمن.
وعلى مدى أعوام حشد اللوبي السعودي جيشا من جماعات الضغط، بمن في ذلك أعضاء سابقون في الكونجرس يروجون للحرب باعتبارها مهمة إنسانية.
في 20 كانون الثاني/ يناير 2022 على سبيل المثال وزع تريب بيرد، من «أوف هيل ستراتيجيز»، رسالة إلى مكاتب الكونجرس تشير بأصابع الاتهام إلى أنصار الله لتبرير التصعيد. وربط بيرد الرسالة بمؤتمر صحفي أدان فيه المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، هجمات الحوثيين لتبرير الرد السعودي الهائل غير المتناسب.
وأكد بيرد أن «الحوثيين مسؤولون عن إطالة معاناة الشعب اليمني»، واختتم الخطاب بتصوير السعودية على أنها «ملتزمة بتحقيق سلام دائم في اليمن».
وبعد يوم واحد فقط شنت السعودية غارة جوية على مركز احتجاز في صعدة أسفر عنها مقتل 91 مدنيا بينهم 3 أطفال كانوا يلعبون في حقل قريب.
واللافت أن القنبلة الموجهة بالليزر المستخدمة في ذلك الهجوم من صنع شركة «ريثيون تكنولوجيز» الأمريكية.
وبعد أيام قليلة من الهجوم احتفى الرئيس التنفيذي لشركة «ريثيون» بالتوترات المتزايدة في الشرق الأوسط في مكالمة حول الأرباح مع المستثمرين، قائلا: «لدينا فرص كبيرة للمبيعات الدولية».
ولا يخشى فريق جماعات الضغط في «ريثيون» الحديث حول اغتنام هذه الفرص. ووفقاً لبياناتها في الربع الرابع في قاعدة بيانات الإفصاح عن جماعات الضغط في مجلس الشيوخ، أنفقت شركة «ريثيون» 2.7 مليون دولار للضغط على الكونجرس بشأن مجموعة من القضايا، بما في ذلك الضغط ضد قرار مشترك يرفض البيع المعتمد مسبقا لأسلحة من صنع «ريثيون» إلى السعودية.
ولا تعد هذه حالة شاذة ففي 12 آذار/ مارس 2021 قتلت غارة جوية 18 شخصا في منطقة سكنية بمقبنة، وبعدها بـ3 أيام فقط وزع هوجان لوفيلز رسائل تؤكد «التزام المملكة الثابت بتحقيق السلام في اليمن»، وأرسل السيناتور السابق نورم كولمان العديد من هذه الرسائل.
وبعد أسابيع قليلة، وفي 7 أيار/ مايو 2021، أصابت غارة جوية منطقة سكنية في صرواح، ما أسفر عنه مقتل 11 مدنيا. وفي 11 أيار/ مايو 2021 وزع هوجان لوفيلز رسالة قال فيها إن السعودية «تدعم حلاً سلمياً للنزاع في اليمن». وبعد أسبوع قتلت غارة جوية على مركز طبي 7 مدنيين آخرين.
وبشكل روتيني تنشر جماعات الضغط التي تعمل لصالح السعودية معلومات تزعم رغبة المملكة في السلام حتى مع تصاعد الضربات الجوية المميتة. وبينما تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بتحويل السعودية إلى دولة «منبوذة»، وافقت إدارته مؤخراً على المزيد من مبيعات الأسلحة للمملكة وحلفائها في تحالف العدوان مثل الإمارات.
وتسببت الغارات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة السعودية في مقتل آلاف المدنيين وتدمير البنية التحتية وإطالة أمد الأزمة الإنسانية الكارثية، ولا يمكن لأي مبلغ من المال أو جماعات الضغط تغيير هذا الواقع.

(هايدن شميت 
«ريسبونسيبل ستيتكرافت»)