من وحي خطاب ذكرى الشهداء
 

يحيى المحطوري

يحيى المحطوري/ لا ميديا -
لانشغالنا الدائم بمناكفات مواقع التواصل الاجتماعي وضجيجها، نغرق في القضايا الهامشية على حساب القضايا الرئيسية. ولذلك عندما يذكرنا السيد القائد في خطاباته بمواضيع مهمة وقضايا أساسية، نستشعر أهميتها، وندرك كم نحن غافلون عنها وناسون لها وبعيدون عنها.
مثلا: تحدّث في خطابه الأخير بمناسبة أسبوع الشهيد، عن طبيعة الصراع وحقيقته، في سياق الحديث عن المفهوم الصحيح للشهادة، ونحن جميعا مؤمنون بما يقول ومقتنعون به؛ لكنه يغيب عن حديثنا مع أي منطق معادٍ يشوه هذا المفهوم، ويغيب عن ردودنا على الأطراف الأخرى، ويغلب على منطقنا الطابع الحزبي أو السلطوي أو المناطقي.
وكذلك، تعاطينا مع من يطالبون بضرورة تصعيد الموقف العسكري، ويشيعون أن ما يحصل ناتج عن توجهات فردية بعيدة عن موجهات القيادة، ونحن نسمع اليوم وبوضوح حقيقة موقفنا الدفاعي الثابت والمبدئي كما ورد في الخطاب: "وإن عادوا إلى التصعيد الاقتصادي أو العسكري فنحن جاهزون للتصدي".
ومن الأمثلة الأخرى: غرقنا في مواجهة التفاصيل فيما يتعلق بموجة الحرب الناعمة على بلدنا، وننسى توضيح القضايا الأساسية التي تمثل دوافع الأعداء وأهدافهم من هذه الحرب، كتمييع الشباب وآثاره وأنه يمثل ضربة قاضية للأمة، وسعي الأعداء لإذلال الشعوب وكسر إرادتها، بينما ننجر نحن إلى مواجهة الشكليات أو ردود غير واعية على الضجيج المثار تجاه أي إجراءات لمواجهة الحرب الناعمة وتداعياتها.
وكذلك، نلاحظ مستوى ردودنا الانفعالية على أي نقد للعمل الرسمي، بينما يؤكد القائد ومن موقع المسؤولية والمعرفة أن الوضع فيه "مزري" ويحتاج إلى معالجات وتطوير الأداء والارتقاء به، ويذكرنا بمسؤولياتنا جميعا في ذلك.
وأختم بنصيحة: أن يعرض كل منا ما كتبه خلال الفترة الماضية، على الموجهات الواضحة في نهاية الخطاب بخصوص الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية والحذر من مساعي الأعداء لبث الفرقة وإثارة العنصرية، وسنلاحظ الفرق بين ما نتحدث به ونكتبه، وبين ما يوجه به القائد، وخطورة ذلك، سواء كان ما كتبناه مقصودا أم غير مقصود وبحسن نية.
هذه مجرد أمثلة، والخطاب كما هو المعتاد زاخر بالتوضيحات الكافية والموعظة الشافية والهدى المبين، الذي نقصر جميعا في استيعاب وفهم مضامينه والعمل على ضوئها.
نسأل الله أن يوفقنا جميعا لسديد القول ومقبول العمل.

أترك تعليقاً

التعليقات