هاشم أحمد شرف الدين

أقر بادئ ذي بدء بأن أي تناول لكلمات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، قد ? يعدو عن ترديد عباراته والتفاتاته بأسلوب أو بآخر، لأن كل جملة فيها تحمل الكثير من الإيضاح اللازم لتنبيه الغافلين، وإيقاظ النائمين، وتذكير الناسين، ولهذا فلا يسع من يكتب متناولاً كلماته سوى محاولة اكتشاف بعض المقارنات والمقاربات، والبناء عليها، ووفقاً لهذا سأتجرأ على التناول مستعيناً بالله تعالى، مركزاً تناولي على الجزء المتعلق بموضوع مناسبة كلمته، الخميس الفائت، وهي الصرخة (الشعار):
15 سنة ما بين أول إطلاق للصرخة على لسان الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، وبين ترديدها على لسان السيد القائد حفظه الله تعالى، في كلمته بمناسبة الذكرى السنوية لها، والتي تمكن خلالها من تقديم مقاربات بين دوافع نشأة المشروع القرآني الذي تمثل الصرخة (الشعار) واجهته، وبين ضروريات استمراريته وحتمية ديمومته، كحالة تتطلبها أخطر مرحلة لم يعد يمهد العدو الأمريكي خلالها لتحركاته، بل أصبح يضرب دونما مبا?ة في جسد الأمة، وبالاعتماد أيضاً على أنظمة عربية لم تعد تخجل من كشف خضوعها التام وتبعيتها المطلقة للعدو..
إن اللافت الأبرز في كلمة السيد القائد هو البعد العام الذي قدمه للشعار، كشعار للأمة جمعاء ليس محصوراً بجماعة معينة أو فئة محددة أو طائفة ما أو حتى شعب ما، فقد حرص على استهلال كلمته بتوطئة عن دواعي المشروع القرآني وإطلاق الصرخة والشعار بداية عام 2002م، كتحرك في مواجهة مخطط عدائي أمريكي يستهدف الأمة بكاملها، وليس أفغانستان أو اليمن أو العراق مثلاً..
لقد حرص السيد القائد على تعزيز الشعور بعمومية الشعار بحرصه على استكمال كلمته دون الخوض في تفصيلات محلية رافقت انطلاقة المشروع القرآني في اليمن، أو إلى ما تعرض له الشعار ومرددوه من قمع وصل حد الحرب والقتل، بل أخذ يتحدث عن استهداف العدو الأمريكي للأمة ككل، موضحاً أنواع الاستهداف وغاياته التي تضمن حتماً تحقيق المصلحة الأمريكية الكاملة على حساب الأمة ودينها وحريتها وكرامتها وحياتها.. وحتى وهو يذكر مخطط تقسيم اليمن كان قد استبقه بالحديث عن مخطط تقسيم الدول العربية وتفكيكها في العراق وسوريا ودول المغرب العربي، بل تحدث أيضاً عن تقسيم قادم للدول التي تحكمها أكثر الأنظمة العربية عمالة كالسعودية والإمارات..
ولتعزيز الرسالة عن عمومية المشروع والشعار على مستوى ا?مة، مضى السيد القائد بالحديث عن القضية الفلسطينية ومستجدات الاعتداء الإسرائيلي على المسجد الأقصى، مؤكداً - بلسان يمثل كل أحرار الأمة - استعداد اليمنيين للقتال ضد العدو الصهيوني في الأراضي العربية المحتلة، مصداقاً لكون شعار ينص على (الموت لإسرائيل) ? يمكن لأهله أن ينسوا أو يتناسوا فلسطين، كما تفعل الأنظمة العربية العميلة..
ولم يفت السيد القائد - الذي نقلت حوالي 20 قناة تلفزيونية عربية وإسلامية كلمته المتلفزة - أن يخاطب الشعوب العربية والإسلامية، وليس الشعب اليمني فقط، بالحديث عن مسؤوليتهم أمام الله في مواجهة العدو الأمريكي، وعن ضرورة أن تكون لهم مواقف مخالفة لمواقف ا?نظمة الحاكمة لدولهم، وكذلك الحديث عن التيارات الدينية والقومية داخلها التي باتت عميلة للعدو، وتخلت عن شعاراتها ومبادئها..
باختصار.. لقد أراد السيد القائد - في كلمته - أن يقول لنا إن المشروع القرآني كبير كبر القرآن، وإن عموميته تشمل الأمة بل الكرة الأرضية كلها، كخيار للوقوف أمام المعتدين المستكبرين الظالمين، وإن علينا أن نوسع من نظرتنا له وفهمنا لدوره، وأن ندرك أبعاد الشعار، وأ? يجرنا البعض إلى جزئيات تصرفنا عن تركيز الاهتمام والجهود في مواجهة العدو الأكبر الحقيقي، المتمثل في أمريكا وإسرائيل..
وبقدر ما كانت كلمة السيد القائد كلمة توعية وتحصين وتحميل للمسؤولية، فقد كانت كلمة براءة كاملة من أمريكا وإسرائيل وعملائهم تماماً كالصرخة (الشعار)، وبامتياز..
فطوبى للسيد القائد، وأنعم بسيد الشعارات..
الله أكبر..  الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام

أترك تعليقاً

التعليقات