صرخة في وجه الخذلان
 

محمد العفاري

محمد العفاري / لا ميديا -
افتتح السيد القائد عبد الملك الحوثي حديثه الأخير بصرخة مدوية، صرخة ألم ‏على ما يرتكبه العدو الصهيوني في غزة، صرخة غضب على الصمت ‏المطبق من أمة يفترض بها أن تكون خير أمة أخرجت للناس. أكثر من أربعمائة وأربعين يوماً وغـزة تُذبح، وبيوتها تُدمر باسم «الدفاع عن النفس» كذباً وزوراً ‏وبهتاناً‎.
تحدث السيد القائد عن المجازر التي تُرتكب كل يوم، عن القنابل الأمريكية ‏التي تحصد الأرواح، عن الحصار الخانق الذي يمنع الغذاء والدواء، عن ‏استهداف المستشفيات والكوادر الطبية، عن الجثث المتناثرة في الشوارع، ‏عن تدمير مقومات الحياة في جباليا وغيرها..‎.
لم يكتفِ بوصف المشهد، بل حلل أسبابه، وكشف تواطؤ دول الغرب، ‏وعلى رأسها أمريكا، التي تُقدم الدعم المطلق للكيان الصهيوني، وتُغطي ‏على جرائمه‎.
لم يقتصر الحديث على غـزة، بل امتد ليشمل لبنان وسورية، حيث يواصل ‏العدو اعتداءاته وتوغله، ضارباً بعرض الحائط كل الاتفاقات والمواثيق.، ثم انتقل السيد العلم إلى نقطة جوهرية، وهي مسؤولية الأمة عن هذا ‏الوضع المأساوي. تساءل بمرارة: ما الذي يشجع العدو على كل هذه الجرائم؟‎!
وأجاب بصراحة: التخاذل العربي والإسلامي، وتواطؤ بعض ‏الأنظمة والجماعات. هذا التخاذل الذي جعل الأمة في ذيل الأمم، بعد أن كانت في طليعتها. هذا ‏التخاذل الذي جعل العدو يستبيح أرضها وعرضها وثرواتها‎.
قارن السيد القائد بين موقف الغرب من أوكرانيا، حيث هبّوا لنجدتها بكل ‏ما أوتوا من قوة، وبين صمتهم المطبق على ما يحدث في فلسطين، وكأنّ ‏دماء الفلسطينيين أرخص من غيرهم! وهو معيار مزدوج يكشف زيف ادعاءات الغرب الدفاع عن حقوق ‏الإنسان والقيم الإنسانية‎.
لم يكتفِ السيد القائد بالتنديد والتحليل، بل دعا إلى العمل والمواجهة‎، ومقاطعة البضائع الأمريكية و»الإسرائيلية»، كأداة فعالة للضغط على ‏العدو. والأهم من ذلك، دعا إلى الجهاد في سبيل الله، كموقف عز وكرامة ‏وشرف، وكنجاة من الذل والاستعباد والهوان‎.
أكد أن المقاومة هي العائق الحقيقي أمام اكتساح العدو للمنطقة، وأن لولاها ‏لكان الوضع أسوأ بكثير. وحذّر من المشروع الصهيوني الذي يهدف إلى تدمير المنطقة ‏وتحويلها إلى منطقة نفوذ أمريكية «إسرائيلية»‎، الأمر الذي يتطلب وعياً ويقظة وتحركاً جاداً لمواجهته‎.
كلمة السيد القائد كانت صرخة في وجه الخذلان، ودعوة إلى العزة ‏والكرامة، وتذكيراً بمسؤولية الأمة تجاه قضاياها المصيرية. إنها دعوة إلى الصحوة من سبات عميق، والنهوض لمواجهة التحديات، ‏واستعادة مكانة الأمة التي تستحقها‎.

أترك تعليقاً

التعليقات