زين العابدين عثمان

زين العابدين عثمان / لا ميديا -

لقد حملت العملية الهجومية الكبرى والاستثنائية لسلاح الجو المُسيّر اليمني، الذي استهدف حقل الشيبة النفطي بالعمق السعودي، الكثير من المعادلات والرسائل الاستراتيجية نحو السعودية. فيما تعد أبرز وأقوى هذه الرسائل هي ما وجهت نحو دويلة الإمارات، والتي تعمدت القيادة العسكرية اليمنية توجيهها كرسالة تحذيرية للنظام الإماراتي، تتضمن "أن تترجم الإمارات انسحابها من العدوان على اليمن بشكل عملي قبل أن ينفد الصبر وتطلق يد القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير على المنشآت والمطارات الإماراتية وضربها كما هو الحال في السعودية".
إن استهداف سلاح الجو المُسيّر اليمني لحقل ومصفاة النفط المسمى "الشيبة" بالعمق السعودي، الذي يبعد عن الحدود اليمنية مسافة نحو 1100 كيلومتر ومن الحدود الإماراتية نحو 10 كيلومترات، إنما يأتي كرسالة تحذيرية كما سلف ذكره. وهذه الرسالة هي الثانية للإمارات بعد رسالة صاروخ الدمام. وقد اختارت قيادة صنعاء هذا الهدف الاستراتيجي والحيوي الذي يعد أحد أكبر وأهم الأهداف النفطية بالمملكة لكي تكون الرسالة واضحة وقوية، لتؤكد أن العمليات الهجومية القادمة لسلاح الجو المسير والصواريخ الباليستية البعيدة المدى ستنقض على الإمارات، وقد تكون المطارات في أبوظبي ودبي الأهداف التالية إذا لم يقم عيال زايد حاليا بترجمة انسحاب قواتهم من اليمن بشكل عملي ونهائي.
قائد الثورة سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته الأخيرة، وجه الإنذار الثاني لـ"عيال زايد"، وأوحى بأن العواقب ستكون كارثية على الاقتصاد الإماراتي إذا لم يكن هناك معطيات عملية تثبت انسحاب الإمارات من اليمن فعلياً. نحن في هذا السياق نود أن نقولها بلغة الحساب العسكري والاستراتيجي بأن المؤسسة العسكرية اليمنية اليوم أصبح لديها بالفعل فائض من القوة والإمكانات العسكرية المثالية لتقصف الإمارات بضربات مدمرة وقاتلة، فالأسلحة التي أصبحت في متناولها هي أسلحة استراتيجية ذات تطور تقني وعملياتي، وتمتاز بالقدرات التدميرية والتأثيرية الحاسمة والوصول إلى أبعد الأهداف والنقاط الحيوية في العمق الاستراتيجي لدويلة الإمارات. فهناك منظومات "بركان 3" المتطورة التي يصل مداها من 1500 إلى 1800 كيلومتر، والمنظومات الجديدة من صواريخ كروز الاستراتيجية المعروفة باسم "قدس 1" التي يصل مداها إلى نحو 2000 كيلومتر، وهناك منظومات الطائرات المسيرة الشبيهة بالقنابل الطائرة والتي تتصدرها طائرات "صماد 3" الجيل الأحدث، التي تستطيع بلوغ مديات بعيدة تصل إلى 1500 و1700 كيلومتر، مع القدرة على المناورة والإصابة الدقيقة للأهداف. وقد أثبتت ذلك بقصفها عمليا مطاري أبوظبي ودبي الدوليين مطلع عام 2018 بفاعلية حاسمة.

هذه الأسلحة الاستراتيجية، مع ما تمتاز به من مديات وقدرات عملياتية تعتبر مثالية إلى حد كبير، وكافية لتطال كل شبر في الإمارات. وهذه هي المعادلة والحقيقة الثابتة؛ فالإمارات، الدولة الزجاجية الضعيفة التي تعاني من نقاط ضعف قاتلة في استراتيجيتها الدفاعية والاقتصادية، ستكون في أية لحظة تحت النار. واليمن بتأييد من الله تعالى وبأسلحته المتوفرة أصبح يستطيع إحراقها ككومة قش، بمناورات هجومية غير مسبوقة تجمع الصواريخ الباليستية والمجنحة والدرونات بعيدة المدى في حال ثبت عدم مصداقية عيال زايد في انسحابهم من اليمن.

(ملتقى الكتاب اليمنيين)

أترك تعليقاً

التعليقات