صبحنا يشرق من اليمن
 

ناصر قنديل

ناصر قنديل / لا ميديا -
صباح القدس لليمن يترجم مفهوم الصدمة ولا يتلقاها، حيث تُقدم الإغراءات الأمريكية لليمنيين ليقبلوا حلولا في منتصف طريق حقوقهم فيردون: "يعاد الحق كاملا أو يكون الباطل"، و"نصف الحرية عبودية، ونصف السيادة تبعية". فهل هؤلاء تحت الصدمة وهم جياع وعراة وحفاة ومحاصرون والدمار يحيط بهم من كل اتجاه؟!
وها هم اليمنيون يصيبون البيئة السعودية بالصدمة، والصدمة فعل ذهول، فماذا جلبت لهم حرب محمد بن سلمان؟! وأين النصر الموعود، وقد صارت جدة والرياض تحت نيران القصف وليلها صار نهارا، واليوم قد لا تكون هناك محروقات في محطات البيع بعد حريق أرامكو؟!
من معادلة اليمن المحاصر يمكن فهم كل ما سيحصل في المنطقة، فالعروض الأمريكية المبنية على مقايضة نصف الحق بنصفه الآخر مردودة في الملف النووي الإيراني، وفي السيادة الموحدة في حسابات سورية، وفي مستقبل الجولان، ومصير الحدود السورية ـ العراقية، والحدود السورية ـ اللبنانية، فشعوبنا هي "الحرة التي تجوع ولا تأكل من ثدييها".
هذا ليس كلاما ولا شعرا ولا شعارا، وانظروا إلى اليمن وفلسطين حيث الحصار، حصار كامل، فالجوع لا يغضب، بل الفساد وسوء إدارة شؤون العباد هو الذي يستجر الغضب، فليخشَ الفاسدون من غضب الناس، فهذا غضب مقدس، أما الغضب المستأجر لحساب الخارج لإضعاف التمسك بالحقوق فسيعزله ويحاصره الناس الطيبون، لأنهم يدركون ويعرفون كيف يميزون النفاق من الصدق.
لن نخشى الخوض في غمار الغضب، ولا الخوض في غمار الثبات، ونسير بهما معا، وصبحنا يشرق كلما نظرنا صوب اليمن، وعقدنا مقارنة بين ارتباك الحكم السعودي ويقين أنصار الله، وكلما شاهدنا مليونيات صنعاء تحت غارات الطيران، وشوارع الرياض المقفرة خشية صواريخ قيل إنها آتية.
هذا هو يقين صباح القدس المشرق، وبوصلته حق لا يضيع ولا يقبل القسمة، وغضب لا تضيع له بوصلة، ويميز الحق من الباطل.

 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات