دفاعاتنا تبتر جناح العدوان
 

زين العابدين عثمان

زين العابدين عثمان / لا ميديا -
ما تزال الإبداعات العسكرية لوحدات الدفاع الجوي للجيش واللجان الشعبية في صعود متميز، وإنجازاتها التقنية والعملياتية في حالة توسع دراماتيكي، فقد حققت بفضل الله تعالى قائمة طويلة من الإنجازات النوعية في مضمار التصدي لطائرات تحالف العدوان (الأمريكي- السعودي- الإماراتي) وتحييدها بمستويات جيدة ومهمة. خلال الفترة الأخيرة أسقطت هذه الوحدات ما يقارب 20 طائرة دون طيار متعددة المهام، ونفذت عدداً من العمليات الاعتراضية لمجموعة من المقاتلات الهجومية الأمريكية والأوروبية على رأسها طائرات (إف 15) و"تورنادو" و"تايفون" وأجبرتها على مغادرة الأجواء.
أثبتت بعض المنظومات قدرتها العالية على تحييد ناجح لجميع الطائرات، خصوصاً الطائرات الطوافة وطائرات "درون" بأنواعها، منها أسطول طائرات "سكان إيغل" الاستطلاعية، وطائرات (إم كيو 9) و(إم كيو 1) الأمريكية، ونظيراتها الصينية "سي إتش 4" و"وينغ لونغ" وغيرها من الدرونات التي يستخدمها تحالف العدوان بكثافة في العمليات الجوية. وقد تمكنت وحدات الدفاع الجوي اليمنية من إسقاط طائرة بشكل أسبوعي وشبه يومي تقريباً، فخلال الأسبوع الماضي تم إسقاط 5 طائرات درون، منها طائرتان طراز (سي إتش 4) ، و3 طائرات طراز "سكان إيغل"، كما تم اعتراض مقاتلة (إف 15) بعملية نوعية.
أما منظومة "فاطر 1" فقد وصلت قدراتها إلى اعتراضات ناجحة ضد المقاتلات الهجومية التي يعتمد عليها تحالف العدوان، على رأسها مقاتلات (F 15) و(F 16) و"تورنادو" وغيرها، فخلال الأعوام الماضية تم إسقاط واعتراض عدد من الطائرات من هذا الطراز، ونستحضر هنا طائرة "تورنادو" التي أسقطت في العام المنصرم وتم أسر طياريها.
بالتالي، كان لهذه المنظومات المحلية الصنع السبق في تغيير قواعد المعركة الجوية وتفكيك تفوق العدوان فيها، فالمشاهد التي ظهرت في عملية اعتراض مقاتلة (F 15) قبل أيام أثبتت وبشكل دقيق مستوى القدرات التقنية لهذه المنظومات وفاعليتها في مواجهة هذا الطراز الذي يعد من أحدث مقاتلات الجيل الرابع الأمريكية، وتملك هذه المقاتلات مهارات وقدرات قتالية فائقة وأنظمة دفاع ذاتية متطورة منها أجهزة التشويش الإلكتروني والحراري المضادة للصواريخ والمناورة والسرعات العالية التي تصل إلى 2 ماخ.
لذا، فمجابهة مثل هذه التكنولوجيا المعقدة تعتبر إنجازاً كبيراً في أبعاده العسكرية والتقنية، كونه يحتاج إلى منظومات متطورة من الأجيال الذكية أمثال (إس 300) الروسية ونظيراتها من منظومات الجيل الرابع التي يمكنها التعامل مع أنظمة الحرب الإلكترونية والمناورة والسرعة العالية.
ما حققته منظومات الجيش واللجان ضد هذه التكنولوجيا يؤكد مستوى تطورها الذي بات ينافس المنظومات الحديثة عالمياً، ويؤكد أنها فاتحة لمرحلة يمكن من خلالها وضع حد لعربدة طائرات تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في أجواء اليمن على المدى القريب.
أخيراً، فإن تحالف العدوان اليوم وهو يتدحرج من السيئ إلى الأسوأ عسكرياً وميدانياً، سيكون أمام معادلات جديدة لا يمكن تجاوزها، وبمعنى أدق ستُقَص آخر أجنحته في الحرب، فبامتلاك اليمن قدرات دفاعية فعالة ضد الطائرات سيتلقى تحالف العدوان ضربة قاصمة تنهي أهم ركائز القوة الأساسية التي يعتمد عليها في عدوانه وفي عملياته العسكرية باليمن.

باحث عسكري يمني.

أترك تعليقاً

التعليقات