لا عروبة إلّا في اليمن
- هيام وهبي السبت , 18 يـنـاير , 2025 الساعة 12:07:27 AM
- 0 تعليقات
هيام وهبي / لا ميديا -
عن اليمن المبارك (نصير الحق عبر التاريخ، ونصير غزة الصامدة).
هذا هو اليمن الأصيل، وهذا نهجه عبر التاريخ. يمن الحضارة والعراقة والأصالة والنخوة والشهامة...
لله درّك يا يمن؛ تنصر الحق وتعادي الباطل. قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: «يا أيُّها الذِّين آمنوا مَن يرتَّد منكُم عن دينهِ فسوفَ يأتي الله بقومٍ يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ أذِلَّة على المؤمِنينَ أعِزَّة على الكافرينَ يجاهِدونَ في سبيل الله ولا يخافُون لومَة لائِم ذلِكَ فضْل اللهِ يؤتِيهِ مَنْ يشاءُ واللهُ واسِع عليمٌ».
وقد رُوي عن رسول الله (اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد) حين سُئِل عن المقصود بهذه الآية من سورة المائدة أنه قال إنهم قومُ أبي موسى الأشعري؛ أهل اليمن، أصحاب الفضائل، أن الله يأتي بهم عند ارتداد غيرهم من قبائل العرب.
وعن الرسول (اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد): «أتاكم أهل اليمن، هم أرَّق قلوباً وأليَنُ أفئِدة، الإيمانُ يمانٍ، والفقهُ يمان، والحِكمَةُ يمانِيَةٌ».
أي أنّه كلما ضاق الأمر بالمسلمين، يأتي أهل اليمن ليذودوا عنهم ويفرِّجوا كربتهم وينتصروا لله والدين.
هذا هو شعب اليمن، أرقى شعوب الأرض، وأكثرها صبراً وجلَداً وقدرة على مقاومة أي طامع في أرضه.
أهل اليمن لطالما أعجزوا المحتل ودحروه عن أرضهم. هذا الشعب العظيم الصادق في إيمانه وعنفوانه وشموخه، نصَرَ الإسلام ورسوله في بداية الدعوة الإسلامية، ونصر إمام المتّقين علي بن أبي طالب حين قاتله أصحاب المطامع وأبناء الطلقاء وأجداد من يخذلون غزّة اليوم. اليمن الصامد تحت الحصار الظالم، هو من نصر أهل بيت النبوّة، أئمّة أهل البيت، الذين تعرضوا عبر التاريخ للقتل والتمثيل بجثامينهم الطاهرة ممن اغتصبوا الخلافة الإسلامية وغيّروا مسارها وحوّلوها إلى ملك عضوض. فمن قبائل اليمن الأصيلة كان قادة الفتوح الإسلامية من أجل نشر الإسلام، فوطئت أقدامهم معظم بقاع الأرض وصولاً إلى السند والهند، ولسان حالهم يقول:
يمانيون غير أنّا حُفاة
قد روينا الأمجاد جيلاً فجيلا
قد وطئنا عرش كسرى وقيصر
جدّنا صاحب الحضارات حِمْيَرْ!...
هذا هو شعب اليمن العظيم، في صدق إيمانه وتمسّكه برموزه الدينية.
وهذه ثقافته وهذا تراثه. يمن الحق والعدل ونجدة المظلوم والعروبة الحقّة، نصير الدين وحامي مقدساته، يمن البطولة والمقاومة الشرسة والصمود المدهش... هذا اليمن، ورغم الحصار الظالم عليه والحرب التي يخوضها بشجاعةٍ قلّ مثيلها، فهو وحده من يدفع ثمن العروبة المنسيّة اليوم، ينصر غزّة ويدافع عن فلسطين العربية وعن القدس والأقصى، ويكبّد هذا الكيان اللقيط والوحش الأمريكي والغرب الهمجي أكبر الخسائر...
الله الله يا يمن العزّة والشرف والكرامة!
يا أرض اليمن، أيتها الأرض المباركة، فليتعلّم منك عربان التطبيع أصحاب معاهدات الذل والخنوع، من هم شركاء في ذبح غزّة ونحر فلسطين وتدمير لبنان وسورية وعالمنا العربي... فليتنشقوا من شجعانك رائحة الشهامة والكرامة، فلربما تستيقظ ضمائرهم الميتة وقلوبهم المتحجِّرة التي لا تهتز إلّا خوفاً على مصالحهم وعروشهم!
أيها اليمن المقاوِم، ما أروعك!
يمن العقيدة الراسخة والعزّة والنخوة، يا من اختصرت أمجاد العرب كلها بأصالتك، كل الكلمات الرائعة في لغتنا العربية الجميلة لا تفيك حقّك، ولا تكفي لوصف عظمتك!
أيها اليمن المحاصر ظلماً وعدواناً ضمن مخطط جهنمي شاركت فيه كل قوى الشر من أجل إذلالك وقهرك، فما قهروا إلّا أنفسهم، ولم يقدروا على قهر إرادتك، ووقفت كالمارد العظيم مثل «نبتون»، إله البحار، بين أصابعك السماء بمسيِّراتك الإلهية، والبحار تحت قدميك الثابتتين، تصطاد سفن الشياطين القتَلة، وتتركهم يتلون فعل التوبة...
يا نصير الحق وسند المظلوم، أنت العقاب المرسل من الله لتمريغ أنف راعي البقر الأمريكي والغرب الذليل في الوحل!
أنت من صفع الصهيوني صفعة لم يستفق منها حتى اليوم وفي عقر «تل أبيب»!
فأنت من يؤدِّب الكيان المجرم!
أيها اليمن العزيز الكريم الأبِّي الأصيل... والله أحار في وصفك وشكرك!
لك كل التقدير والإجلال والإكبار...
شكراً من القلب، ولك كل الاحترام والحب، ولأرضك الطاهرة كل السلام، ولشعبك الصابر المؤمن المقاوم كل الدعاء بالصمود والنصر.
أشهد أنّك أنت وحدك كل العرب.
المصدر هيام وهبي
زيارة جميع مقالات: هيام وهبي