أحمد فؤاد الشامي

أحمد فؤاد الشامي / لا ميديا -
يعد الإعلام إحدى أهم الأدوات الاستراتيجية في أي دولة لمواجهة الأعداء والتحديات. فهو ليس مجرد وسيلة لنقل المعلومات أو الأخبار، بل يمثل قوة ناعمة قادرة على تشكيل الرأي العام، وبث الوعي، وتعزيز الوحدة الوطنية، فضلاً عن فضح خطط الأعداء وإفشال محاولاتهم لتقويض أمن واستقرار الدول.
كما أن الإعلام يلعب دوراً حيوياً في نشر الوعي بين أفراد المجتمع حول الأخطار التي يواجهونها، سواء كانت عسكرية، اقتصادية، ثقافية، أو سيبرانية... ومن خلال الحملات الإعلامية الموجهة، يمكن تحصين العقول ضد الشائعات والدعايات المضللة التي قد ينشرها الأعداء لزرع الفتنة والخوف.
لكن وللأسف نجد أن بعض المحسوبين على المسيرة والإعلام الوطني يمارسون دوراً لا يقل خطورة عن مخططات الأعداء، بتحويل منصاتهم إلى أدوات للنيل من شخصيات صادقة في توجهاتها وشريفة من أبناء المسيرة القرآنية، مستغلين أجواء المرحلة الحساسة التي يمر بها الوطن، في حين تتطلب المرحلة الحالية تكاتف الجهود وتوحيد الرؤى، وتسخير الإعلام اليمني لمواجهة العدو الحقيقي.
وما يثير الاستغراب هو ظهور تلك الأصوات بعد خطاب قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي وجه فيه انتقادات واضحة لغياب الإعلام اليمني في مواجهة العدو، ليأخذ بعض الإعلاميين هذه التوجيهات ويوظفها بعكسها للقدح والتشهير وتشويه الصورة الحقيقة أمام الشعب.
في وقت حساس شهد نجاحاً مالياً كبيراً تمثل في صرف المرتبات وسط تحديات اقتصادية خانقة، تنطلق حملات إعلامية ممنهجة ضد وزير المالية الأستاذ عبد الجبار أحمد، في محاولة لبث الإحباط بين المواطنين من هذا الأمر وإثارة القلقلة والتشكيك في مصداقية القيادة والنيل من إنجازات الحكومة. هذه الحملات تتسم بأساليب انتقادية سلبية، وتستغل وسائل التواصل الاجتماعي كمنابر للسلطنة والابتزاز، دون مراعاة المسؤولية الإعلامية أو الحس الوطني.
إن هذه التصرفات غير المسؤولة تتطلب تدخلاً حازماً لضبط هذا الإعلام المتسيب، الذي أصبح يشكل عبئاً على الوطن بدلاً من أن يكون سلاحاً ضد العدو. يجب أن تتحول المنابر الإعلامية إلى أدوات بناء وتوعية، تسهم في تعزيز ثقة الشعب بقيادته وتدعم جهود الدولة في مواجهة العدوان وتحقيق الاستقرار؛ كون هذه الوسائل الإعلامية لا تنتقد فساداً واضحاً، بل تشن حملات إعلامية لتشويه صورة القيادات وتنتقد أساليبها وتطعن في حقوقها القانونية وطرق استخدامهم للإعلام.
الإعلام ليس سلاحاً للطعن وتوجيه الإهانات، بل منبرٌ لنقل الحقيقة، وسلاحٌ لمواجهة الأعداء. على الجميع تحمل مسؤولياتهم أمام الله والوطن والشعب.

أترك تعليقاً

التعليقات