زاكي الكرام

زاكي الكرام / لا ميديا -
يقال «إذا كان عملك جيداً فلا تخش شيئاً»، ولأن «واثق الخطوة يمشي ملكاً» فما بالك إن كان الحديث إلى الصحافة عن مهامك من موقع مسؤوليتك، ودائماً الصحافة جنباً إلى جنب في الميدان مع كل عملٍ يستحق تسليط الضوء عليه، وصحيفة «لا» دائماً رفيقة النجاحات والصمود في كل الميادين التي تمس حياة المواطن مباشرة، وتقول للمحسن أحسنت، وللمسيء أسأت، ومن هنا يأتي لفت الانتباه للهفوات التي قد يسهو عنها مسؤول ما، في العام الفائت أكثر من مادة صحفية اشتغلتها كانت عن أوضاع سير العملية التعليمية، وكان التعاون رائعاً جداً من قبل المختصين، وهذا العام يبدو من بدايته أنهم غيروا طريقة تعاطيهم مع الوسائل الإعلامية..!
لأسبوعٍ ونصف ونحن نتواصل مع أكثر من مسؤول مختص في وزارة التربية والتعليم، وكل واحد فيهم يلقي الحمل على زميله الآخر، وهكذا من مصدر إلى مصدر بطريقة هلامية، وأربعة مدراء مدارس بالعاصمة، كانت إجاباتهم بالحرف الواحد: «نحن لا نستطيع أن نعطيكِ أي معلومات، لدينا توجيهات بعدم الحديث لأي صحفي مهما كان»...! أي والله هذا الرد الموحد الذي جعلني أشعر أنني أطلب منهم (معلومات عسكرية سرية)، وليس مجرد معلومات عادية عن معاناة انعدام الكتاب المدرسي، وصمود العملية التعليمية في ظل الوضع الراهن، وعن جهود الوزارة في ذلك.
ورغم ذلك لم أيأس، تواصلت مع مختص آخر يستطيع باتصالٍ هاتفي أن يوجه أي مدير أو مديرة للحديث عن العملية التعليمية، فقال لي: أنتم يا صحفيون سبب كل خراب وتمرد، وكلما هدأت العملية التعليمية تثيرونها ونحن في عدوان و.. و.. و.. و.. إلخ.. فقلت له إن أولياء أمور الطلاب في المدارس الحكومية يشتكون من انعدام الكتاب المدرسي فقال: يسيروا ملح إيش أعمل لهم أولياء الأمور؟ أجي أغلق المدارس عشانهم؟! المهم وصلنا أن أرسل له المحاور ليقرأها، فمرت ثلاثة أيام دون رد قرأها ولاذ بالصمت، رغم أن محتواها عن معاناة انعدام الكتاب المدرسي وسير العملية التعليمية.
ويلاحظ الجميع أن الكتاب المدرسي متوفر في المدارس الخاصة، وليس جميع أولياء الأمور يستطيعون تسجيل أبنائهم في المدارس الخاصة بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور، وانقطاع المرتبات، والمدارس الحكومية هي مدارس الشعب بأكمله فقراء ومعدمين، الذين يمثلون غالبية الشعب، وبعد تقص شخصي قال مصدر (فضل عدم ذكر اسمه) إن وزارة التربية والتعليم تطبع الكتاب المدرسي للمدارس الخاصة، لأنها تدفع لها كاش، وعند سؤالهم عن الكتاب المدرسي وعدم توفره في المدارس الحكومية يتحججون بعدم وجود أحبار الطباعة و.. و.. و.. إلخ. 
والسؤال: ما هي جهود وزارة التربية والتعليم في حل هذه الإشكالية، بخاصة أن هذه مهمتها وعملها المنوطة بها، أم أنها وزارة للمدارس الخاصة ولمن يدفع أكثر؟

أترك تعليقاً

التعليقات