مـقـالات - عبدالمجيد التركي

فضيلة الصمت

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - عندما نفكِّر في الحديث عن عالم الصمت لا يسعنا إلَّا الصمت، لعجزنا عن الخوض في هذا العالم المليء بالأسرار التي لم نحاول يوماً استباحتها. من البديهي أن الإنسان يستطيع إجادة الكلام في سنوات طفولته الأولى.. لكنه حتى سنوات كهولته الأخيرة لم يفكر بالصمت مثلما يفكر بالكلام لأنه يتكلم بدون تفكير.. ولا أقصد بالصمت هنا ذلك الصمت الذي يعكس الوجه الآخر للبلادة،...

زحمة الوجوه

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - يشعر المرءُ أحياناً بعدم الانتماءِ إلى أيِّ شيء.. يشعر أنه مجرَّد من كلِّ عاطفة تجاه أهل أو وطن.. وكأنه لايزال يبحث عن ذاته بين كلِّ هذا الزحام والضجيج الذي لا ينتمي إليه أيضاً. شعورٌ بالغربة ينتابك وأنت بين أصدقائك، وأنت في وطنك، وحتى وأنت بين أُسرتك.. تشعر أنك ضيفٌ طارئ وثقيلٌ أحياناً، كأن لا أحد يفهمك، أو بالأصح لا أحد يريد أن يفهمك.. كأنك أتيتَ من عالمٍ آخر!...

سبحان الذي أسرى

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - مرت ذكرى الإسراء والمعراج على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، والبعض في انشغال عن تذكُّر أهمية هذه الحادثة ومدلولاتها. في هذه الذكرى العطرة تطلُّ أسئلة قلَّما تجد من يجيبك عليها، حتى أستاذك في المدرسة أو إمام المسجد، لأنهم تلقَّفوا هذه الواقعة من كتب السيرة دون أن يكلِّفوا أنفسهم عناء البحث والتمحيص وتنقية الرواية من الشوائب التي طالتها ونالت منها،...

وجهاً لوجه

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - سأقف أمامه وجهاً لوجه، أعزلَ إلاَّ من بعض الخيبات والذكريات والأصدقاء.. وسأتأمَّل القدحَ الذي سيسقيني منه جرعةً كبيرةً من الخوف، ليس بالضرورة أن تكون هذه الجرعة مُخدِّراً كي لا أشعر بشيء.. وسأسأله: أيُّـنا يَسْكرُ الآن! سأموت واقفاً، ليُدركَ أن الحياة التي سيأخذها تستحقُّ أن يحني لها هامته، كي لا يتعامل معها على أنها غنيمة أو واجبٌ لا بد له من القيام به....

الجامع الكبير

عبدالمجيد التركي / لا ميديا - منذ مئات السنين والجامع الكبير يتصدَّر كلَّ مساجد صنعاء بروحانيته وهدوئه واتِّساعه لكلِّ الطوائف والمذاهب. تدخل الجامع الكبير فتحس بروحانية لا تجدها في سواه.. تتأمَّل في الوجوه التي تحيط بك فترى وجوهاً رضيَّة ولِحىً مضيئة بالرضا.. وشيوخاً يلهجون بذكر الله، ولحاهم لا تخيفك ولا تبعث الريبة في نفسك.. إنها لحىً لا تؤطرها أي أيديولوجيا أو تيارات أو مذاهب...