صرخة في وجه الخذلان
- محمد العفاري الأثنين , 23 ديـسـمـبـر , 2024 الساعة 12:00:24 AM
- 0 تعليقات
محمد العفاري / لا ميديا -
افتتح السيد القائد عبد الملك الحوثي حديثه الأخير بصرخة مدوية، صرخة ألم على ما يرتكبه العدو الصهيوني في غزة، صرخة غضب على الصمت المطبق من أمة يفترض بها أن تكون خير أمة أخرجت للناس. أكثر من أربعمائة وأربعين يوماً وغـزة تُذبح، وبيوتها تُدمر باسم «الدفاع عن النفس» كذباً وزوراً وبهتاناً.
تحدث السيد القائد عن المجازر التي تُرتكب كل يوم، عن القنابل الأمريكية التي تحصد الأرواح، عن الحصار الخانق الذي يمنع الغذاء والدواء، عن استهداف المستشفيات والكوادر الطبية، عن الجثث المتناثرة في الشوارع، عن تدمير مقومات الحياة في جباليا وغيرها...
لم يكتفِ بوصف المشهد، بل حلل أسبابه، وكشف تواطؤ دول الغرب، وعلى رأسها أمريكا، التي تُقدم الدعم المطلق للكيان الصهيوني، وتُغطي على جرائمه.
لم يقتصر الحديث على غـزة، بل امتد ليشمل لبنان وسورية، حيث يواصل العدو اعتداءاته وتوغله، ضارباً بعرض الحائط كل الاتفاقات والمواثيق.، ثم انتقل السيد العلم إلى نقطة جوهرية، وهي مسؤولية الأمة عن هذا الوضع المأساوي. تساءل بمرارة: ما الذي يشجع العدو على كل هذه الجرائم؟!
وأجاب بصراحة: التخاذل العربي والإسلامي، وتواطؤ بعض الأنظمة والجماعات. هذا التخاذل الذي جعل الأمة في ذيل الأمم، بعد أن كانت في طليعتها. هذا التخاذل الذي جعل العدو يستبيح أرضها وعرضها وثرواتها.
قارن السيد القائد بين موقف الغرب من أوكرانيا، حيث هبّوا لنجدتها بكل ما أوتوا من قوة، وبين صمتهم المطبق على ما يحدث في فلسطين، وكأنّ دماء الفلسطينيين أرخص من غيرهم! وهو معيار مزدوج يكشف زيف ادعاءات الغرب الدفاع عن حقوق الإنسان والقيم الإنسانية.
لم يكتفِ السيد القائد بالتنديد والتحليل، بل دعا إلى العمل والمواجهة، ومقاطعة البضائع الأمريكية و»الإسرائيلية»، كأداة فعالة للضغط على العدو. والأهم من ذلك، دعا إلى الجهاد في سبيل الله، كموقف عز وكرامة وشرف، وكنجاة من الذل والاستعباد والهوان.
أكد أن المقاومة هي العائق الحقيقي أمام اكتساح العدو للمنطقة، وأن لولاها لكان الوضع أسوأ بكثير. وحذّر من المشروع الصهيوني الذي يهدف إلى تدمير المنطقة وتحويلها إلى منطقة نفوذ أمريكية «إسرائيلية»، الأمر الذي يتطلب وعياً ويقظة وتحركاً جاداً لمواجهته.
كلمة السيد القائد كانت صرخة في وجه الخذلان، ودعوة إلى العزة والكرامة، وتذكيراً بمسؤولية الأمة تجاه قضاياها المصيرية. إنها دعوة إلى الصحوة من سبات عميق، والنهوض لمواجهة التحديات، واستعادة مكانة الأمة التي تستحقها.
المصدر محمد العفاري
زيارة جميع مقالات: محمد العفاري