فؤاد المحنبي

فؤاد المحنبي / لا ميديا -
إخوتي الكرام، لن يتفق أبدا نور العطايا الربانية من كتاب الله الكريم مع ذرة من الشرك بالله في قلب أحد منا إخوتي وأخواتي الكرام. فهل آن لنا أن نكفر بالطاغوت مهما كان ومن أي طريق كان؟ وهل آن لنا الآن ألا نستعظم من يخالف كتاب الله بل نستحقره ونكفر به؟
إخوتي الكرام، إن الأحاديث في البخاري ومسلم أحاديث صححها البخاري ومسلم، ثم صحح علماء الحديث من بعدهما بعضا من هذا الذي كان يظن أنه الصحيح، وتوالت كتب الصحاح: ابن حبان والترمذي وابن ماجه وسنن الدارمي والدار قطني والحاكم والأكبر والأوسط والأصغر... وخلال تلك الفترة وما تلاها أيضا أخرجت للأمة كتب ومصنفات في الحديث تكشف لنا الكم الهائل من الأحاديث الموضوعة والضعيفة، إلى أن جاء الألباني قريبا وفي فترة وجيزة أصبح مصحح أحاديث. والمصيبة والكارثة في هذه الأمة أنه لم يأت من بينها شخص عربي مسلم ليصحح الأحاديث بعرضها على كتاب الله ليتبين صدقها من عدمه، بل لا بد أن يكون من خراسان أو بخارى أو طبرستان أو ألبانيا، ويصحح على أساس تراجم وسير ذاتية للرواة دون أن يكون للقرآن علاقة، سبحان الله عما يصفون. ووالله إنني كنت أظن الألباني عالما عربيا من أمة الإسلام، وأن هذا اللقب قد يكون متصلا باللبن فقط، الألباني، ولكن صدمت حزنا حين علمت أنه نسبة إلى ألبانيا، وذلك تحقيرا وزيادة في إذلال هذه الأمة الإسلامية التي تتلقى وتتلقف أي شيء يقال لها وتجعل له قداسة تعدل به قداسة ما أنزل الله تعالى إليها من وحيه تبارك مولانا العظيم جل جلاله.
إخوتي الكرام، ليس لدي في دين الله أي مناطقية أبدا، فمرحبا بالحق من أي بلاد جاء، ولكن ليس بهذا التعمد المزري، أن يكونوا جميعهم ممن فتحت لهم أبوابستان ليتحدثوا ويصححوا، ونحن ليس لنا الحق إلا أن نستمع ولا نرتاب وإلا وصمنا بالإلحاد وأننا نأكل لحوما مسمومة، فلا حق لنا في الاعتراض مهما رأينا التناقض مع كتاب الله بيناً وواضحا!
إخوتي وأخواتي المؤمنين، هل يصبح البخاري ومسلم والألباني أصناما في قلوبكم؟! 
لن نتفق أبدا على صراط الله المستقيم إلا حين نستمسك بكتاب الله الكريم بقوة، بل وبكل قوة، ونعطيه مكانته وقداسته في قلوبنا، وننظر جميعا إلى هذه الكتب: البخاري و... و... بأنها على أقل تقدير كتب (يهودية) مدسوسة لإضلال الأمة.
نعم، وقد دسها أعداء الله على أمة الإسلام. هذه الكتب التي فتحوا لها دراسات وكليات وجامعات، وهي كتب تعج بالأحاديث المكذوبة على الله ورسوله، يسخرون بها منا ومن جهلنا، فكأنما نحن الأمة التي لا تميز ما يناقض كتاب الله المنزل عليها مما يتوافق معه! 
يضحكون علينا! 
في البخاري ومسلم فقط هناك مئات الأحاديث التي دسها المتحذلقون المشبوهون والمتلبسون بالإسلام لتخريبه والإطاحة به من الداخل، أحاديث ملفقة، وهي تصنف عند الرجال بالكاذبات، وتسمى أحاديث العطارين. ففي فترة سلفت على عهد العباسيين وما تلاه ساد الاستهزاء والسخرية بدين الله تعالى لدرجة أن البضائع الكاسدة تسوّق بأحاديث مكذوبة على النبي الكريم، فالحبة السوداء حين قلّ طلبها في السوق لفّقوا لها على لسان النبي الكريم كذبا وزورا عشرات الأحاديث، وكانوا يستلمون من العطارين مبالغ تافهة مهما كانت طائلة يشترون بها جهنم وبئس المصير. 
إخوتي الكرام، وهناك أحاديث عن السنا (الشربة)، والسنوت (البقدونس، واختلف فيه)، وعن الخل وعن الدباء وعن العسل... فلا أعلم من كتاب الله صحة إلا للعسل فيه شفاء للناس، لتوافق ذلك مع كتاب الله، وحتى ما زادوا في العسل من أمور ومن مغالاة فهي أحاديث تضاف إلى أحاديث العطارين باع كاذبوها بها آخرتهم واشتروا جهنم بثمن بخس دفعه العطارون لإنفاق السلع وترويجها بأحاديث تصدقها الأمة جيلا بعد جيل. 
حتى التمر، انظروا إلى حديث عجيب: "سبع تمرات من العجوة كل يوم على الريق تقيكم السحر"! طوبى لتجار تنكات التمر!
فكان العطارون وبائعو الخضار والفواكه يلجؤون إلى هؤلاء ليسندوا لهم أحاديث كاذبة تروج بضائعهم.
إنها كتب يهودية اقرأها أخي الكريم وصدّق منها ما أيّده كتاب الله فقط، تجده نادرا وقليلا جدا، وأما الباقي المخالف لكتاب الله خلافا صريحا واضحا فارم به تحقيرا وإهمالا بعيدا عن قلبك واهتمامك، ووالله لن تأثم، بل إن لك عند الله لأجرا عظيما، لتحطيم أعظم الأصنام التي أضاع بها أعداء الله ورسوله أمة الإسلام، وجعلتهم غثاء كغثاء السيل.
نحن لا نقول نكفر بالأحاديث ونتركها... ولكن إذا عرفنا مع الأيام حديثا منها يتناقض مع كتاب الله فلنرم به عرض الحائط. أليس ذلك عدلا؟!
إذا لم يكن ذلك عدلا فما الذي يريدون منا أن نتبع ونصدق؟! حتى ما يتناقض مع كتاب الله؟!
انظروا أحبتي الكرام هذه القائمة وهاتوا الحكم، والحكم لله خير الحاكمين. أئمة الحديث الستة وغيرهم: البخاري من بخارى، مسلم من خراسان، النسائي من نسى من خراسان، أبو داود من سجستان، الترمذي ولد في ترمذ بأوزباكستان وفيها توفي، ابن ماجه من قزوين، البيهقي من خراسان، الدارمي من سمرقند، ابن حبان من سمرقند نيسابور، الحاكم من نيسابور، الطبراني ولد في عكا فلسطين بطبريا، وتعلم لدى أبو عوانة الإسفراييني من نيسابور، وتوفي في أصفهان، وأخيرا الألباني من ألبانيا. ومع الأيام قد يأتي شخص مصحح أحاديث من بريطانستان!
يجب على الأمة الإسلامية أن تتقي الله وتعيد النظر في موروثها وتعيد الاستمساك بكتاب الله بكل قوة. ما لكم لا ترجون لله وقارا؟!
ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

أترك تعليقاً

التعليقات