ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلا عن 4 مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين ومصادر سعودية قريبة من العائلة الحاكمة، أنه تم منع الأمير محمد بن نايف من السفر خارج المملكة، وتقييد تحركاته داخل الأراضي السعودية، ووضعه تحت الإقامة الجبرية في قصره بمدينة جدة.

وقال المسؤولون للصحيفة إن هذه القيود على ولي العهد السابق تستهدف التصدي لأي نزعات معارضة محتملة لولي العهد الجديد محمد بن سلمان، الذي تم تعيينه الأسبوع الماضي بدلا من ابن عمه.

وحسب الصحيفة، فمن غير الواضح متى ستنتهي مدة هذه القيود.

ونصح مستشار لدى الديوان الملكي السعودي الصحيفة بالتوجه بالأسئلة بهذا الشأن إلى وزارة الإعلام السعودية للحصول على توضيحات. لكن "نيويورك تايمز" لم تتمكن من الاتصال بالوزارة أمس الأربعاء، أما مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية السعودية، اتصلت به الصحيفة هاتفيا، فوصف هذه الأنباء بأنها كاذبة ولا أساس لها من الصحة.

وذكرت الصحيفة بأن محمد بن نايف خسر، إضافة إلى موقعه كولي للعهد، منصب وزير الداخلية الذي شغله بدلا منه أمير شاب يبلغ من العمر 33 عاما فقط.

وأعادت "نيويورك تايمز" إلى الأذهان أن ولي العهد السابق كان يحظى باحترام عميق في واشنطن وعواصم أجنبية أخرى بفضل جهوده لتفكيك شبكات تنظيم "القاعدة" داخل المملكة.

وقال مسؤول أمريكي كبير للصحيفة "ذلك يظهر أن محمد بن سلمان لا يريد أي معارضة، ولا يريد أي تحركات من خلفه داخل العائلة. يريد الصعود مباشرة، دون أي معارضة، لكن ذلك لا يعني أن محمد بن نايف كان يخطط لشيء ما".

وتابع المسؤول أن حكومة الولايات المتحدة على اتصال بوزارة الداخلية السعودية، مؤكدا أن المسؤولين الأمريكيين لم يقيموا أي اتصال رسمي بمحمد بن نايف، لكنهم يراقبون التطورات في المملكة عن كثب.

وأضاف: "أن محمد بن نايف، كان صديقا وشريكا ممتازا، ولا نريد أن نراه يعامل بشكل غير لائق أو بقلة احترام".

وذكرت "نيويورك تايمز" أن عددا من المسؤولين الأمريكيين المخضرمين في أجهزة محاربة الإرهاب والمخابرات عبّروا عن غضبهم من الوضع حول تقييد تحركات ولي العهد السابق، لكنهم تجنبوا الإدلاء بتصريحات علنية بهذا الشأن، خشية من موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنير المعروفين بدعمهما القوي للملك سلمان بن عبد العزيز ونجله.

وقال مصدر سعودي قريب من العائلة الحاكمة إن فرض القيود على محمد بن نايف جاء مباشرة بعد ترقية محمد بن سلمان من منصب ولي ولي العهد إلى ولاية العهد.

وبعد الإعلان عن هذا التغيير ومراسم المبايعة، عاد محمد بن نايف إلى قصره في جدة، ليكتشف أنه تم استبدال حراس آخرين موالين لمحمد بن سلمان بحراسه الشخصيين.

ومنذ ذلك الوقت، لم يُسمح له بمغادرة المكان، حسب المصادر التي تحدثت معها الصحيفة.