شايف العين / لا ميديا -

منذ العام 2018 لا يأتي يوم الـ19 من أبريل إلَّا ويجلب معه ذكرى استشهاد رجل بحجم وطن، ووقود يولد زخماً ثورياً منقطع النظير لجميع الأحرار في عموم محافظات الجمهورية. 
غير أن لذكرى استشهاد الرئيس صالح علي الصماد طابعاً خاصاً في محافظة الحديدة التي ربما كانت أحب المناطق وأقربها إلى قلبه، وأكثرها حاجة إلى قادة مثله يعطونها حقها الذي غاب عنها طيلة عقود إبان حكم أنظمة الوصاية والعمالة.
وأرادت صحيفة «لا» أن تضع بين يدي قرائها في الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس الصماد، تفاصيل ومعلومات عن أيام الشهيد الرئيس الأخيرة وسر علاقته الوطيدة بمجتمع تهامة وأسباب إيلائه جل اهتمامه ونظرته إليه.
فأجرت الصحيفة لقاء مع القائم بأعمال محافظ الحديدة محمد عياش قحيم، تحدث فيه عن أبرز ما دار بينه وبين رئيس الشهداء في الأيام الأخيرة، وأوضح بعض صور اهتمام الرئيس بمحافظة المستضعفين وعما يخالج أبناءها من شعور ولَّده في نفوسهم دم الشهيد الذي غطى تهامة.
فأبناء تهامة يرون في دماء الشهيد الصماد التي سفكها العدو الأمريكي الصهيوني السعودي في محافظتهم، حملاً ثقيلاً يقع على عاتقهم واجب النهوض به والوفاء له، ولا يرجون سوى العون من خالقهم على سداد هذا الدين مهما كلفهم من ثمن. 
تهامة على رأس أولويات 
واهتمامات الشهيد الرئيس
 بداية حدثنا عن تفاصيل الأيام الأخيرة التي جمعتك بالشهيد الرئيس صالح علي الصماد في الحديدة وصنعاء؟ 
-آخر أيام الرئيس الشهيد صالح علي الصماد التي جمعتنا به في الحديدة، وقبلها أثناء زيارتنا له في صنعاء، وعقدنا جلسة متلفزة، كان دائما ما يناقش معنا مطالب واحتياجات أبناء المحافظة، فوجدت في هذا الرجل من العطف والأبوة والتواضع والحرص على تفقد كل صغيرة وكبيرة فيها، الشيء الكثير، واحتياجات المواطنين كانت أولويات حديثه معنا دائما.
وكل ذلك يؤكد عظمة هذا المشروع الكبير المتمثل في شخص الرئيس الشهيد ونهج القرآن الذي تشربه، لاسيما أنه كان مسؤولا ثقافيا للجمهورية بأسرها.
حتى في حديثه عن اليمن عموما كان يولي تهامة اهتماما كبيرا بشكل خاص، وذات مرة قال لنا بكل تواضع وإنسانية إنه عمل قديما فترة طويلة على نقل الفواكه من تهامة إلى السعودية على متن سيارة «هايلوكس» موديل 86، وكأن لسان حاله يخبرنا بأنه بسيط كبساطة التهاميين، ليتضح أن حبه لتهامة ليس وليد اللحظة التي تولى فيها قيادة معركة الصمود كرئيس للجمهورية، وتلك البساطة هي التي جعلته يملك قلوب أبناء الحديدة خصوصا واليمن عموماً، وأصبح لنا بمثابة مدرسة في الرجولة والإباء.

لهذه الأسباب اغتالوه
 لماذا اغتاله الأعداء في محافظة الحديدة وفي ذلك التوقيت بالذات؟
- المخطط الذي نفذه أعداء الله حول الرئيس الصماد كان دافعهم فيه معرفتهم الحقة بغيرته وحميته على أبناء وطنه، فقبل اغتياله أدلى السفير الأمريكي بتصريحات يقول فيها إن أبناء الحديدة سيستقبلون الغزاة (جيوش تحالف العدوان ومرتزقته) بالورود، الأمر الذي هيج مشاعر هذا الحر العزيز النبيل ليسافر إلى المحافظة، رغم الظروف والمخاطر المحدقة به، كما قال السيد القائد.
وأثناء ما كان إلى جانبنا ونحن نجري الترتيبات للقاء موسع، قال لنا الرئيس الشهيد إن العدو أطلق تصريحات تحدث فيها عن أن أبناء الحديدة سيستقبلونه بالورود، فماذا تردون عليه، فأجابه الجميع بأنهم سيستقبلونه بفوهات البنادق، فقال إذن أريد منكم أن تخرجوا في مسيرة ضخمة تسمى مسيرة البنادق، وهذه كانت أبرز الأحداث الأخيرة التي شهدتها إلى جانب رئيس الشهداء الذي التف حوله الملايين ليصبح لدى اليمن رئيسان دخلا إلى قلوب الملايين من أبناء الشعب، هما الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، والرئيس الشهيد صالح الصماد، والأخير قاد اليمن في ظروف وأوضاع استثنائية. 

بسطاء تهامة بوابة كسر العدوان
 كيف كانت علاقة الشهيد الرئيس بمجتمع تهامة وتنويره وإيلاء همومه أولوية واجباته؟ 
- الشهيد الرئيس كان يؤمن كما هو حال قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بأن الحديدة عاشت مستضعفة، وأن ثورة 21 أيلول 2014 قامت لنصرة المستضعفين. وبالتالي فإن اهتمام قائد الثورة بتهامة وأبنائها مثّله الشهيد الرئيس صالح الصماد، وكانت توجيهات السيد القائد الواضحة وحب الصماد الكبير للمستضعفين في الحديدة جعل كليهما ينظران إلى المجتمع التهامي على أنه بوابة الأمل التي ستكسر العدوان على الوطن.
وهذه النظرة هي من السنن الإلهية المتبعة، وعلى سبيل المثال عصا نبي الله موسى التي فلقت البحر، وأي شيء قد يفعل ذلك؟ وأيضا كيف يولد شخص من رحم أمه دون أب كما هو حال نبي الله عيسى؟ كلها معجزات تأتي في إطار تلك السنن، فالله عندما يريد نصرة المؤمنين المستضعفين يغير قوانين الوجود، والتي من بينها الشهيد الرئيس صالح علي الصماد، حيث إن الشهيد استطاع بتحركه ونشاطه واستشعاره الكبير للمسؤولية أن يجمع كل القلوب من كل الأحزاب والجماعات تحت شعار النضال والجهاد الذي ترجم على أرض الواقع، وأصبح يمثل نقطة يلتقي عندها كل حر وشريف في هذا الوطن. 

وصل إلى مناطق لم يصلها رئيس أو مسؤول قبله
  هلا وضحت لنا جوانب من اهتمامات الشهيد الصماد بتهامة وأبنائها؟ 
- لن يسع الوقت لحصر اهتمامات الشهيد الصماد بمجتمع تهامة، غير أنني سأذكر لكم أبرزها، ويتصدر ذلك أنه وصل إلى مناطق نائية في الحديدة لم يصلها رئيس أو مسؤول قبله، وذلك لتفقد أحوال المواطنين، ومنها منطقة «السويق» في التحيتا، والتي تبعد عن البحر حوالي 4 كيلومترات، وهي منطقة نائية جدا وسكانها يعانون على مدى عشرات السنين من غياب الخدمات وعدم تفقد المسؤولين لهم، حتى أتى الصماد ووجه بالبدء في إنشاء البنى التحتية الخدمية وتوفير الاحتياجات التي تخفف من معاناة المواطنين هناك.
وكان دائما ما يوصيني وأنا مازلت وكيل أول محافظة الحديدة، بالاهتمام بالزراعة في المحافظة وتنميتها، وذات مرة ذهبنا برفقته لافتتاح مركز الصادرات الزراعية والاطلاع على بعض المساحات التي أكد ضرورة زراعتها.

أشرف على تأهيل أبناء تهامة معنوياً وتثقيفياً وعسكرياً
  ماذا عن الجانب العسكري؟
- قبل زيارته الأخيرة للمحافظة ذهبنا معاً لحضور حفل تخرج دفعات عسكرية وأمنية وزيارة مواقع عسكرية عدة برفقة بعض القيادات من ضمنها اللواء يوسف المداني قائد المنطقة العسكرية الخامسة، والأستاذ حسن الهيج محافظ الحديدة حينها، وعدد من مسؤولي الدولة المنتمين للمحافظة، وكان يلقي كلمات تحفز أبناء تهامة على الانخراط في العمل العسكري والأمني، وكانوا حينها لم يخضعوا للتدريب والتأهيل ليتمكنوا من خوض المعارك كما هو الحال اليوم بفضل دمائه الزكية الطاهرة والجهد الذي بذله في الجانب المعنوي والتثقيفي والتدريبي. 

آخر موقف جمعني به أثناء التجهيز لمسيرة البنادق
  ما هو آخر موقف جمعك بالشهيد الرئيس؟ وكيف تلقيت نبأ جريمة اغتياله؟ 
-آخر موقف جمعني بالشهيد الرئيس كان أثناء الترتيب للقاء الموسع، وكنا جنبا إلى جنب في التجهيز لمسيرة البنادق التي دعا إليها رداً على تصريحات العدو الأمريكي على لسان سفيره.
والحقيقة عندما تلقينا نبأ استشهاد الرئيس صالح الصماد صعقنا جميعا وتأثرنا وحز هذا في نفوسنا، كونه أصعب موقف حدث على اليمنيين الأحرار بالكامل بشكل عام وأبناء تهامة خصوصاً، لأن دماءه الطاهرة غطت هذه المحافظة، ولعل ذلك ما جعل اليوم المجاهدين منهم في مقدمة صفوف ابطال الجيش واللجان الشعبية في جبهات الشرف.

بفضل دماء الشهيد 
وتوجيهات سيد الثورة حصلت تهامة على ما لم تنله طيلة 40 عاماً
  كيف أثرت دماء الرئيس الصماد الطاهرة على أبناء الحديدة؟
- بفضل دماء الشهيد وتأثيرها على أبناء الحديدة، وكذلك توجيهات السيد القائد بأن تبنى الحديدة ويأخذ أبناؤها دورهم الريادي، استطاعت ثورة 21 أيلول المجيدة تحريك مجتمع تهامة وأبنائه وأولتهم مناصب قيادية في الدولة بمختلف جوانبها، وعلى سبيل المثال هناك اليوم 10 قيادات عسكرية من أبناء تهامة برتبة لواء وعميد، ويتولون مناصب عسكرية عليا لم نشهدها منذ 40 عاماً، ومنهم من يتقدم صفوف الجيش واللجان الشعبية، وهذا هو بناء الإنسان. 

الرئيس صالح الصماد كان يحمل كفنه في يده
 من وجهة نظرك هل كان لدى الرئيس علم مسبق أو شكوك حول وجود نوايا لدى العدو باغتياله؟ 
- الرئيس صالح علي الصماد من الرجال الذين يحملون أكفانهم في أيديهم، وهو قائد عسكري وليس تربويا فقط، وسألني في لقائنا الأخير به في صنعاء أنت كنت يا أستاذ محمد مدرساً؟ فقلت له نعم، فرد عليَّ كلانا تربويان إذن.
ولذلك فإن الشهيد الرئيس وكل مجاهد انطلق مع مشروع المسيرة القرآنية يعلم علم اليقين أنه يحمل كفنه في يديه، لأننا نعمل مع الله سبحانه وتعالى. ولم يتطلب منا سوى كسر حاجز الخوف من الموت الذي حاولت الثقافة الوهابية المغلوطة ترهيب الأمة منه وتضليلها عن الحقيقة بترهات كثيرة لتمنعها من الجهاد الحق في سبيل الله، حتى جاء الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (سلام الله عليه)، ومن بعده السيد القائد الفذ عبدالملك بدر الدين الحوثي (سلام الله عليه)، فأيقظونا من سبات عميق، وبإذن الله ستقرع المسيرة القرآنية أبواب القدس، وهذا وعد الله لنا، ولن يخلف الله وعده.

من شارك أو أسهم في اغتيال الصماد سينال جزاءه
 ما صحة الرواية التي تفيد بأنه تم دس شريحة تحديد مواقع وتتبع في جعبة أحد مرافقي الرئيس؟ وما هي الروايات التي لديكم؟ 
- يجب أن يوجه هذا السؤال إلى الجانب الأمني للإجابة عليه، كونه المخول بالإدلاء بتصريحات في هذا الخصوص، فنحن لا نريد أن نطلق كلاما جزافا لسنا متأكدين من صحته، لكن الآن هناك محكمة تخوض هذا الغمار، وبإذن الله من أذنب أو شارك في قتل هذا الشعب وليس الرئيس الصماد سينالون جزاءهم، وسيكون الندم والخزي والعار مصيرهم المحتوم.

قضية اغتيال الصماد حساسة وغير قابلة للارتجالية
  ما طبيعة الخلية التي تحاكم في جريمة الاغتيال؟ 
-هناك أسماء كثيرة بدءاً من رئيس نظام العدو الأمريكي دونالد ترامب، وانتهاء ببعض المرتزقة الذين باعوا شعبهم وأرضهم وعرضهم مقابل حفنة من المال، وأجهزة الأمن لا يمكن أن تطلق اتهامات باطلة أو ظالمة أو مزاجية بحق أحد، خصوصاً في هذه الجريمة الحساسة غير القابلة للارتجالية.
ودائما عودتنا أجهزة الأمن أنها لا توجه الاتهامات إلا بعد استيفاء 90٪ من الحقائق والأدلة الدامغة على ضلوع شخص لتوجه أصابع الاتهام إليه، والمسيرة القرآنية من طبعها أنها تتجه دوما إلى الإنصاف وإلى إحقاق الحق

تظاهرة البنادق شاركت فيها وجوه لم تشارك في فعالية قبلها أبداً
  ما مدى فعالية تظاهرة البنادق التي دعا إليها الرئيس الصماد قبل استشهاده ردا على تصريحات العدو الأمريكي؟ 
- بالنسبة لمسيرة البنادق التي دعا إليها الشهيد الرئيس قبل اغتياله، فقد خرج فيها أكبر عدد شهدته المحافظة، فقد قدم أبناء تهامة من كل عزلة وقرية ومديرية ومنطقة، وأقسم لكم بالله إنني وجدت بين المشاركين رجالاً مسنين ووجوها لم تشارك في تظاهرة أو مسيرة قط إلَّا في هذه، تلبية لدعوة الرئيس الصماد. وقد أعلن أبناء الحديدة تصريحهم الشهير خلال المسيرة أنه بعد الصماد لا خطوط حمراء.

حاول العدوان ترهيب الناس لمنعهم من الخروج في مسيرة البنادق
  كيف جرت المسيرة في غياب الرئيس؟ وما هي المخاطر والتهديدات التي واجهتها؟
- حاول تحالف العدوان الأمريكي السعودي ومرتزقته ترهيب الناس لمنعهم من المشاركة من خلال الغارات التي شنها طيرانه المعادي على المطار وخلف المنصة قبل وأثناء مسيرة البنادق، إلا أن المشاركين جميعهم، وبينهم من قدم من أقاصي الوطن من الجوف ومأرب، لم يتزحزحوا وظلوا ثابتين. 
وكانت المسيرة الحاشدة بمثابة مهرجان وفاء للشهيد الرئيس، وأعتقد أن حجمها فاق أحجام الحشود التي خرجت من قبل في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، وكيف لا يحمل اليمنيون الوفاء خصوصا لمن قدم روحه الطاهرة فداءً لهم، ولهذا البلد، وخرج وهو يعلم أن هناك عدواً يتربص به من كل جهة وجانب، ويستخدم الطيران والأقمار الاصطناعية والجواسيس والمرتزقة وكل الإمكانيات، فقد فاز الصماد ورب الكعبة، وباستشهاده قهر أعداءه ونال ما كان يصبو إليه ودأب على تحقيقه.

واحد ممن كنت أراجع للإفراج عنهم اعترف برفعه إحداثيات منزلي للعدوان
  هل حاول مطبخ تحالف العدوان ترهيبك أو ترغيبك عقب واقعة الاغتيال وخلال مرحلة هجومه الأكبر على الحديدة؟
-الأحد الماضي وصلنا تقرير من الجهات الأمنية المختصة بمكافحة الإرهاب عن بعض العناصر الإجرامية التي تعمل على رفع الإحداثيات لتحالف العدوان، وكنت أراجع للإفراج عنهم، وتضمن اعترافات لهم من بينها الأماكن التي أرسلوا إحداثياتها للعدو ليقصفها، ومن بين الأماكن منزلي.
ومحاولات العدوان في الترهيب والترغيب وإرسال التهديدات تأتينا بشكل مستمر، ونحن نعلم وندرك جيداً أن هذه هي لغة الضعفاء والمفلسين والمنكسرين.
وأيام ما كنا زملاء مع الأستاذ صلاح الدكاك في الحوار الوطني، بمجرد انتهاء الحوار أرادوا منا الذهاب للرياض مقابل مبالغ تراوحت بين 500 ألف ومليون ريال سعودي، ورفضنا ذلك.

الهيج قدم استقالته بمحض إرادته واتفاق السويد منع قرار تعييني محافظاً
  كيف جرت عملية تنحية حسن الهيج المحافظ السابق؟ ولماذا لم يصدر قرار بتعيينكم على رأس السلطة المحلية في الحديدة حتى الآن؟ 
-الأستاذ حسن الهيج لم تتم تنحيته، بل قدم استقالته بمحض إرادته لوزير الإدارة المحلية، ونحن نكن له كل الاحترام، ونكمل ما بدأ به من أعمال.
أما في ما يخص الجزء الثاني من السؤال والمتعلق بسبب عدم اصدار قرار بتعييني محافظا للحديدة، وبقاء صفتي قائماً بأعمال المحافظ، فذلك يعود إلى اتفاق السويد، ونحن ملتزمون ببنوده التي من بينها بقاء الوضع في الحديدة كما هو عليه. ومسألة القرارات وغيرها هي ثانوية بالنسبة لكل مجاهد في الميدان، ولا يعيرها أي اهتمام، وعمل الشخص أو المسؤول المجاهد في الميدان هو قراره.

ما يحدث في الدريهمي أكبر مظلمة في الكرة الأرضية
  نسمع يومياً عن خروقات العدوان ومرتزقته بحق اتفاق السويد، فإلى متى سيصمد هذا الاتفاق؟ وهل سيستمر الحال كما هو لاسيما في حصار الدريهمي؟ 
- نحن في السلطة المحلية للمحافظة وفريق التنسيق الوطني لإعادة الانتشار، نعمل على رصد هذه الخروقات، أما حصار الدريهمي فأولا خارجهم الله من وباء كورونا، وأصبح كحجر صحي، وكما تحدث قائد الثورة عن أن الحصار الذي يفرضه تحالف العدوان على الوطن أسهم في إبعاد الوباء عن اليمن.
الأمر الآخر، أكبر مظلمة في الكرة الأرضية في هذا القرن من الزمن هو ما يحدث في الدريهمي، وهو أشبه بسيناريو تكرر لما حدث في شعب أبي طالب في آيات قرآنية تتكرر على أرض الواقع، وربما أشد من سابقاتها، فعندما يصل الإنسان إلى أكل الشجر في الألفية الثالثة، فهذا سيظل سواداً على جبين ووجه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات التي تدعي الإنسانية.
 هل سنشهد عملية كسر لحصار الدريهمي، خصوصاً مع عدم تحريك الأمم المتحدة ساكناً بخصوص هذا الحصار؟
- إنهاء الحصار شأن عسكري، ونحن كسلطة محلية منتخبة مكونة من 18 عضواً وصلنا إلى المحافظة عبر صناديق الاقتراع بعكس ما يحاول الغزاة والمرتزقة إيهام المجتمع الدولي به، فنحن فمع السلام، وملتزمون باتفاق ستوكهولم. 

لصحيفة «لا» الدور الأبرز في التوعية الناضجة للمجتمع
 كلمة أخيرة لكم ونحن على موعد مع الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس الصماد؟
- العمل هنا جارٍ على قدم وساق استعداداً لاستقبال هذه الذكرى المؤلمة، وهي الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس صالح علي الصماد، وأبناء الحديدة متأثرون جداً بهذه الذكرى، لأن المصاب بيننا، ولكننا نحمد الله على أن دماءه الطاهرة ثورت براكين لدى أبناء تهامة، كما فعلت دماء الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي لدى أبناء الوطن في عموم المحافظات، واليوم بفضل الله كما قال السيد عبدالملك، نحن أقوى من ذي قبل، وقد عملنا في الحديدة على تغيير اسم مستشفى العلفي من مركز الساحل الغربي الطبي التعليمي إلى مستشفى الشهيد صالح الصماد، ونبني الآن نصبا تذكاريا له. 
وأوجه الشكر والتقدير لربان صحيفة «لا» الأستاذ والزميل القدير صلاح الدكاك الذي نأخذ منه كل الإيجابيات، ولكونه أديباً وصحفياً ومثقفاً يمنياً كبيراً، فقد كان ولازال له ولطاقم عمل صحيفته المحترف الدور الأبرز والكبير في إعداد وعي ناضج لدى المجتمع اليمني في هذه المرحلة التاريخية والفاصلة، كما الشكر والتقدير والاحترام للصحيفة التي طالما اعتدنا منها أن تقول دائما «لا».