العدوان: سنة سابعة فشل!
 

خليل العُمري

خليل العمري / لا ميديا -
حين أطلقت الرياض عدوانها على اليمن في أواخر أذار/ مارس 2015، كان خطابها مجلجلاً يعكس ثقة مطلقة في قدرة قواتها الجوية على إنجاز المهمة.
أما مبعث هذه الثقة فكان الوضع المزري للجيش اليمني، الذي هبطت جهوزيته بنسبة 75% بعد أن تمكنت السعودية من خلخلته والعبث بأسلحته الرادعة عبر ما سمي "لجنة إعادة الهيكلة" التي فرضتها التسويات القائمة بعد الثورة الشبابية على نظام الرئيس علي صالح عام 2011.
كان الجهد العسكري للعدوان يعتمد في الأساس على غارات جوية كثيفة لتدمير المطارات والقواعد الجوية والمعسكرات ومخازن السلاح، بالإضافة إلى الطرق الواصلة بين المحافظات لشل حركة ما سيتبقى من الجيش ومعهم اللجان الشعبية أيضا.
كل ذلك بموازاة خطة للاجتياح البري تبدأ بإنزال بحري في عدن، ثم 3 حملات برية قوامها عشرات الآلاف من المرتزقة اليمنيين والأجانب، مسنودين بمئات المدرعات.
الأولى تنطلق من عدن إلى باب المندب ثم تتجه شمالا بمحاذاة الساحل. والثانية تقابلها من الشمال منطلقة من جيزان وتكون الحديدة نقطة التقاء الحملتين، والهدف عزل الهضبة الداخلية عن البحر وحصاره. أما الحملة الثالثة ففي الشرق، من مأرب على صنعاء لاقتحامها.
بالمقاييس المادية والحسابات الرقمية المجردة والمعطيات الجغرافية والديموغرافية تبدو الخطة مثالية، لولا أنها تُغفِل دروس التاريخ التي ما برحت تؤكد أن رياح التحرر العاصفة من أعماق الشعوب المنتفضة تأتي دوما على غير ما تشتهي سفن الغزاة.
خلال الشهور الأولى استطاع اليمنيون امتصاص الضربة، وإعادة تنظيم الوحدات العسكرية، والتف الشعب حول الجيش واللجان معززا الجبهات بعشرات الآلاف من المقاتلين.
ففي محور الحدود الشمالية الغربية لم تعجز المدرعات السعودية وجحافل المرتزقة عن التقدم ولو كيلومترات قليلة في منطقة سهلية تشكل الميدان الأمثل للدبابات فحسب، بل فشلت في الصمود أمام الهجمات المقابلة للمقاتلين اليمنيين الذين توغلوا في العمق السعودي.
وفي جنوب الساحل الغربي اضطر العدوان تحت ضربات الجيش واللجان الشعبية إلى سلوك شريط ساحلي ضيق وصولا إلى جنوب مدينة الحديدة حيث اصطدم بمقاومة باسلة طحنت أرتاله المهاجمة فوجد له مخرجا من المحرقة بالتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بالسويد أواخر عام 2018.
أما في مأرب فظل العدوان رغم إمكاناته الهائلة يراوح في مديريتين اثنتين هما "صرواح" و"نهم" طيلة 4 سنوات وصولا إلى أوائل العام الماضي حيث قلبت قوات الجيش واللجان طاولة العدوان وبعثرت أوراق مخططه بهجوم كاسح كنس الغازي ومرتزقته من مديريات "نهم" و"صرواح" و"مجزر" و"مدغل" و"رغوان" وصولا إلى تخوم مدينة مأرب، أهم وآخر معقل للمرتزقة في شمال اليمن.
وعلى الجبهات الرئيسة الثلاث (مأرب، والحدود، والساحل الغربي) دمر المقاتلون اليمنيون ما يزيد على 14 ألف آلية للعدوان، وتكبدت السعودية والإمارات أكثر من 11 ألف قتيل ومصاب، بالإضافة إلى أكثر من 8 آلاف مرتزق سوداني.
الحرب التي توهم التحالف السعودي الإماراتي أنه سيحسمها في شهرين، دخلت عامها السابع.
وبعدما أزبد العدوان طويلاً، بشعاره العتيق "قادمون يا صنعاء"، أضحى كل همه اليوم أن يحشد الضغوط الدولية على صنعاء، لإيقاف زحف الجيش واللجان على مرتزقته في مأرب.

أترك تعليقاً

التعليقات